"حلب والنصرة" ضربتان للتعاون الأمريكي الروسي في سوريا
المحاولات الأمريكية لإقامة تعاون عسكري مع روسيا في الحرب ضد تنظيم "داعش" في سوريا، تعرضت لضربتين كبيرتين ربما تكونان قاضيتين.
تعرضت محاولات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لإقامة تعاون عسكري مع روسيا في الحرب ضد تنظيم "داعش" في سوريا، لضربتين كبيرتين ربما تكونان قاضيتين.
فقد قال الجيش السوري إنه قطع كل طرق الإمداد المؤدية إلى الجزء الشرقي من مدينة حلب -وهي أهم معقل للمعارضة حاليًا في البلاد- وطلبت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد من السكان مغادرة المدينة.
وقال مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أمس الخميس، إن الخطوة تبدو وكأنها محاولة لاستباق طلب أمريكي بأن تفتح روسيا وسوريا طريقًا رئيسيًا يؤدي إلى حلب، قبل بدء محادثات بشأن إقامة مركز مشترك للمخابرات لتنسيق الضربات الجوية ضد تنظيم داعش.
ثم أعلنت جبهة النصرة، المرتبطة بتنظيم القاعدة، أمس الخميس، إنهاء علاقتها بالتنظيم وغيرت اسمها إلى "جبهة فتح الشام"؛ لتجنب ما تقول إنه ذريعة من الولايات المتحدة ودول أخرى لمهاجمة السوريين.
وعلى الرغم من أن مسؤولًا أمريكيًا وصف الخطوة بأنها "مجرد تغيير في الاسم"، إلا أن الخطوة تعقد الاقتراح الأمريكي بأن تقصر روسيا وسوريا الضربات الجوية على النصرة وداعش فقط دون جماعات المعارضة التي تدعمها واشنطن وحلفاؤها.
وقال المسؤول: "بعد إنكار صلاتها بالقاعدة -وهو ما حدث بمباركة وموافقة القاعدة ذاتها- جعلت النصرة من الصعب عزلها عن باقي جماعات المعارضة المعتدلة التي قد ينضم أفراد منها للجبهة لأنها أقوى من بعض الجماعات التي ينتمون لها الآن."
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، إن واشنطن أوضحت مخاوفها بشأن إعلان فتح ممر إنساني في حلب، وإن وجهة نظرها بشأن جبهة النصرة لم تتغير بتغيير اسمها.
وقال "كيربي" لرويترز: "لكننا ما زلنا ملتزمين بالاقتراحات التي توصلت إليها الولايات المتحدة وروسيا لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا بشكل أفضل وتوفير الأرضية اللازمة لاستئناف المحادثات السياسية. إذا تم تطبيق تلك الاقتراحات بالكامل وبحسن نية يمكنها أن تحقق لنا نجاحًا سعينا وراءه حتى الآن دون جدوى."
وأضاف "ولكن كما أوضح الوزير نحن عمليون حيال تلك الجهود وسنتطلع إلى وفاء روسيا بالتزاماتها كما نفي نحن، هذا سيكون الأساس، العامل المحدد للنجاح هنا."
ورغم أن واشنطن وموسكو عبرتا عن أملهما في التوصل لطريقة للتعاون ضد داعش، إلا أن اقتراح كيري يواجه صعوبات منذ البداية؛ بسبب الأهداف المتناقضة للدولتين هناك وبسبب معارضة مسؤولين عسكريين وآخرين بالمخابرات الأمريكية.