أنقرة لبغداد: لن ننسحب.. ولموسكو: للصبر حدود.. والسيستاني يدعو لاحترام السيادة
المرجع الشيعي البارز يدخل على خط المواجهة بين العراق وتركيا
السيستاني يشجب دخول قوات تركية إلى العراق دون موافقة بغداد، مطالبا بـ"احترام سيادة" العراق، فيما قالت أنقرة إنها لن تنسحب وحذرت موسكو
دخل المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني، على خط المواجهة بين بغداد وأنقرة، بعد أن شجب دخول قوات تركية إلى العراق دون موافقة الحكومة المركزية، مطالبا بـ"احترام سيادة" العراق وتطبيق القوانين الدولية، فيما أصرت أنقرة على أنها لن تسحب قواتها، موجهة في الوقت نفسه تحذيرا لموسكو بأنه "للصبر حدود".
وقال أحمد الصافي ممثل المرجع السيستاني في خطبة الجمعة من مدينة كربلاء جنوب بغداد "ليس لأي دولة إرسال جنودها إلى أراضي دولة أخرى بذريعة مساندتها في محاربة الإرهاب ما لم يتم الاتفاق على ذلك بين حكومتي البلدين بشكل واضح وصريح".
وأضاف "هناك قوانين ومواثيق دولة تنظم العلاقة بين الدول واحترام السيادة بين الدول، وعدم التجاوز على أراضيها".
وتشهد العلاقات بين بغداد وأنقرة توترا متصاعدا بسبب نشر تركيا مئات الجنود والدبابات الأسبوع الماضي في بعشيقة قرب مدينة الموصل، شمال العراق.
وذكر الصافي بأن "المنطقة تشهد مخاطر عديدة وأهمها خطر الإرهاب، لزاما على دول المنطقة تنسيق خطواتها وتتعاون فيما بينها للقضاء على العدو المشترك وهو الإرهاب، وتتفادى التسبب في أي مشاكل تظهر بتحقيق هذا الهدف المهم".
وقام العراق بدوره بسلسلة اتصالات مع المجتمع الدولي من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن يدين "الانتهاك التركي للسيادة العراقية" بهدف معالجة الأزمة ودفع تركيا إلى سحب قواتها من شمال العراق.
وشدد ممثل السيستاني على أن "الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية سيادة العراق وعدم التسامح مع أي طرف يتجاوز عليها مهما كانت الدواعي والمبررات، وعليها اتباع الأساليب المناسبة في حل ما يحدث من مشاكل لهذا السبب".
كما طالب ممثل المرجعية السياسيين العراقيين بتوحيد موقفهم بما يخدم "مصلحة العراق وحفظ استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه ".
وحث السيستاني المواطنين العراقيين على إظهار ضبط النفس تجاه الأجانب المقيمين في البلاد بعد أن هددت جماعات شيعية مسلحة باستخدام القوة ضد تركيا واستهداف مصالحها في العراق لتسحب قواتها.
وأمهلت السلطات العراقية القوات التركية، 48 ساعة للانسحاب من الأراضي العراقية لكن أنقرة لم تسحب قواتها رغم انتهاء المهلة .
وتشهد العلاقات بين بغداد وأنقرة توترا شديدا منذ أن نشرت تركيا مئات الجنود والدبابات في بعشيقة شمال العراق، ما اعتبرته بغداد انتهاكا للسيادة، في حين تؤكد تركيا أن الهدف هو تدريب عراقيين على قتال تنظيم داعش".
وفي المقابل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن من غير الوارد في الوقت الراهن سحب قوات بلاده من العراق.
وأعلن أردوغان الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في وقت متأخر الخميس إن الانتشار التركي سيكون محور اجتماع بين أنقرة وواشنطن وكردستان العراق في 21 كانون الأول/ديسمبر.
وقال الرئيس التركي إن "ما تفعله (هذه القوات) في بعشيقة وفي المعسكر ليس سوى مهمة تدريب".
وأضاف أن "عدد الجنود سيرفع أو يخفض تبعا لعدد البشمركة (القوات الكردية في كردستان العراق) الذين يتم تدريبهم"، مؤكدا أن "أي انسحاب غير وارد".
وأصر أردوغان على أن القوات ليست موجودة في العراق للقتال.
وقال "حيدر العبادي (رئيس الوزراء العراقي) طلب منا تدريب جنودهم وشرطتهم خلال زيارة (إلى تركيا). جنودنا الذين أرسلوا إلى هناك ليسوا مقاتلين. إنهم موجودون هناك لأغراض تدريبية."
وتطرق أردوغان للأزمة مع روسيا وقال: "كانت (روسيا) تنتهج نهجا مختلفا تماما.. ولكننا نراهم الآن يتخذون موقفا مشحونا بالعاطفة. تركيا لا تؤيد تصعيد التوتر وسوف تتوخى الصبر. وأعتقد أن صبرنا سيعزز علاقاتنا الدبلوماسية وربما يساعد حتى في إعادة بناء علاقاتنا."
وتدهورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير منذ أن أصبحت تركيا أول عضو في حلف شمال الأطلسي على مدار أكثر من نصف قرن يُسقط طائرة روسية، وقالت إن الطائرة انتهكت مجالها الجوي بينما كانت تحلق في طلعة جوية فوق سوريا.
وبدوره قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الجمعة إن نشر قوات تركية إضافية في العراق مؤخرا تم بعد زيادة المخاطر الأمنية.
وأضاف في مقابلة بثها على الهواء تلفزيون (إن.تي.في) إن تركيا دعت روسيا للهدوء لكن لصبرها حدودا.