خبراء لـ"العين" عن زيارة أردوغان لروسيا: مجبر لا بطل
أردوغان بدأ اليوم زيارة لروسيا، رأى خبراء أنها محاولة منه للتقرب من الجانب الروسي لتأثر علاقته بأمريكا، وكذلك دول الاتحاد الأوروبي
تخضع علاقات الدول السياسية والخارجية لاختيارات، تختار خلالها الدولة من بين مجموعة من البدائل ما يحقق مصلحتها، ولكن أحيانا أخرى يؤدي انعدام البديل إلى السير في الطريق الذي تجبرك عليه الظروف، وهو ما حدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في علاقته مع روسيا.
وبدأ أردوغان اليوم زيارة لروسيا، رأى خبراء أنها محاولة منه للتقرب من الجانب الروسي لتأثر علاقته بأمريكا، وكذلك دول الاتحاد الأوروبي.
وعقب فشل الانقلاب العسكري قبل أسابيع في تركيا، اتهمت أنقرة الولايات المتحدة بضلوعها في محاولة الانقلاب، ما أثر على العلاقات بين البلدين، كما تأثرت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، بسبب انتقاده الإجراءات التي اتخذتها أنقره ضد المتهمين بتدبير محاولة الانقلاب، والتي رأى فيها انتهاكا لحقوق الإنسان.
ويقول السفير علي جاروش، مدير الشئون العربية بجامعة الدول العربية سابقا، إن الجميع يعلم مدى العلاقات المتشعبة التي كانت تربط روسيا وتركيا سواء كانت تجارية أو سياحية، ولكن بعد قيام أنقرة بإسقاط طائرة حربية روسية حدثت توترات في العلاقات بين الطرفين مرورا بالأحداث في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما اختلاف مصالح الطرفين في سوريا.
وأضاف جاروش في تصريحات لبوابة "العين"، أن محاولة الانقلاب العسكري التي قامت في تركيا مؤخرا ونجاح الحكومة في السيطرة على الأمور، تبعها اتهام بعض عناصر من الإدارة الأمريكية بتدبير الانقلاب، وما أعقب ذلك من إغلاق قاعدة أنجرليك لوقت محدد.
وتابع جاروش، أن جميع هذه المعطيات جعلت أردوغان يفكر في تعديل علاقاته مع الخارج، والزيارة تأتي في إطار تحسين العلاقات، مشيرا إلى أن أردوغان سيحاول ترطيب الأجواء السياسية وسيتم الاتفاق على بعض الأمور بين الدولتين مثل عودة العلاقات التجارية.
من جانبه، قال الدكتور عبدالمهدي مطاوع، الباحث بمنتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو تؤكد صحة ما تم تسريبه خلال فترة محاولة الانقلاب العسكري الفاشل الذي نفذه بعض عناصر الجيش التركي، حيث قامت المخابرات الروسية بإنذار مبكر لأنقرة عبر طهران.
وأضاف مطاوع لبوابة "العين" الإخبارية، أنه أصبح لزاما على أردوغان دعم زيارة السياح الروس لتركيا عقب المعدلات والمؤشرات المرتفعة التي أبرزت اهتمام الروس بالسياحة في تركيا، مشيرا إلى أن الرئيس التركي اتخذ إجراءات كثيرة أثارت حفيظة دول الاتحاد الأوروبي أثناء محاولة الانقلاب العسكري منذ أسابيع قليلة.
وأوضح مطاوع، أن أردوغان يحاول عمل توازن بعد خسارته لدول مؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن الرئيس التركي يحاول أن يكون طرفا في حل الأزمة السورية بعيدا عن الحل العسكري، حيث إنه لا يستطيع الاعتماد على جيشه الآن عقب إقالة واعتقال أكثر من ثلث جنرالات الجيش التركي، وحسب التقارير التي توضح عودة العلاقات الاستخباراتية بين كل من موسكو وأنقرة، والدليل على ذلك تقليص الدعم التركي لبعض المليشيات المسلحة خلال الفترة الأخيرة.
وشدد مطاوع على أن زيارة أردوغان إلى موسكو تشير إلى توجه جديد تجاه سياساته الخارجية عقب محاولة الانقلاب العسكري، الذي أسقط العديد من الثوابت في أنقرة.
aXA6IDMuMTQ1LjE2My4xMzgg جزيرة ام اند امز