قائد عسكري يمني لـ"العين": تحرير تعز بدأ قبل أسابيع والإمارات وراء الانتصارات
قائد اللواء 35 مدرع وصف الوضع بالمحافظة بـ"الكارثي"
قائد اللواء 35 مدرع بتعز العميد عدنان الحمادي قال في حوار مع "العين"، إن "المعركة المصيرية هي معركة تحرير تعز وقد بدأت قبل أسابيع"
على الرغم من اشتداد المعارك في جميع جبهات محافظة "تعز" وسط اليمن، إلا أن الجبهة الجنوبية والغربية هي الأشد ضراوة، حيث تتكبد مليشيات الحوثي الخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات بشكل شبه يومي بقيادة قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي.
بوابة "العين" أرسلت موفدها للجبهة الجنوبية الغربية للقاء القائد الحمادي، غير أن الأمر لم يكن بالسهولة، ففي وسط إجراءات مشددة وحذرة وصل الموفد إلى الجبهة التي وجدها ملتهبة بالمواجهات، وكان الحمادي في الجبهة الأمامية للقتال، حيث صعب معه إجراء الحوار، حيث لم تتح الفرصة لبوابة العين لإجرائه إلا في المستشفى الميداني، حيث كان متواجدًا للتبرع بالدم.
في مستهل حواره المطول مع "العين" تحدث الحمادي عن حجم القوة المتواجدة حاليًا في تعز من أفراد الجيش والمقاومة المدعومين بالتحالف، قائلًا، إن "قوام الجيش الوطني في تعز حاليًا 3 ألوية: اللواء 22 حرس سابقًا، واللواء 17 مشاه، واللواء 35 مدرع، أضف إليهم المقاومة الشعبية، ويضم الجيش الوطني في تعز كل منتسبي القوات المسلحة من جميع أبناء المحافظة كانوا موزعين في عدة ألوية بالجمهورية".
وبحسب الحمادي، فقد استطاع الجيش مع المقاومة الشعبية "الصمود أمام العدو والحفاظ على تعز، فلم يستطع العدو بكل قواته وعتاده أن يقهر المدينة، ولم يستطع العدو دخول أغلب مديريات المحافظة، باستثناء مديرية الوازعية التي تم تحريرها لاحقًا، والآن حاول دخول مديرية المسراخ فارتكب خطأ في حق نفسه، وهو يدفع ثمنه الآن، حيث صار محاصرًا من قبل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جميع الاتجاهات ولا يستطيع الخروج منها".
دور عظيم للامارات
وأكد الحمادي لبوابة "العين" أن "الإمارات كان لها فضلًا ودورًا كبيرين في إسناد الجيش الوطني والمقاومة في تعز، وتحقيق انتصارات كبيرة وتحرير عدة مناطق إلى جانب بقية دول التحالف وعلى رأسها السعودية"، معبرًا عن شكره وتقديره لدول التحالف وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية.
وأضاف: "كنت قد التقيت قائد قوات التحالف في عدن العميد الركن ناصر، حيث قدم لنا الدعم الكثير من الأطقم والعربات والأسلحة والذخائر والإسناد الجوي، وهو المهم في المعركة والعامل الحاسم فيها، هذا دور لا يستطيع أن يجحده أو ينكره أي إنسان، ووعدنا بدعم قادم سيكون كبير، وشاركونا الإخوة الإماراتيين وبقية الأخوة العرب في التحالف في تحرير بلادنا من المليشيات الانقلابية واختلطت دمائهم بدمائنا".
وأكد أن "التحالف يقوم بدور كبير وبارز وأساسي، ولولا دعم التحالف لما استطعنا الانتفاض في وجه العدو، وقدم لنا الكثير ويعد بتقديم الكثير، حيث قدم لنا الذخائر والأسلحة، وكذا الدعم المادي والمعنوي والغذاء للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، إلى جانب ضرباته الجوية على أهداف العدو وإعاقة تحركاتها أو تجمعاتها، والآن الإمارات والتحالف يشاركون الجيش الوطني والمقاومة الشعبي في تحرير تعز فتعز هي بوابة النصر لتحرير اليمن".
