الشيخ زايد "القائد المؤسس".. نصف قرن إنجازات وبناء "الهوية الاتحادية"
لم يكن الشيخ زايد، رحمه الله، رئيسًا لدولة الإمارات العربية المتحدة، فحسب، بل كان مؤسسًا لـ"أمة اتحادية"
لم يكن الشيخ زايد، رحمه الله، رئيسًا لدولة الإمارات العربية المتحدة، فحسب، بل كان مؤسسًا لـ"أمة اتحادية"، سبقت في فلسفتها المكان والزمان.
"القائد المؤسس" الذي تولى في السادس من أغسطس من عام 1966، قبل 50 عامًا، مقاليد الحكم في أبو ظبي، ثم رئاسة دولة الإمارات في ديسمبر 1971، بعد جهود وتحركات مكوكية لإقرار الاتحاد بحنكته وحكمته السياسية، اعتمد مبدأ التنمية الشاملة لبناء دولة عصرية مستقرة، وكان له ما أراد.
البداية كانت مع تغير فلسفة الإدارة الاقتصادية، والانتقال من "اقتصاد الرفاهة" إلى "الاقتصاد التنموي"، بعد أن قرر توجيه عائدات النفط إلى بناء المدارس والمستشفيات وتمهيد الطرق، وإعادة بناء وتأهيل المدن، وتولت الدولة تكلفة الرعاية الصحية الخارجية للعائلات غير القادرة على تحمل أعباء المعيشة، في خطوة تجسد دور العدالة الاجتماعية لبناء الفرد، الذي يعد ركيزة الخطط التنموية في أي بلد.
فقد بلغ عدد المدارس نحو ألف مدرسة تضم ما لا يقل عن نصف مليون طالب في مختلف المراحل التعليمية، ووصل عدد المدرسين إلى نحو 42 ألف مدرس أي ما نسبته مدرس لكل 12 طالبا، في حين بلغ عدد الطلاب في المراحل الجامعية والمعاهد العليا 20 ألف طالب، بحسب إحصاءات رسمية تم نشرها في بداية الألفية الجديدة.
وفيما يتعلق بمجال الصحة، فقد ارتفع عدد المؤسسات الطبية العاملة بالدولة، وبلغ عدد المستشفيات الحكومية نحو 40 تتسع لما يزيد على 4500 سرير.
وإذا كان الاهتمام بالفرد بلغ شأوه من التقدم، فإن تمهيد البيئة التي يعمل فيها، يعتبر أمرًا ضروريًا، لتعظيم نتائج أنشطته لخدمة البلاد، لذا اهتم "والد الأمة"، بالبيئة فأنفق مبالغ طائلة على عملية تشجير مدينة العين وإمارة أبوظبي، ثم تتابعت هذه العملية بعد قيام الاتحاد إلى سائر الإمارات، ليصل عدد الأشجار المزروعة في الدولة إلى نحو 41 مليونا، كما كشف عن محمية طبيعية نادرة في جزيرة بني ياس.
الشيخ زايد، اهتم أيضًا بمشروعات البنية التحتية، لجذب الاستثمارات الأجنبية، بالتزامن مع تطوير المعيشة لشعب الإمارات، فقد ركز على مشروعات المياه والطاقة، لدفع عجلة النمو الصناعي والزراعي.
وامتدت شبكات المياه والكهرباء في أنحاء الدولة، وبلغ استهلاك المياه يوميا ما بين 250 مليون جالون و300 مليون جالون، كما أصبح لدى الإمارات أكبر الشبكات الكهربائية وأكثرها تطورًا في المنطقة، بفضل مشروع الربط الكهربائي الموحد بين إمارات الدولة.
جنت دولة الإمارات ثمار هذه الطفرة في البنية التحتية التي أسسها الشيخ زايد، وأقيمت المنشآت الصناعية، باستثمارات بلغت حتى منتصف التسعينيات نحو 13.7 مليار درهم، فعلى سبيل المثال، كشفت الإحصاءات الرسمية، عن أن إجمالي عدد المنشآت الصناعية في الدولة في عام 2003 بلغ نحو 2795 شركة ومصنعًا.
تزامن مع هذه النقلة النوعية في مجال الصناعة، بناء شبكة من الطرق بلغت نحو 7 آلاف كيلومتر، بالإضافة إلى تشييد الجسور لربط إمارات الدولة ببعضها البعض.
ولم تكن الجوانب التنموية الاقتصادية والاجتماعية، هي محور إنجازات الشيخ زايد المغفور له بإذن الله فحسب، بل امتدت إلى الأبعاد السياسية، وتحديدًا فيما يتعلق بتأسيس وترسيخ مبدأ حسن الجوار، وهو ما أسهم في بناء الدولة الاتحادية على أساس قوي إقليميًا ودوليًا، لتظل ذكرى "والد الأمة" تتخطى مسألة الزعامة السياسية، إلى تأسيس "الهوية الاتحادية"، التي ساعدت في بناء دولة قوية قادرة على مواجهة كافة المتغيرات الداخلية والخارجية.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMi4yMCA=
جزيرة ام اند امز