"نيويورك تايمز": "داعش" يستعد لحرب عصابات بالعراق مع انحسار أراضيه
العديد من مقاتلي "داعش" اختبأوا وسط المدنيين بالعراق، وينتظرون الوقت المناسب لتنفيذ هجمات إرهابية مستقبلية.
يستعد تنظيم "داعش" الإرهابي، لشن "حرب عصابات" في العراق؛ في ظل تراجع حظوظ التنظيم الإرهابي في ساحة المعركة، واستعداد قادته لاحتمال سقوط معقلهم الأخير المتبقي، بحسب خبراء استطلعت آراءهم صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، قالت إن أحدث هجوم انتحاري نفذه "داعش" في بغداد، وقتل فيه نحو 330 شخصًا، ينذر بتمرد طويل دامٍ، وفقًا لدبلوماسيين وقادة عسكريين أمريكيين، في وقت يعود التنظيم الإرهابي إلى جذوره بحرب العصابات، مع انحسار أراضيه في العراق وسوريا.
وأشارت إلى أن المسؤولين يقولون إن العديد من مقاتلي "داعش" الذين خسروا المعارك في الفلوجة والرمادي، اختبأوا وسط السكان المدنيين السنة إلى حد كبير هناك، وينتظرون الوقتهم المناسب لتنفيذ هجمات إرهابية مستقبلية.
وفي ظل مؤشرات قليلة على أن رئيس الوزراء العراقي المحاصر، حيدر العبادي، يمكنه أن يشكل شراكة شاملة مع السنة على نحو فعال، يحذر العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين من أن النصر العسكري في معقل التنظيم الأخير بالموصل، الذين يأملون أن يتحقق قبل نهاية العام، لن يكون كافيًا لتجنب التمرد المميت.
وفي تصريحات للصحيفة، قال الجنرال شون ماكفارلاند، قائد القوات الأمريكية بالعراق: "لهزيمة التمرد، فإن العراق بحاجة إلى المضي قدمًا في أجندة الإصلاح السياسي والاقتصادي".
وتوقعت "تايمز" أن العودة إلى حرب العصابات في العراق، بينما تقاتل الولايات المتحدة وحلفاؤها "داعش في سوريا"، يشكل أحد التحديات الرئيسية الأولى للرئيس الأمريكي المقبل، الذي سيتولى مهام منصبه في يناير/ كانون الثاني المقبل.
وبينما دعم الرأي العام الأمريكي حتى الآن، نشر الرئيس أوباما قرابة 5 آلاف جندي لمساعدة العراق في استعادة الأراضي، التي خسرها أمام "داعش" عام 2014، ليس من الواضح إذا كان الدعم السياسي سيتلاشى في ظل جهد متواصل لمحاربة المتمردين.
ولفتت الصحيفة إلى أن شبح التمرد أحيا بعض ذكريات الدبلوماسيين والقادة العسكريين الأمريكيين، المريرة للتورط الأمريكي في العراق على مدار السنوات الـ13 الماضية؛ حيث عبر مسؤولون عن مخاوفهم إزاء تأثير هذا النوع من الفوضى على استقرار العراق، والحملة الأوسع لهزيمة "داعش" الذي خسر نحو نصف أراضيه في العراق.
وقال الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأمريكية السابق في العراق، إنه "عندما يهزم جيش داعش في الموصل ومناطق أخرى في العراق، ستظل هناك خلايا إرهابية لداعش تحاول الاستمرار في تنفيذ هذا النوع من الهجمات الإرهابية، التي شهدناها في بغداد ومناطق أخرى في الأشهر الأخيرة".
وهو الرأي الذي يتفق معه مسؤولون عراقيون كبار؛ حيث قال وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، للصحفيين في واشنطن الأسبوع الماضي: "بالتأكيد، داعش يظل خطرًا محتملًا على العراق".
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg
جزيرة ام اند امز