وأكد قائد اللواء 35 مدرع أن "الدعم الذي وصل من التحالف هو جزء من الدعم القادم المخصص لتحرير تعز، ونحن في انتظار استكمال هذا الدعم للانقضاض على العدو وتحرير تعز بشكل كامل من مليشيات صالح والحوثي".
إمكانيات محدودة
وأشار الحمادي إلى الحديث عن تأخر الجيش في تحرير تعز، قائلًا، إن "الكل يعلم تمامًا بأن الجيش الوطني يعمل ضمن الإمكانيات المتوفرة لديه، فأي منطقه يحصل فيها تراجع للجيش الوطني فهو ناتج عن قلة إمكانياته أمام قوة تسليح وترسانة العدو فيها".
وأوضح أن "العدو يمتلك إمكانية ومقدرات دولة، ويمتلك مقدرات الحرس الجمهوري التي تمتلك أحدث الأسلحة المتنوعة في اليمن، والتي صارت تحت تصرف المليشيات الحوثية، أما الجيش الوطني لا يمتلك من الأسلحة الثقيلة أو المتوسط إلا الشيء النادر، ويواجه ترسانة العدو بالكلاشنكوف أو الأسلحة التي حصل عليها مؤخرًا من دول التحالف".
وضع كارثي
وحول الوضع الإنساني الذي تعيشه تعز في ظل الحصار المطبق على المدينة، قال العميد عدنان الحمادي، إن "الجيش الوطني كان يستعد لفك الحصار عن تعز من الجانب الغربي، وركز في جبهة الضباب كل جهوده على الجانب الغربي لاقتحام تعز وتحريرها من مدخل بيرباشا".
غير أنه استدرك قائلًا: "ولكن عندما بدء الجيش لتنفيذ خطة التحرير قام العدو بدفع وحشد قوات كبيرة من قوات النخبة باتجاه مديرية المسراخ لجر الجيش الوطني لمعركة استباقية جانبية غير ما كان حدده الجيش الوطني، مما أدى إلى عرقلة الجيش من تنفيذ خطة التحرير وتأجيلها".
وأضاف أن "هذا الأمر ضاعف من الحالة الإنسانية والكارثية التي تعيشها تعز وهذا يؤلمنا جميعًا وتحز في نفوسنا ففيها أهلنا يموتون نتيجة القصف العشوائي الهمجي الذي يمارسه العدو ضد أبنائنا وإخواننا وأمهاتنا داخل تعز، والهجوم الهمجي بالقذائف ومختلف الأسلحة الثقيلة، فمن لم يمت بذلك يموت بالأوبئة الناتجة عن تراكم القمامة أو بحمى الضنك والفشل الكلوي لانعدام الدواء، ومن سَلِم من هذا كله لاشك وأنه يساق للموت البطيء نتيجة الحصار من الماء والغذاء".
معركة التحرير
وحول خسائر المتمردين، أكد الحمادي أن أكثر من نصف قتلى الحوثيين في كل اليمن قتلوا في معارك تعز، مشيرًا إلى أن "معنويات مقاتلي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة الضباب عالية، والهمم لدى المقاتلين مرتفعة جدًّا ويتمتعون بروح قتاليه كبيرة ومصرين على الانتصار".
وأعرب عن توقعه بمفاجآت سارة قادمة "بوجود قوات جديدة من العسكريين المدربين تدريب عالي سيتم ضمها إلى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهات القتال".
واختتم الحمادي حديثه لبوابة "العين" بالقول، إن "المعركة المصيرية هي معركة تحرير تعز، وقد بدأت قبل أسابيع وتحتاج إلى دعم شعبي وجماهيري، سواء بالكلمة أو التوجه إلى جبهات القتال لمن يملكون السلاح، وندعو إلى الالتحام والوحدة، ونقول للخونة الذين لم يتوبوا إلى الآن وباعوا أنفسهم للشيطان أن يراجعوا أنفسهم ويعودوا إلى رشدهم".
aXA6IDE4LjIxNi45OS4xOCA= جزيرة ام اند امز