عبد الله بن بية: تصريحات ترامب ضد المسلمين تهدف لكسب المزيد من الأصوات في المعركة الانتخابية.
أشاد مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم بريادة الإمارات في إصدار أول قانون عربي لتجريم أفعال وأقوال التكفير، فضلاً عن تجريم ازدراء الأديان والمقدسات، ومكافحة جميع مظاهر التمييز والكراهية على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة أو الطائفية أو ما سوى ذلك من مبررات التمييز.
جاء ذلك بمناسبة انعقاد الاجتماع التأسيسي الأول لمجلس الأمناء الذي عقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال الفترة من 11 - 12 ديسمبر الجاري، تحت رعاية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتية، وبرئاسة عبد الله بن بية، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية، ونخبة من العلماء وأصحاب الفضيلة والسماحة المفكرين.
وأعلن منتدى تعزيز السلم عام 2016 عامًا لمكافحة التطرف والإرهاب، وذلك في ظل الظروف الراهنة وتسارع الأحداث التي تحتم على علماء الأمة تنسيق جهودهم ضمن عمل مؤسسي قادر على مواجهة التطرف.
وندد المجلس بالأحداث التي وقعت في عواصم عالمية مثل باريس وتونس ومالي وكاليفورنيا التي استفزت العالم وألبته على المسلمين، وأشعلت فتيل الكراهية بين المواطنين في البلد الواحد، وشوهت سمعة الإسلام والمسلمين، مؤكدًا أن هذه الجرائم لا يمكن أن تنسب إلى الإسلام.
ودعا المجلس مقترفي هذه الجرائم إلى الإقلاع فورًا عن هذه الأعمال التي آذت الإنسانية وشوهت الإسلام، وأرهقت المسلمين وكفرت الناس وأزهقت الأرواح وأراقت الدماء المعصومة.
ودعا المجلس علماء الإسلام ومفكريه إلى تحمُّل مسؤوليتهم، والاصطفاف في صف واحد لمواجهة تيار الغلو والعنف بصراحة ووضوح لا لبس فيه، تثبيتًا لفئات كبيرة من المسلمين أنفسهم على ما ألفوه ومارسوه بوحي من دينهم من قيم السلم والتضامن والمحبة، ودفاعًا عن صورة هذا الدين التي أصابها من الغبش والتشويه بهذه الجرائم ما لم يصبها بالدعاية المغرضة والتشويه المتعمد.
كما دعا المجلس حكماء العالم في السياسة والفكر والدين والإعلام والفنون إلى أن يسهموا مع العالم الإسلامي في إيقاف هذا العبث بحياة الناس وأمنهم واختياراتهم الشخصية والمجتمعية وعيشهم المشترك.
وحذر المجلس علماء الإسلام من الانجرار إلى الاستغلال المغرض لمثل هذه الأحداث لمصالح سياسية ضيقة تحرم المسلمين- حيث هم أقلية - من حقهم في الاحتفاظ بخصوصياتهم الدينية والثقافية واللغوية، وترمي بهم في مهاوي الوصم والتمييز والتهميش.
ودعا المجلس إلى دعم المجتمعات المسلمة في الغرب والأقليات المسلمة عمومًا، خصوصًا فيما يتعلق بالتعليم الديني لتنجو من مزالق التطرف والعنف والصدام مع مختلف مكونات المجتمع، وتنخرط في تنمية أوطانها، بما يضمن التعايش للجميع وتصحيح صورة ديننا الحنيف وصورة أتباعه في الغرب.
وأكد عبد الله بن بية، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية، أنه ألقى خطابًا في قمة القادة لمكافحة التطرف العنيف التي انعقدت بحضور عدد من قادة الدول بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا فيه جميع الأطراف إلى وضع استراتيجية ثقافية وفكرية تواجه خطر الحروب والعنف وجنون العصر.
وفيما يخص تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب العنصرية ضد المسلمين، أبان بن بية أنه "قال هذا الكلام لمصلحة شخصية، ولكسب المزيد من الأصوات في المعركة الانتخابية".
