الإمارات تدعم جهود الدول لوضع التدابير الفعالة للأمن البيولوجي
الإمارات تشارك بأعمال اللجنة التحضيرية لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية وتدميرها
واصلت دولة الإمارات مشاركتها في أعمال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستعراضي الـ 8 للدول الأطراف في اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البكتريولوجية " البيولوجية " والتكسينية، وتدمير تلك الأسلحة والتي تستمر حتى 12 أغسطس/آب الجاري.
وألقى رئيس وفد دولة الإمارات، محمد علي الشامسي، نائب مدير إدارة التعاون الأمني الدولي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي الاماراتية، كلمة أمام اللجنة التحضيرية، أعرب فيها عن تقدير دولة الإمارات لجهود القائمين على الاجتماع، واتفاقيات حظر الأسلحة البيولوجية، بغية التحضير للمؤتمر الاستعراضي الـ 8 للدول الأطراف في الاتفاقية، وتبادل الأفكار بشأن السبل والإستراتيجيات المعنية باتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية، مبديًا امتنان الإمارات للدور الرائد الذي تضطلع به الأمم المتحدة في هذا الخصوص.
وأكد الشامسي أن الامارات تتمتع بأهمية إقليمية ودولية متزايدة في مختلف المجالات، وتعتبر أحد المراكز الرئيسية العالمية في التجارة، ومعبرًا مهمًا لنقل الركاب والبضائع، وهذا بدوره يتطلب مواكبة متطلبات التحكم والسيطرة على المواد البيولوجية، الأمر الذي دفع دولة الامارات إلى تشكيل لجنة وطنية للأمن البيولوجي عام 2012، والتي عملت على وضع وتطبيق إستراتيجية وطنية للأمن البيولوجي 2013-2017، وفق أفضل الممارسات العالمية لتطوير وتعزيز إجراءات الرقابة والتأهب والاستجابة لمنع هذه المخاطر والسيطرة عليها والحد من تأثيراتها السلبية عند وقوعها، والإسهام في تعزيز أمن وسلامة الوطن الذي يمثل ركيزة أساسية في رؤية الإمارات 2021.
وأبرزت الكلمة الإستراتيجية الوطنية للأمن البيولوجي لدولة الإمارات والتي ترتكز على 3 محاور رئيسية هي، الحد من خطر العوامل البيولوجية الطبيعية أو البشرية المتعمدة أو غير المتعمدة، وبناء قدرات الكشف عن وجود المخاطر البيولوجية، وقدرات التعامل مع الحوادث والتهديدات البيولوجية بمختلف أنواعها.
وأشارت إلى أنه تم في هذا الصدد وضع وتحديث القوانين والتشريعات، وبناء الإمكانيات والخطط الكفيلة بمنع تحول العوامل البيولوجية لتهديدات، أو التصدي لأي تأثير سلبي للعوامل البيولوجية، أو أي حادث ناجم عنها قد يؤثر على الإمارات من نواحٍ عدة، كتأثيراته على سلامة المجتمع والسياسية والاقتصاد والسياحة وغيرها.
وأوضح الشامسي في الكلمة، أنه تم إعداد نظام دراسة المخاطر والتهديدات البيولوجية لدولة الإمارات بهدف حصر ودراسة المخاطر والتهديدات البيولوجية وإجراءات التعامل معها.
ونوه بأنه إيمانًا من دولة الإمارات بأهمية تعزيز التعاون الدولي والمساعدة على تعزيز بناء القدرات الوطنية، نظمت "مؤتمر الإمارات الأول للأمن البيولوجي 2014"، و"مؤتمر الإمارات الثاني للأمن البيولوجي 2015"، الذي شهد مشاركة العديد من المنظمات الدولية والعالمية، ووزارات الدولة، والهيئات الحكومية والبلديات والجهات المحلية، موضحًا أن هذه المؤتمرات وورش العمل شهدت مشاركة عدد كبير من الأشخاص يمثلون أكثر من 40 جهة من القطاعات الحكومية والخاصة والدولية.
وقال الشامسي، إن تنظيم المؤتمرات يأتي بهدف تعزيز الأمن البيولوجي في دولة الإمارات، وتطوير الوعي الوطني لاستجابة جميع المخاطر والتهديدات البيولوجية، وتبادل المعرفة بين المؤسسات والمنظمات الدولية والعالمية في مجال الأمن البيولوجي، ووصف المؤتمر بأنه منبر مهم للحوار وتبادل المعرفة ومنصة علمية لاستعراض القضايا المتعلقة في مجال الأمن.
وأكد أن تنفيذ متطلبات الإستراتيجية الوطنية للأمن البيولوجي وحماية دولة الامارات من تأثيرات العوامل البيولوجية، وتعزيز التنسيق والتكامل الفعال بين الجهات الاتحادية والمحلية، ومتابعة نشاطاتها بتوفير المعلومات وإشراك المنظمات الدولية والعالمية في تطوير المعرفة بالأمن البيولوجي، ودعم الحكومة لنشر الوعي وضرورة التركيز على استقطاب الكوادر المواطنة المتخصصة في مجالات الأمن البيولوجي، يعتبر من أهم ركائز استمرارية ونجاح خطة الأمن البيولوجي في دولة الإمارات.
وشدد على أن دولة الإمارات تتعهد بالعمل على ضمان تيسير أوسع لتبادل ممكن للمعدات والمواد والمعلومات العلمية والتكنولوجية ذات الصلة، وذلك حسب نص المادة الـ 10 من اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية، حيث أطلقت الإمارات برامج تهدف إلى معالجة الأمراض السارية في بعض الدول الأطراف، وذلك ضمن مشروع وطني متكامل للتغذية الصحية ومعالجة طلاب المدارس من الأمراض السارية.
وعملت الإمارات على تقديم برامج توعوية شملت الطلاب وذويهم حول نمط الحياة الصحي، وكيفية الابتعاد عن مصادر الأمراض والوقاية منها، فضلًا عن حث الأسر على إرسال أبنائها إلى المدارس خصوصًا الفتيات، فيما تم إطلاق برنامج لعلاج ما لا يقل عن 410 آلاف طفل، تراوح أعمارهم بين 5 و15 سنة عبر التركيز على أمراض البلهارسيا والديدان المعوية، ومعالجة 240 ألف طفل آخرين من سن عام إلى 5 أعوام، من الديدان المعوية، وذلك من خلال برامج علاجية في المدارس والمجتمعات بهدف الحفاظ على صحة أطفال المدارس عبر مكافحة الأمراض المدارية المهملة، والتركيز على أنشطة التخلص من الديدان المعوية، التي تم تصميمها لتحسين صحة الأطفال.
و أكد الشامسي أن الإمارات ستعمل على دعم جهود جميع الدول لوضع التدابير الفعالة للأمن البيولوجي، وتعزيز بناء القدرات الوطنية، وضبط الأمن بصورة مسؤولة، وتنمية المجتمعات للوصول إلى عالم خال من التهديدات البيولوجية.
يذكر أن المؤتمر الاستعراضي الـ 8 للدول الأطراف في الاتفاقية، سيعقد في جنيف خلال الفترة من 7 إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
aXA6IDEwMC4yOC4yMzEuODUg جزيرة ام اند امز