سوق "جارا" .. نافذة اقتصادية لترويج المنتجات اليدوية والبيتية
سوق "جارا" الذي يفتتح في كل يوم جمعة في جبل عمان يشترط أن تكون جميع المنتجات مصنوعة يدويًا
تتجه الخمسينية أم عبدالله الدويري وحفيدها "زيد" من المحافظة الشمالية إربد إلى العاصمة عمان، حاملة معها أمنياتها بأن تكون مشاركتها في سوق "جارا" مجزية لهذه الجمعة.
وتأخذ معها كل المنتجات التي تعدها منزليًّا من زعتر وبهارات منسف ولبنة وجميد وغيره باحثة عن الرزق والاستمتاع في التعرف على الزوار.
سوق "جارا" الذي يفتتح في كل يوم جمعة في جبل عمان، ويستقبل زوارًا من شتى المناطق، ويضم في محتواه مشاركين من مختلف الأعمار يعرضون منتجاتهم بشرط أن تكون هذه المنتجات مصنوعة يدويًا.
"بوابة العين" التقت النساء المشاركات للتعرف على تجاربهم.
تردف الدويري قائلة: "هذه المشاركة لا تعد الأولى لي في سوق جارا، فقد شهدت تأسيسه منذ عام 2005، وفي كل صيف سأشارك بإذن الله، فهو يمنحني دعم نفسي للمنتجات التي أعدها وأيضًا مجزي من الناحية المادية، ففي كل يوم جمعة أجمع ما يقارب 200 دينار، وهو مبلغ ممتاز بالنسبة لي وخاصة أنني لا أنفق على عائلة، فهذا المبلغ أدخره لنفسي للأيام القادمة".
هذا السوق يبقى طوال أشهر الصيف ويبدأ في كل عام من شهر مايو/أيار إلى شهر أكتوبر/تشرين الأول، ويعرض فيه منتجات تستحق أن يروج لها عالميًا، تضيف الدويري.
أما لينا عنبتاوي، فتعرض هي وزوجها براويز خشبية مصنوعة يدوية وتعمل على تنجيدهم بالقماش الفلاحي أو المزين برسومات الجرافيك، وأيضًا تعمل على تصوير الأبواب في الأردن وفلسطين وتصمم على أشكالهم علاقات للمفاتيح.
تقول لينا: "أشارك منذ 10 أعوام، وأصبحت أعرف معظم المشاركين ومع الوقت وثقت العلاقة بيننا، فهذا السوق يضم مواهب من المجالات كافة، سواء في إنتاج الطعام أم تصميم المجوهرات والملابس.
وتضيف "أعمل في التنجيد منذ 23 عامًا، ولدي مشغل تنجيد وزوجي رسام يساعدني في الأفكار، هذا السوق مصدر دخل ممتاز وعدد المشاركين يقدر بـ 100 مشارك، ويقدر سعر البرواز من 6 إلى 35 دنانير، حسب الحجم والتطريز والجهد الذي بذل فيه، وفي كل أسبوع تبيع لينا براويز بـ 300 دنانير، ولكن حركة البيع متفاوتة من جمعة إلى أخرى، ويكون البيع في ذروته في الجمعة التي تكون في أول الشهر".
وتؤكد نجوى البكري، التي تعرض لوحات زجاجية مرسوم عليها بأشكال مختلفة، أن مشاركتها في هذا السوق تشكل بالنسبة لها مصدر دخل أساسي، فالناس الذين تستهويهم هذه الرسومات عددها كبير، وأيضًا تشكل لها المشاركة أهمية لأنها تنمي موهبتها وتلتقي بالناس، وخاصة أنها كانت معلمة فنون.
وبعد أن تزوجت بناتها الأربعة بقي لديها وقت كثير تستغله في الرسم على الزجاج.
تضيف نجوى "أجلب الكثير من الزجاج من فلسطين بالتحديد من الخليل، ومن الأردن أتواصل مع المصانع، وقبل السوق بأشهر عديدة أحضر له، وبالطبع هنالك شروط للمشاركة ويتم تقييم المنتجات من قبل رابطة سكان جبل عمان للموافقة أو الرفض".
ويدفع المشارك، حسب لينا، بشكل أسبوعي اشتراك يقدر بـ 35 دينار لأمانة عمان لتوفيرها المكان، وهو مبلغ بسيط مقابل الدخل الذي يدخلنا، فشخصيًا في كل أسبوع أبيع بـ 300 إلى 400 دينار، وهو مبلغ ممتاز وأفضل من أفتح محل خاص لعرض المنتجات".
وتشارك آسيا شابسوغ، 37 عامًا، والدتها خولة داغستاني في تحضير الإكسسوارات المصنوعة يدويًا ليتم عرضهم في سوق جارا.
وتقول آسيا: "نعرض الأساور والخواتم وأيضًا الشناتي المطرزة بزخرفات فلاحية، وبدون شك الشماغات. نستفيد من البيع وهو بالنسبة أفضل من العمل في القطاع الخاص، ففي يوم واحد من الأسبوع أحصل 300 دينار، وهذا يوازي عمل لمدة شهر في إحدى الشركات.
وتجد شيري أورفلي أن السيدات يبحثن عن المطرزات الشضرقية والمعتقات والفضة، وكل ما يعكس أصالة الماضي، كوننا نفتقد في هذا الوقت كل ما هو مصنوع يدويًا وبه روح الشرق، فشيري تكثف عملها في التطريز على الشماغات الأردنية، وأيضًا تصمم ملابس مطرزة بالعروق المستوحاة من التراث الأردني والفلسطيني.
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA= جزيرة ام اند امز