وأعلن بن بية عن بيان إسلامي عالمي "إعلان مراكش" سيصدر في مؤتمر مراكش الذي سيعقد في 25 يناير المقبل بمشاركة ما يزيد على 300 عالم من جميع الأديان السماوية، مشيرًا إلى أن البيان سيذاع متضمنًا "وثيقة المدينة" التي أصدرها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مجتمع المدينة المنورة قبل 1400 سنة الداعية إلى التسامح والتعايش السلمي والمحبة بين جميع الأديان.
وأشاد بن بية بقانون مكافحة التمييز والكراهية الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مؤكدًا أن هذا القانون جاء تتويجًا لدور الدولة الرائد في حفظ المصالح وحماية الحريات، وهو أحد مظاهر الرقي والحضارة التي تتمتع بها الإمارات في ظل القيادة الرشيدة، ومشيرًا إلى أن القانون جاء إعلاء للقيم الجميلة والمثل الرفيعة وإظهارًا لوجه شريعتنا المشرق التي جاءت لجلب المصالح ودفع المفاسد.
وبيّن أن مشروع القناة الفضائية التي طُرحت في المنتدى في دورته الثانية لا يزال قيد الدراسة، ويحتاج إلى المزيد من التمويل والدعم الفني ليخرج بصورة لائقة ومشرفة تعبر عن التوجهات الحقيقية للإسلام ولمنتدى تعزيز السلم.
ووجه بن بية وسائل الإعلام في أنحاء العالم الإسلامي بتقديم الأخبار بشكل مسؤول وحيادي، وطالبهم بتحمل المسؤولية في توجيه الرسائل التي تسهم في تهدئة الأوضاع، كما دعا فضيلته الإعلاميين إلى الابتعاد عن الجدل واللغط ولغة الحرب، منبهًا إلى أن كل فرد في المجتمع المسلم تقع عليه مسؤولية الإسهام في إبعاد شبح الصراعات المدنية والسياسية والابتعاد عن تأجيجها.
وذكّر بن بية بوظيفة العلماء المسلمين وبتضحياتهم الكثيرة، قائلًا: إن مهمة العلماء تغيير العقليات وتصحيح المفاهيم، ووظيفتهم إطفاء الحرائق في النفوس والقلوب، ومشبهًا الدين بالطاقة التي يمكن أن تنتج الرفاه والازدهار، كما يمكن أن تجلب الخراب والدمار، وداعيًا إلى اعتبار الدين سبيلاً للسلام لا عدوًا للبشرية.
وعرض بن بية، في هذا الصدد، بعض المشاريع الفكرية والميدانية التي يقوم بها منتدى تعزيز السلم، مثل مؤتمر حماية الأقليات في العالم الإسلامي.
شارك في الاجتماع التأسيسي لمجلس أمناء منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية كل من الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بالإمارات، الدكتور فيصل بن معمر، ممثل مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الحضارات والأديان (السعودية)، الدكتور عبد الله معتوق المعتوق، المستشار بديوان أمير الكويت، ورئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الشيخ الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، الشيخ الدكتور أحمد هليل، قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية بالمملكة الأردنية الهاشمية، الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام بفلسطين وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ حمدة سعيد، مفتي الديار التونسية، الشيخ محمد المختار ولد أمباله، رئيس المجلس الأعلى للفتيا والمظالم بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، الدكتور عبد الله عمر نصيف، رئيس المؤتمر الإسلامي، الدكتورة عائشة العدوية، رئيسة جمعية الكرامة بالولايات المتحدة الأميركية، الشيخ محمد تقي عثماني، نائب رئيس جامعة دار العلوم بكراتشي في باكستان، الشيخ مصطفى سيريتش، رئيس علماء البلقان، الدكتور عطاء الله مهاجراني، وزير الثقافة والإرشاد السابق بإيران، المفكر الدكتور رضوان السيد – لبنان، وعدد آخر من الشخصيات العلمية والفكرية.