تركيا لا تستغل فرصة السلام مع الأكراد بعد الانقلاب الفاشل
صلاح الدين دمرداش الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي في تركيا يحمّل أردوغان والأكراد عدم استغلال الهدوء بعد الانقلاب لإحلال السلام
قال أحد زعماء المعارضة الموالية للأكراد في تركيا إن أنقرة أهدرت فرصة لإحياء عملية السلام المنهارة مع المسلحين الأكراد، مع تركيز الرئيس رجب طيب أردوغان على الاتجاه القومي لترسيخ التأييد له بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال صلاح الدين دمرداش الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي في مقابلة صحفية، إن إصدار الحكومة التركية لمراسيم خلال حالة الطوارئ شملت تطهير عشرات الآلاف ممن يشتبه في أنهم مدبرون للانقلاب، قد تهدد المعارضة بوجه عام.
وشهدت الفترة التي أعقبت محاولة الانقلاب الفاشلة هدوءا في العنف بجنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية، وأشار دمرداش إلى أن الدولة وحزب العمال الكردستاني المحظور على السواء لا يبدوان مستعدين لاستثمار ذلك الهدوء لتحقيق السلام، قائلا: "لم نر أي إشارات إيجابية من أي من الطرفين... بأن ذلك قد يشكل فرصة للحل."
اضطهاد للنواب الأكراد
تخلى أردوغان عن الحدة في الحديث مع قادة أحزاب آخرين في بادرة على الوحدة الوطنية بعد الانقلاب، لكنه استثنى دمرداش من ذلك بسبب صلات مزعومة لحزبه بحزب العمال الكردستاني المحظور، والتي ينفيها الحزب، ولكنه يروّج لانتهاج المفاوضات سبيلا لإنهاء الصراع الممتد على مدى 32 عاما وتسبب في مقتل 40 ألف شخص.
ويواصل ممثلو الادعاء ملاحقة نواب منتمين لحزب الشعوب الديمقراطي قضائيا بسبب تصريحات أدلوا بها بعد أن تمكن أردوغان من حشد التأييد لتجريدهم من حصانتهم البرلمانية في مايو/أيار الماضي، حيث تلقى دمرداش 12 أمر استدعاء جديدا خلال الأسبوع الماضي فقط.
وقال دمرداش الذي يرى أن تلك الإجراءات هي استراتيجية لإخراج حزبه من البرلمان والفوز بمقاعد أكثر لحزب العدالة والتنمية الحاكم، إن "رفع الحصانة يحتاج لمراجعة بعد أن واجهنا خطر الانقلاب وتم قصف البرلمان."
وأضاف دمرداش أن من الأمور الأساسية لتحقيق السلام هي السماح لزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان بإيصال رسائل غير مباشرة للمسلحين كما فعل في 2013 و2014، حيث يقضي أوجلان عقوبة السجن مدى الحياة في سجن على جزيرة ولم يتمكن من الاتصال بعائلته أو محامييه أو سياسيين منذ إبريل/نيسان 2015.
وقال دمرداش "نخشى أن يستخدم الحكم بحالة الطوارئ بصورة متزايدة ضد المعارضة الحقيقية في تركيا.. ضد من هم خارج حركة كولن".
يذكر أن اليوم السبت شهد عودة العنف مجددا في جنوب شرق البلاد، إذ قال مسؤولون إن 35 مسلحا من حزب العمال الكردستاني قُتلوا لدى محاولتهم اقتحام قاعدة في إقليم هكاري بعد اشتباكات اندلعت في موقع قريب وقتل فيها 8 جنود.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA== جزيرة ام اند امز