عبث حوثي.. ورفض دولي.. والتحالف يعاقب.. وولد الشيخ "عاجز"
شهد، السبت 20 أغسطس، استمرار العبث الحوثي متمثلًا في مظاهرة لتأييد ما يسمى بالمجلس السياسي، وأطلقوا على رئيسه صفة رئيس الجمهورية.
لا يزال العبث الحوثي مستمرًا، وشهد السبت 20 أغسطس، بعض من مظاهره؛ حيث دعا الحوثيون إلى مظاهرة لتأييد ما يسمى بالمجلس السياسي، وأطلقوا على رئيس هذا المجلس صفة رئيس الجمهورية، وأعلنوا عن استعدادهم لتشكيل حكومة جديدة، كما كشفت قناة "العربية" عن استخدامهم قنابل عنقودية لتوجيه ضربات للسعودية.
يأتي ذلك، فيما واجه العالم هذه الإجراءات ببيانات الرفض والاستنكار، ورد عليها التحالف بشكل عملي عبر عقابهم "عسكريًا" في أكثر من جبهة، ووقف المبعوث الدولي، إسماعيل ولد الشيخ، إزاء ذلك "عاجزًا"، فجلس مع الطرف الشرعي لتوصيل رسالة الرفض الدولي، بينما اشترط الطرف الانقلابي للجلوس معه، أن يكون لقاؤهم في صنعاء وبعد موافقة المجلس الرئاسي.
سؤال تاريخي
احتشد الآلاف من الموالين للحوثيين وصالح، السبت، في ميدان السبعين؛ للتظاهر تأييدًا لما يسمى بالمجلس السياسي، الذي شكله طرفا الانقلاب باليمن.
وعلق الدكتور ياسين سعيد نعمان، سفير اليمن لدى المملكة المتحدة، تعليقًا حادًا على الحشود التي لبت دعوة علي عبد الله صالح والحوثيين في ميدان السبعين اليوم بصنعاء.
وقال ياسين نعمان، في منشور على صفحته الرسمية بالـ"فيسبوك" بعنوان "لو أن الانقلابيين يحترمون فعلا إرادة الجماهير ويؤمنون بأنها اداة التغيير الحقيقية لما لجأوا إلى السلاح لاغتصاب السلطة، ما الذي يجعل صاحب الجماهير العريضة يلجأ إلى الانقلابات العسكرية وإلى استعراض القوة وتفجير الحروب؟ ألم تكن البلاد قد حسمت أمرها بالعملية السياسية السلمية وبالحوار وبقي على الجميع الانتظار ليقول الشعب كلمته فيما تم الاتفاق عليه. لماذا فضلوا السلاح على الجماهير؟ هذا هو السؤال الذي سيظل حاضرًا في ضمير ووجدان الشعب اليمني ليفسر حقيقة هذه التجمعات التي يحاول الانقلاب أن يتخفى وراءها".
رفض دولي
وبينما كان الحوثيون يعدون العدة لتأييد ما يسمى بمجلسهم السياسي، خرجت ردود فعل دولية رافضه له.
وقالت مجموعة الدول الـ18 بشأن اليمن، إن أفعال الحوثيين وصالح والأعمال التي قاموا بها مجددًا تجعل الحل السلمي أكثر صعوبة.
وأصدر سفراء الدول الـ18 بشأن اليمن، بيانًا أعربوا فيه عن قلقهم البالغ بسبب الأعمال التي قامت بها عناصر من حزب المؤتمر الشعبي العام، والحوثيين، وأنصارهم.
وقال البيان إن تلك الأعمال تجعل البحث عن حل سلمي أكثر صعوبة؛ وذلك نتيجة أفعالهم الأحادية وغير الدستورية في صنعاء.
وأضاف بيان الدول الـ18 أن هذه الأعمال لا تفيد سوى في المزيد من الانقسامات في اليمن ولن تعالج مشاكله السياسية والاقتصاد والأمنية التي تسبب هذه المعاناة المنتشرة في أرجاء البلاد.
وأكد البيان دعوة الدول الـ18 مجددًا لجميع الأطراف للتنفيذ الفوري لوقف القتال، مطالبين جميع الأطراف بالتعامل بمسؤولية مع جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة، والالتزام بمرجعيات الحل السلمي المتمثلة بمبادرة دول مجلس التعاون الخليجية وآليتها التتفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة، بما في ذلك القرار رقم ٢٢١٦.
وفي السياق ذاته، أكد نائب وزير خارجية روسيا الاتحادية والمبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين للشرق الأوسط، ميخائيل بوجدانوف، دعم بلاده للشرعية في اليمن، مشيرًا إلى أن هذا الموقف واضح ولن يتغير أبدًا، وهو ما تضمنته بيانات وزارة الخارجية، وبيان مجموعة سفراء الـ18 الذي شاركت فيه روسيا.
وقال إن "أي تصرف أو اجتهاد حدث خارج ذلك كان دون توجيهات مسبقة ولا يعكس الموقف الرسمي لروسيا"، واصفًا ما سُمي بـ"المجلس السياسي" بأنه تصرف أحادي الجانب لا تعترف به روسيا.
عقاب عسكري
وبينما كانت لغة "الدبلوماسية" تتحدث عبر بيانات الإدانة، كان التحالف يعاقب الحوثيين عسكريًا على الأرض.
