مصممة أول "بوركيني": لا نخبئ القنابل.. وأبيع لغير المسلمات
مع اندلاع الخلاف في فرنسا بسبب البوركيني تتحدث مصممة الزي حول نشأته ومبيعاته واختلاف خلفيات عملائها.
"البوركيني".. ملابس سباحة للمحجبات أصبحت مؤخرًا حديث الصحف العالمية بعد منع عدة مدن فرنسية ارتداءها.
الطريف في الأمر أن أصل "البوركيني" لا يعود إلى الشرق الأوسط أو دولة ذات أغلبية مسلمة، وإنما إلى أستراليا.
أعاد الوضع الحالي في فرنسا الاهتمام بالبوركيني، وتقول مصممته الأسترالية "أهيدا زانيتي" إن طبيعة الاهتمام تغيرت، ففي الماضي كان الاهتمام إيجابيًا بدرجة كبيرة ولكن "يظن الجميع الآن أننا نخبئ القنابل في البوركيني".
تشعر "زانيتي" بالقلق من أن الاسم قد يسبب إثارة للجدل أكثر مما يستحق، وذلك لأن كلمة "البرقع" غالبًا ما تُستخدم للحديث عن ملابس تُغطي الوجه، ولكن البوركيني يترك الوجه مكشوفًا "ينبع سوء الفهم من الاسم".
على الرغم من أن هذه الملابس مسببة للخلاف في أوروبا، إلا أن زانيتي تقول إن ما ألهمها لصناعة هذه الملابس الرغبة في الاندماج وروح المبادرة الصحية.
وتقول إنها كانت تسعى للتأكيد على "أننا اندمجنا مع نمط الحياة الأسترالي".
يمكنك تتبع أصول "البوركيني" التي تعود إلى أوائل القرن الحالي في بانكستاون -إحدى ضواحي سيدني- حيث عاشت "زانيتي" وسط سكان متنوعين عرقيًا، بعد انتقالها من مدينة طرابلس اللبنانية، إلى أستراليا وهي في الثانية من العمر.
في حديثها هاتفيًا مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، توضح زانيتي أن لعبة كرة الشبكة هي التي ألهمتها لصناعة ملابس رياضية، فقد انزعجت عندما شاهدت إحدى قريباتها ترتدي زي الفريق على ملابس إسلامية.
على الرغم أن "زانيتي" لم تكن ترتدي الحجاب إلا أن مأزق قريبتها أغضبها، فبحثت عن ملابس محتشمة ومناسبة لممارسة الرياضة، وعندما لم تجد قررت أن تأخذ هي زمام الأمور.
صنعت زانيتي ما يُسمى "حجود"، وهي ملابس سهلة الارتداء تُغطي الرأس وتسمح للمسلمات بممارسة الرياضة بسهولة، وبعد الانطباعات الإيجابية قررت أن تبدأ شركتها الخاصة في يونيو 2004.
سرعان ما تحولت الشركة لصناعة ملابس السباحة، تقول زانيتي إن ما ألهمها لصناعة البوركيني هو مقال قرأته كان يصف المسلمات وهن يدخلن المياه مرتديات البرقع.
بحثت زانيتي عن تعريف البرقع في القاموس ومعنى البكيني، ثم قررت أنه لا يوجد ما يمنع المزج بين الكلمتين، موضحة "إنه مجرد اسم اخترعته، فهو لا يعني أي شيء".
مع الوقت سرعان ما ستضع الأحداث البوركيني في دائرة الضوء في أستراليا، ليحظى في نهاية المطاف بالاهتمام الدولي.
وفي 2007، أطلقت منظمة Surf Life Saving Australia حملة لإيجاد منقذين مسلمين يعملون في شواطئ سيدني، ولكن كان هناك مشكلة في إيجاد منقذات مسلمات، فالملابس الكاشفة التي ترتديها النساء في أستراليا لم تتماشَ مع العديد من المسلمات.
هنا ظهرت زانيتي التي تواصلت معها المنظمة لتطلب منها صناعة بوركيني مناسب للمنقذات، فعدلت زانيتي من تصميمها ليتناسب مع عمل المنقذات، وجعلته أكثر ضيقًا وأقصر وصنعت تصميمًا من اللونين الأصفر والأحمر.
تُقدر زانيتي أنها باعت أكثر من 700 ألف قطعة منذ 2008، وهي تبيع "البوركيني" حول العالم لعملاء من جميع الأنواع، ومنهم اليهود والمسيحيون والهندوس والمورمون، بل وبعض الرجال طلبوه أيضًا.
في النهاية، أعربت زانيتي عن سعادتها بصناعة البوركيني: "لقد خلق الكثير من الثقة في مجتمعاتنا، فالمسلمات أكثر نشاطًا هذه الأيام، ولا أشعر بأي ندم".
aXA6IDMuMTQyLjEzMy4yMTAg جزيرة ام اند امز