الإرهاب واللاجئون يضعون العصر الذهبي لألمانيا على المحك
بعد تواتر أزمة اللاجئين وتمادي الإرهاب في الأراضي الألمانية، يبقى السؤال في قدرة ميركل على الحفاظ على العصر الذهبي لألمانيا
كان العقد الماضي بمثابة عصر ذهبي شهدته ألمانيا، بعد أن تخطت كبوتها الاقتصادية ونجت من العديد من الأزمات الداخلية التي عصفت بها لتتحول إلى قوة مهيمنة في أوروبا على يد مستشارتها أنجيلا ميركل، لكن مع تفاقم أزمة اللاجئين والضربات الإرهابية المتتالية، يبقى السؤال إذا كانت تلك العوامل ترسم نهاية العصر الذهبي لألمانيا أم ستنجح ميركل في تخطي تلك العقبة أيضًا؟
يشكك الكثير من الألمان في قدرة ميركل على إعادة السيطرة التي تمتعت بها ألمانيا، خصوصًا بعد توافد مئات الألاف من اللاجئين الى ألمانيا، مما وضع الكثير من الضغوط على الموارد والمؤسسات، حيث يستغل الحزب اليميني المتطرف "البديل لألمانيا" تلك الأوضاع لضمان مكاسب سياسية مبنية على الخوف من اللاجئين والإرهاب، مما يجعل ميركل تبدو ضعيفة في أداء مهمتها.
ويخشى الألمان أن تكون تلك الأزمات هي نهاية العصر الذهبي لبلادهم، التي حافظت على صادراتها في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية المتتالية، ويتساءلون حول إمكانية استمرار هذا الازدهار في ظل المشكلة الأكبر التي تؤرق الألمان وتكمن في الأزمة الديموغرافية التي يعتبرونها "قنبلة موقوتة".
فبحسب منظمة الأمم المتحدة، ستنخفض القوى العاملة في ألمانيا إلى النصف بسبب مشكلة الشيخوخة بحلول 2030، حيث إن السبب الحقيقي الذي جعل ميركل تفتح أبواب ألمانيا للاجئين هو محاولة حل تلك المشكلة بتوفير قوى عاملة شابة لتعزيز الاقتصاد، بالإضافة الى الجانب الإنساني.
ورغم ظنون ميركل أن الشارع الألماني سيتفهم تلك الخطوة للحفاظ على استدامة الاقتصاد الألماني، إلا أن الناخبين المحافظين والكبار في السن يرون فقط الجانب السلبي لتلك السياسة، خصوصًا مع التدافع غير المنظم للاجئين وزيادة وتيرة الحوادث والهجمات الإرهابية، ليس فقط في أوروبا، لكن في ألمانيا نفسها أيضًا.
وتكمن مشكلة ميركل في جمع الألمان حول سياساتها من جديد، خاصة بعد انقسامهم إلى من يرى الواجب الإنساني في فتح الحدود للاجئين، بينما يرى القسم الآخر أن فتح الحدود هو سبب جميع المشاكل التي حلت بألمانيا وهو التوجه اليميني السائد، ولذلك على ميركل الموازنة بين فتح الحدود للاجئين المستحقين مع ضمان حماية المانيا من أي اعتداء إرهابي يمس أراضيها.
لكن التحدي أمام ميركل صعب للغاية، فالحفاظ على ألمانيا وتمديد عصرها الذهبي يتطلب علاج أزمة شيخوخة القوى العاملة لضمان استمرار الإنتاجية، وفي نفس الوقت حماية ألمانيا من الهجمات الإرهابية التي طالت أوروبا مع محاولة كسب الرأي العام للدفع بشكل إيجابي نحو تنفيذ سياستها.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4yMjkg جزيرة ام اند امز