زويل.. شعاع "الأمل" ينطفئ في "فيمتوثانية"
مسيرة العالم المصري أحمد زويل أثمرت عن عشرات الأبحاث وجائزة نوبل، وخلق حالة من الأمل، انطفأت في "فمتوثانية"
قبل أيام نشرت الصحف المصرية صورًا للعالم أحمد زويل، مصحوبة بخبر تقديم مدينته العلمية في مصر منحًا للطلاب الأوائل بالثانوية العامة.
بالتأكيد لم يرَ العالم المصري الذي وافته المنية اليوم الثلاثاء هذه الصور؛ حيث كان وقتها قد دخل في المراحل المتأخرة من مرض السرطان الذي أصابه قبل بضع سنوات، ولكنها ستظل شاهدة على جهود عالم مصري وصل إلى العالمية، ولم ينسَ بلده التي حرص على أن يكون لها نصيبًا من علمه وجهده.
والمتتبع لمسيرة العالم المصري الشهير يدرك مدى ارتباطه بأرض مصر التي أجبرته إجراءات بيوقراطية على مغادرتها في أوائل السبعينيات، ليحصل على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا الأمريكية في علوم الليزر عام 1974م.
وخلال رحلة طويلة في أمريكا، حصل على عده جوائز عالمية كان أبرزها جائزة نوبل عام 1999 عن ابتكاره لنظام تصوير يعمل باستخدام الليزر وله القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي "فيمتو ثانية"، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.
كان يمكن للعالم الراحل أن يكتفي بهذا النجاح العالمي، وما تبعه من دعوات تلقاها لتأسيس مدارس علمية في دول غربية وعربية، ولكنه آثر أن يكون لبلده نصيب من علمه وجهده، فكان مشروعه مدينة زويل العلمية، التي أوصى قبل وفاته بالاهتمام بها كما أوصى بدفنه في أرض مصر.
وخاض العالم الراحل خلال السنوات الأخيرة معارك قضائية حول مقر مدينته العلمية، وحاول خصومه التلويح بأن حرصه على إنشاء المدينة يقف خلفه طموح سياسي، وهو ما كان ينفيه بعبارته الشهيرة: "ليس لي طموح سياسي، وأريد أن أخدم مصر في مجال العلم وأموت وأنا عالم".
ولم تكن هذه العبارة هي الوحيدة التي اشتهر بها العالم الراحل، الذي ترك لنا قبل رحيله مجموعة من العبارات التي تشكل دستورًا لأي دولة من دول العالم النامي تريد أن تصنع نهضة علمية، ومنها قوله " الأوروبيون ليسوا أذكى منا ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح.. أما نحن فنحارب في الناجح حتى يفشل".
وعندما سئل عن أسباب النهضة الأمريكية قال: "الجميل في أمريكا وهو ما جعلها تتقدم على العالم علميًّا، أن الخيال لا يقتل وليس له حدود وكل المؤسسات تشجعه، والعالم الحقيقي المحب لعلمه لا بد أن يحلم، وإذا لم يتخيل العالم ويحلم سيفعل ما فعله السابقون ولن يضيف شيئًا".
وكانت من أمانيه أن يخرج حاصلون على جائزة نوبل من دول العالم النامي، وقال عن ذلك: "عندي أمل كبير أن هذه الجائزة سوف تلهم الأجيال الشابة في الدول النامية وتحثهم على الأخذ بأسباب العلم والاعتقاد بإمكانية الإسهام في دنيا العلوم والتكنولوجيا على المستوى العالمي".