كاتب بريطاني: حظر "البوركيني" لن ينقذ ليبرالية أوروبا
الدول الغربية تحتاج إلى التوقف عن وصم المسلمين بالآخر ودعم المؤسسات التي تتحدث إلى الجميع، بحسب محلل سياسي بريطاني
حظر زي السباحة الإسلامي أو ما يسمى "البوركيني" لن ينقذ تقاليد فرنسا الليبرالية، التي أصبحت مركزًا للهجمات الإرهابية في أوروبا، ولكنها تحتاج إلى تبنّي تعدد الثقافات وإنشاء مؤسسات تخاطب الجميع بدلا من سياسة الاندماج والاستيعابية، بحسب أكاديمي ومحلل سياسي بريطاني.
وفي مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، قال ويل هوتون وهو كاتب رأي ومدير كلية "هيرتفورد" بجامعة أكسفورد، إن أوروبا الليبرالية تقاتل من أجل حياتها، في وقت تشهد قارتنا هزيمة تلو الأخرى أمام هجوم التطرف العنيف، الذي بدوره يمكن أن يثير "إسلاموفوبيا".
ورأى أن القادة الأوروبيين الليبراليين، والسياسيين والفلاسفة والمسؤولين المدنيين وحتى بعض الصحفيين يسعون عبثًا لتقديم المشورة ضد وصْم دين كامل على كل عملية قتل مجنون تالية.
ونوّه إلى أن الشعوب على نطاق أوسع، أصبحت أقل استعدادا لسماع دعوات بأن يتمالكوا أعصابهم وسط دعوات لمواجهة المسلمين وتشويههم، نتيجتها الحتمية صدام الحضارات.
وأضاف: قلت لصديق مقرب أنني أخطط للكتابة عن عدة منتجعات ساحلية فرنسية حظرت "البوركيني"، بدعم من رئيس الوزراء، مانويل فالس، والحظر الجزئي المقترح في ألمانيا على ارتداء النقاب في الأماكن العامة، لافتا إلى أن هذا يأتي في ظل قوة الشعور السائد في كلا البلدين بالحاجة على تأكيد قيمهما وهويتهما العلمانية، ناهيك عن قطع الفرص على اليمين المتطرف.
وأشار إلى أنه أصبح من المألوف السخرية من التعددية الثقافية، واحترامها للتنوع كمصدر لمشكلات بريطانيا، لكن فرنسا الاندماجية المناهضة لتعدد الثقافات التي حظرت ارتداء النقاب منذ 6 سنوات، تجد نفسها مركزا للهجمات الإرهابية في أوروبا.
وأوضح أن المجتمعات الليبرالية الناجحة تعتمد على هيئات مدنية واجتماعية متعددة، مكلفة بأهداف تجسّد القيم الليبرالية، بداية من النقابات إلى النوادي الرياضية، والشركات المملوكة للموظفين والمكتبات، لذا فإن دعمها يعطي معنى للحياة والثقة الداخلية بالنفس التي من شأنها أن تقلل من الخطر المتخيل من الآخرين المتنوعين، ويجعل الشعوب أكثر استعدادا لسماع دعوات المواطنة والقيم العالمية.
واختتم بالتأكيد أيضا على أن الحاجة تمسّ إلى الإصرار على التسامح المتبادل باعتباره الحل الوحيد على المدى الطويل، وبذل جهد أكبر لإنشاء مؤسسات اقتصادية واجتماعية تقدم مغزى أعمق لجماعة مواطنينا، وإذا كان هذا بعيد المنال، فالبديل هو حرب الحضارات، ومعها، انهيار المجتمع الليبرالي، وآمل أن لا أحد يريد ذلك.
aXA6IDMuMTQ1LjE2NC40NyA= جزيرة ام اند امز