تسلل خلف ملعب "الانقسام الفلسطيني"
الخلاف السياسي الفلسطيني يطل بوجهه بين الحين والآخر، وهذه المرة من بوابة الرياضة، وبالتحديد مباراة فلسطين والسعودية
انتهت مباراة الأزمة بين منتخب فلسطين ونظيره السعودي إلى قرار "الفيفا" بنقل اللقاء من الملعب البيتي لفلسطين إلى ملعب محايد "الأردن"، ولكن تداعيات الأزمة لم تكن في الحسبان، وانتقلت القضية من أروقة المكاتب وأحاديث تقريب وجهات النظر إلى تصريحات متبادلة ألقت بظلالها على طبيعة العلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين.
ولكن طرفي الانقسام الفلسطيني وبالتحديد حركتا "فتح" و"حماس" ظهرتا في الصورة، فطالبت فتح بضرورة التمسك بمطالب الملعب البيتي وعدم التفريط في هذا المكسب، بينما قدم سفيان أبو زايدة أحد قيادات حركة فتح مبادرة لإقامة المباراة في غزة، كحل بديل يعفي المنتخب السعودي من المرور عبر المنافذ الإسرائيلية.
أما حركة "حماس" فكان موقفها مغايرًا؛ إذ رحبت بموقف السعودية الرافض لأي مظهر من مظاهر التطبيع، وزيارة فلسطين تحت حراب الاحتلال، وهو الموقف ذاته الذي قدمته وزارة الشباب والرياضة في غزة المحسوبة على حماس، والتي طالبت بنقل المباراة إلى غزة واستعداد الوزارة لتهيئة الأجواء المناسبة للمباراة.
في المقابل، دعا بعض الكتاب والإعلاميين في غزة لتسليط الضوء على الظلم الكبير للرياضة في غزة، وحرمانها من ملاعب مماثلة لملاعب الضفة الغربية، مما تسبب في إعطاء المبرر لحرمان غزة من استضافة مباريات دولية للمنتخب الفلسطيني.
كل فريق يدافع عن وجهة نظره، ولكن الخاسر الوحيد فلسطين، فسُجلت حلقة جديدة من مسلسل الجدل، والإطلال بوجه جديد يحمل ملامح الانقسام الفلسطيني المرير، حتى في الرياضة، التي حققت وحدة ونموذجًا سبق كل الخلافات السياسية.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg جزيرة ام اند امز