الهدم الذاتي للمنازل في القدس.. بيدي لا بيد الاحتلال
لم يجد الفلسطيني وليد شويكي خيارًا سوى هدم منزله بيديه؛ لتجنب سداد غرامة مالية باهظة فرضتها عليه قوات الاحتلال.
لم يجد الفلسطيني وليد شويكي خيارًا سوى هدم منزله بيديه؛ لتجنب سداد غرامة مالية باهظة فرضتها عليه قوات الاحتلال؛ في واحدة من أبشع سياسات تهويد القدس المحتلة.
وقال شويكي لبوابة "العين" الإخبارية: اضطرت لهدم منزلي بنفسي تنفيذا لقرار محكمة بلدية الاحتلال في القدس، لأتفادى دفع غرامة مالية قيمتها (13160) دولارا، بالإضافة لدفع تكلفة الهدم، التي تقدر بقرابة ألفي دولار.
منزل شويكي عبارة عن مبنى صغير من الصاج المقوى، ومكون من غرفتين ومنافعهما، شيّده عام 2014، ليؤويه وأسرته المكونة من ثلاثة أفراد، في حي الثوري، جنوبي البلدة القديمة بالقدس الشرقية.
وأوضح شويكي أنه دمّر منزله مساء 31 يوليو/تموز الماضي، بعد أن وجد نفسه أمام خيار أكثر قسوة وهو دفع غرامة مالية تزيد تكلفتها عن المبنى نفسه، لافتا إلى أنه كان يبكي وهو يدمر منزله، وكذلك أطفاله، الذين أصبحوا بين عشية وضحاها دون مأوى، والعودة مجددا لدوامة الاستئجار أو الرحيل عن القدس.
ووفق معطيات من مؤسسة "بتسليم" الحقوقية الإسرائيلية، فقد دمرت قوات الاحتلال منذ عام 2004، حتى نهاية يونيو الماضي 631 منزلا، بينها 77 أُجبر أصحابها على هدمها بأيديهم.
هدم للمرة السادسة
ولم تفلح الحيلة التي لجأ إليها المقدسي عز الدين نجمة، لتجنب سياسة الهدم، فأقام منزله على عجلات؛ على أمل الاستفادة من نص في القانون الإسرائيلي يمنع تدمير مبنى مقام على عجلات متحركة؛ ولكن أمله تحطم على أنياب جرافات الاحتلال.
وقال نجمة لبوابة "العين" إن قوات الاحتلال دمرت أمس الأربعاء منزله وهو عبارة عن كرفان مساحته 40 مترا مربعا، مقام على عجلات، لافتا إلى أنه أقام الكرفان عام 2014، ويؤويه مع أسرته المكونة من 4 أفراد.
وأشار إلى أنه حاول استصدار رخصة بناء لعدم هدمه، جدوى، لافتا إلى أن هذه هي المرة السادسة التي يهدم فيها منزله حيث تكرر المشهد المؤلم عام 1995، و1999، و2008، و2012، و2014، ويوم أمس.
خطة تهجير وتهويد
ويؤكد زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، أن هناك 25 ألف منزل في القدس صدرت بحقها قرارات هدم صادرة عن محاكم الاحتلال ويمكن تنفيذها بأي وقت، سواء عبر الهدم الذاتي، أو التدمير المباشر مع فرض الغرامات.
وقال الحموري لبوابة "العين" إن الاحتلال يتذرع بعدم وجود ترخيص ولكن في حقيقة الأمر هو يمارس سياسة تهويد ممنهجة، وخلق واقع يدفع المقدسيين للرحيل، محذرا بأن الفترة المقبلة مرشحة أن تشهد المزيد من عمليات التدمير لتنفيذ واستكمال مشاريع تهويدية مثل الحدائق التوراتية، وما يسمى منطقة "الحوض المقدس"، والمسارات اليهودية المؤدية إلى حائط البراق.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuOTgg جزيرة ام اند امز