إلغاء حفل "البوركيني" لسباحة المحجبات في فرنسا.. وتهديدات بالقتل
رئيس بلدية في فرنسا ينفذ تهديده ويقرر إلغاء حفل نسائي مخصص لسباحة المحجبات، متهمًا المنظمين بتبني مواقف أيديولوجية متطرفة.. كيف؟
أعلن رئيس بلدية بينز-ميرابو في فرنسا، إلغاء يوم كان من المقرر تخصيصه لسباحة المسلمات في حديقة "سبيد ووتر"، أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم "احتفال البوركيني"؛ في إشارة إلى زي السباحة المحتشم المعروف باسم "البوركيني".
وقالت منظمة "سمايل 13"، التي كانت تتولى ترتيب هذا اليوم الاحتفالي ومقرها في فرنسا، إنها كانت قد قررت عقد "حفل سباحة للسيدات فقط" في 10 أغسطس الحالي، إلا أن الأمر لم يكتمل بعد قرار مشترك من رئيس بلدية بينز-ميرابو والحديقة في مارسيليا بإلغاء التجمع.
كانت المنظمة قد أعلنت في دعوتها أن الحفل مخصص للسيدات، مطالبة باحترام "العورة" وعدم ارتداء "البكيني"، مع الإشارة إلى أن الحديقة وافقت بصورة استثنائية على ارتداء "البوركيني".
هذه الدعوة أثارت الغضب لدى البعض، ومن بينهم رئيس البلدية ميشيل امييل الذي أعلن أنه ينوي استخدام النظام الداخلي للمدينة لمنع الفاعلية؛ بدعوى أنها قد تسبب "اضطرابات عامة" بسبب تصاعد الاحتجاجات الرافضة للفعالية من جانب اليمينيين.
وبالفعل، تمكن رئيس البلدية من تنفيذ قراره، معلنًا أنه ناقش الحفل مع مسؤولي الحديقة فيما يتعلق "بالمواقف الأيديولوجية المتطرفة" التي اعتقد أنها صادرة عن المنظمة، وفقًا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وصدر قرار مشترك من رئيس البلدية والحديقة بإلغاء الفعالية في محاولة لتهدئة الموقف والحفاظ على النظام العام بعد ردود الأفعال الساخنة من مواطنين وجهات يغلب عليها الاتجاه اليميني المتطرف.
وبعد قرار الإلغاء، أكدت المنظمة أن إحدى العضوات تلقت مظروفًا يحتوي على طلقات رصاص، وأدانت المنظمة أولئك الذين سعوا لتهديد الفعالية.
وعلى صفحتها على "فيسبوك" انتقدت المنظمة، في منشور مطول، من أسمتهم "الجدليين والسياسيين ضيقي الأفق" الذين هاجموا الحفل، وذلك قبل إلغاء المنظمة حسابها على "فيسبوك".
قال البيان إن المنظمة منفتحة ومتسامحة تحتوي على سيدات من خلفيات مختلفة، بصرف النظر عن ديانتهن وملابسهن، كما خططت المنظمة لاتخاذ إجراء قانوني ضد أولئك الذين أرسلوا إلى عضواتها تهديدات القتل.
وكانت عاصفة من الانتقادات اندلعت في أنحاء فرنسا، خاصة بين السياسيين؛ بعد أن أعلنت حديقة مائية عن تخصيص يوم للمسلمات الراغبات في ارتداء زي "البوركيني"، وهو زي للسباحة الخاص بالمحجبات.
وتعد فرنسا أول بلد أوروبي يحظر ارتداء النقاب الإسلامي في الأماكن العامة، لكن يجوز ارتداء الملابس الإسلامية العادية.
ويعيش في فرنسا نحو 5 ملايين مسلم، وهي الجالية المسلمة الأكبر في أوروبا الغربية، ويعتقد أن نحو ألفي سيدة يرتدين النقاب.