وكشفت مصادر في قوات الجيش والمقاومة، أنها حققت تقدمًا في مواقع جديدة بمديرية نهم شرق العاصمة صنعاء.
وحسب المصادر في المقاومة، فإن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية -بدعم من قوات التحالف العربي- سيطرا على موقع البياض الإستراتيجي المطل على منطقة المدفون بمديرية نِهم شرقي العاصمة صنعاء.
كما تمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة على جبلي الكحل والقتب، وهو ما أكده ناطق المقاومة بصنعاء عبد الله الشندقي.
وقال "الشندقي" إن أكثر من 17 من الحوثيين وقوات صالح قتلوا اليوم، إضافة إلى عشرات الجرحى، بينما قتل 5 من قوات الجيش والمقاومة وجرح 10 آخرون.
كما كشفت المصادر أن الجيش الوطني والمقاومة تمكنا من الوصول إلى أطراف قرية "محلي" من أجل قطع إمدادات الحوثيين وقوات صالح في الجهة الغربية لمنطقة نِهم.
وفي مديرية أرحب، شمال صنعاء، نفّذ التحالف تسع غارات جوية مستهدفًا معسكر الفريجة والصمع الذي يسيطر عليه الحوثيون وصالح.
وقصفت مقاتلات التحالف العربي، مواقع وأهدافًا تابعة للحوثيين وقوات المخلوع صالح، بمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن.
وأكدت مصادر محلية، أن طيران التحالف، استهدف، فجر السبت، مواقع ومباني يتمركز فيها الحوثيون، في مديرية عسيلان، وبيحان بشبوة.
واستهدفت مقاتلات التحالف، بخمس غارات، أهدافًا للمليشيا بمدينة "النقوب"، منها مدرسة "النقوب" الثانوية، والتي حولها الحوثيون إلى معتقل أودعت فيه مختطفين من المقاومة الشعبية؛ حيث تشير المصادر إلى أن القصف تسبب في سقوط قتلى وجرحى، بينهم معتقلون.
كما شن الطيران، سلسلة غارات على مواقع المليشيا، في عسيلان، وحيد بن عقيل، ومديرية عين، في مبلقة، والطريق الرابط بين بيحان وعسيلان، بشبوة، بمديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب، وكذا منطقة حيد بن سبعان.
الحوثيون يشترطون
وإزاء هذه التطورات، وقف المبعوث الدولي للأزمة اليمنية، إسماعيل ولد الشيخ، "عاجزًا"؛ حيث عقد لقاءً مع رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، استعرض فيه المستجدات الجارية حول الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل استئناف عملية المشاورات.
وأشار إلى حرص المجتمع الدولي على وضع حلول عادلة كفيلة بإنهاء الأزمة اليمنية.
وفي إطار هذه الجهود، لم يوافق الحوثيون على الجلوس معه في العاصمة العمانية مسقط.
وقال عضو الوفد التفاوضي عن حزب المؤتمر الشعبي (جناح صالح)، ياسر العواضي، إن "وفد الحوثي-صالح يرفض لقاء المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في العاصمة العمانية مسقط".
وقال "العواضي" وهو قيادي بارز في حزب صالح، في تغريدة له على "تويتر": "وجهنا رسالة لولد الشيخ أننا نعتذر عن لقائه إلا في صنعاء وبعد التشاور مع المجلس السياسي الأعلى".
ووفق مصدر حوثي لوكالة "الأناضول" التركية، كان من المقرر أن يلتقي ولد الشيخ، السبت، مع وفد الحوثي وصالح التفاوضي في مسقط.
قنابل عنقودية
وفي الوقت الذي يعرقل فيه الحوثيون كل الجهود نحو إحلال السلام، كشفت قناة "العربية" عن تطور في نوعية الأسلحة التي يستخدمونها لاستهداف السعودية.
وأوضحت صور حصلت عليها القناة، استخدام مليشيات الحوثي لأسلحة متطورة أكثر فتكًا في استهدافها للحدود السعودية بينها صواريخ "كارغو"، التي تحتوي على 30 قنبلة عنقودية.
وأشارت القناة إلى أن المليشيات الحوثية مع عناصر المخلوع صالح حاولوا إطلاقها عدة مرات، آخرها كان قبل يومين في منطقة نجران، لكنها فشلت بعد تصدي القوات السعودية المشتركة لها.
الكوميديا الحوثية
ونختم نشرة أخبار السبت بالكوميديا الحوثية؛ حيث أطلق الحوثيون على صالح الصماد رئيس ما يسمونه بـ"المجلس السياسي"، وصف "رئيس الجمهورية".
وجاء هذا الوصف في تغريدة للناطق باسم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، عبر موقع "تويتر"، وذلك أثناء حديثه عن مظاهرة ميدان السبعين، والتي قال إنها كانت من أجل التأييد للاتفاق الوطني والمجلس السياسي الأعلى، ومباركة ودعم رئيس الجمهورية الأستاذ صالح الصماد.
وفي إطار الكوميديا ذاتها، أعلن من يسمونه رئيس الجمهورية، عن تشكيل حكومة خلال الأيام القليلة القامة، وذلك في كلمة ألقاها أمام الحشد الجماهيري في ميدان السبعين.
aXA6IDE4LjExOC4xNDkuNTUg جزيرة ام اند امز