الجزائر "مستاءة" من فرنسا بسبب صحفي إسرائيلي
الخارجية الجزائرية أبلغت فرنسا استهجانها من دخول صحفي إسرائيلي إلى أراضيها ضمن وفد رسمي فرنسي وقيامه بنشاط غير مرخص به
أبلغت الجزائر السلطات الفرنسية استهجانها من قيام صحفي يحمل الجنسية المزدوجة الإسرائيلية الفرنسية بنشاط على الأراضي الجزائرية غير مرخص به، بعد أن كان مقررًا فقط أن يغطي زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى الجزائر في شهر أبريل/نيسان الماضي.
ولم تمر قضية الصحفي الإسرائيلي، جدعون كوتس، الذي تسلل إلى الجزائر ضمن وفد رسمي فرنسي قبل 4 أشهر بردًا وسلامًا على الخارجية الجزائرية، التي دفعها حدة الهجوم الذي نالها من نواب في البرلمان إلى تقديم التوضيحات الكافية حول الموضوع، وتحميل السلطات الفرنسية مسؤولية ما حدث.
وذكرت وزارة الخارجية الجزائرية، ردًّا على سؤال وجهه النائب حسن عريبي، أن الصحفي جدعون كوتس منحت له تأشيرة "صحافة" بصفته صحفي يحمل جنسية فرنسية، وحاملا لجواز سفر فرنسي، ويعمل لحساب مجلة فرنسية تصدر بفرنسا، خاصة وأنه لم يسبق وأن تعرض في كتاباته بأي سوء للجزائر.
وأبرز الرد الموقع من وزير الخارجية رمطان لعمامرة شخصيًّا أن التأشيرة منحت لهذا الصحفي بعد أن ورد طلب اعتماده من رئاسة الحكومة الفرنسية ضمن قائمة الوفد الصحفي المرافق لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أثناء زيارته للجزائر يومي 9 و10 أبريل/ نيسان 2016، وهي محصورة فقط في تغطية الزيارة لا غير.
وأضاف بيان الخارجية الجزائرية أنه نظرًا لكون الصحفي مارس نشاطًا صحفيًّا غير مرخص به من قبل دائرتنا الوزارية من خلال تعاطيه مع قضايا لا صلة لها مع زيارة الوزير الأول الفرنسي، ونشر موضوعات في صحف غير التي اعتمد من أجلها.
وعلى هذا الأساس، أوضحت أنه "تم إخطار السلطات الفرنسية عن طريق القنوات الديبلوماسية باستهجاننا لهذا التصرف اللامسؤول لصحفي عضو في الوفد الرسمي للوزير الأول الفرنسي".
وكان الصحفي الإسرائيلي جدعون كوتس، قد تسلل إلى الجزائر، وكتب تقريرًا مفصلًا عن الوضع العام في البلاد، نشرته صحيفة "معاريف" على موقعها، الإثنين 23 مايو 2016، ما أثار استياء الجزائريين الذين استغربوا من عدم انتباه سلطات بلادهم لوجوده، رغم التشديدات الكبيرة التي تفرضها على الأجانب للحصول على تأشيرة الدخول.
وحسب المعلومات، التي أوردها الصحفي، فإنه دخل إلى الجزائر ضمن الوفد الصحفي الذي رافق رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس، خلال زيارته الأخيرة للجزائر قبل أكثر من شهر، وهو ما لم تنتبه له السلطات الجزائرية التي منحته التأشيرة في هذا الإطار.
وذهب الصحفي إلى حد سرد حوار قصير مع وزير الداخلية الجزائري، الذي وصفه بالرجل الثاني في الحكومة، قائلًا: "وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، وهو رقم 2 في الحكومة حسب البروتوكول، قال لي "هناك حاجة الآن إلى معركة دولية تشارك فيها جميع الدول دون استثناء ضد الإرهاب".
ولقي التقرير الذي نشره الصحفي الإسرائيلي تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث ذهبت معظم التعليقات إلى التساؤل حول الكيفية التي دخل بها، إلا أن الحكومة الجزائرية التزمت الصمت المطبق في القضية، ولم تشأ إعطاء تفاصيل حولها.