لوبي جزائري في أمريكا بنصف مليون دولار لمواجهة التقارير السلبية
الجزائر تحاول إيجاد لوبي قوي لها في الولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عن مصالحها ومواجهة التقارير السلبية الصادرة عنها.
توالت تقارير الخارجية الأمريكية التي تتعاطى بسلبية مع الوضع في الجزائر، على كل المستويات السياسية والاقتصادية والحقوقية، وذلك رغم محاولات السلطات الجزائرية تحسين صورتها لدى أمريكا عبر اعتماد لوبي يدافع عن مصالحها.
وأصبحت هذه التقارير، تشكل مصدر إزعاج وغضب دائمين للسلطات الجزائرية، التي ترد في كل مرة على الانتقادات الموجهة لها، وتعتبرها مجانبة تماما لحقيقة الوضع في البلاد.
ورصدت بوابة "العين" الإخبارية 5 تقارير رسمية أمريكية بين أشهر يونيو ويوليو وأغسطس، تفاوتت فيها نبرة الانتقاد للسياسات الجزائرية الداخلية.
وفي آخر تقرير خاص بالحريات الدينية في العالم، انتقدت الخارجية الأمريكية ما اعتبرته "تضييقا" تمارسه السلطات الجزائرية على أتباع الديانات الأخرى من غير الإسلام في البلاد، فيما يخص حرية التنقل والحصول على الاعتماد والإطار التشريعي غير الملائم.
غير أن أكثر تقرير أحدث استياء لدى السلطات الجزائرية، هو ذلك المتعلق بـ"الاتجار بالبشر" والذي عمدت الخارجية الأمريكية إلى تصنيف الجزائر فيه في القائمة السوداء للدول التي تنتعش فيها هذه الظاهرة، وهو ما ردت عليه الجزائر بقوة معتبرة ما جاء فيه "محض افتراء".
وعكس ذلك، لم يخل التقرير حول "الإرهاب" في العالم من إشادة الخارجية الأمريكية بتجربة الجزائر في مجال مكافحة التطرف العنيف، واعتبرتها شريكا أساسيا للولاية المتحدة في مكافحته.
أما تقرير حقوق الإنسان، فقد حمل هو الآخر لهجة قوية في انتقاد واقع الحريات بالجزائر، بسبب منع التظاهر السلمي بالقوة وعرقلة المنظمات الحقوقية من الحصول على الاعتماد وفرض قيود صارمة على حرية التعبير، وعدم وجود نية لمحاربة الفساد على مستويات عليا.
ولم يسلم الجانب الاقتصادي أيضا من الانتقاد، فقد اعتبرت الخارجية الأمريكية في تقرير مناخ الاستثمار في العالم، أن النظام المالي في الجزائر متخلف، وذكرت أن بورصة الجزائر تعد الأضعف في الشرق الأوسط.
ولمواجهة هذه الصورة السبية، اعتمدت الجزائر في السنوات الأخيرة على المكتب الأمريكي "فولاي هواغ" المختص في "لوبيينغ"، حيث كشف موقع "آل مونيتور" المتخصص في الشؤون الديبلوماسية، عن دفع الجزائر 420 ألف دولار في سنة 2015، لهذه الغاية.
وتراهن الجزائر بحسب الموقع، من خلال إيجاد لوبي لها في أمريكا، على ضمان دعم الولايات المتحدة والمساعدات التي تقدمها، وكذلك دعم مواقفها خاصة تلك المتعلقة بنزاع الصحراء الغربية الذي تدعو فيه الجزائر لخيار تقرير المصير، عكس المغرب الذي يطالب بالحكم الذاتي تحت سيادته.
aXA6IDMuMTUuMTU2LjE0MCA= جزيرة ام اند امز