بعد حظر "البوركيني" بفرنسا.. ألمانيا والنمسا: لا مكان للنقاب
الجدل احتدم بشأن حظر النقاب في عدة دول أوروبية بعد حظر البوركيني في 3 مدن فرنسية
احتدم الجدل بشأن حظر النقاب في عدد من الدول الأوروبية بعد قرار 3 مدن فرنسية حظر ارتداء لباس البحر الإسلامي النسائي أو ما يسمى "البوركيني"، وأعرب عدد من مسؤولي دول أوروبا عن معارضتهم للنقاب و"البوركيني".
وفي برلين قال وزير الداخلية توماس دي مايتسيره، مساء الخميس، إن النقاب لا يتوافق مع المجتمع الألماني، لكن على الأرجح سيكون من الصعب حظره على المستوى الوطني.
ودعا العديد من الأعضاء البارزين في التكتل المحافظ الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل إلى حظر النقاب، قائلًا إنه يظهر عجزًا عن الاندماج ويحط من شأن المرأة وقد يشكل أخطارًا أمنية.
وتشهد ألمانيا التي يعيش فيها 4 ملايين مسلم يشكلون نحو 5% من إجمالي سكانها حالة من التوتر بعد عدة هجمات عنيفة على مدنيين الشهر الماضي تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤولية 2 منها.
وبينما لا توجد إحصاءات رسمية بشأن أعداد النساء اللائي يرتدين النقاب في ألمانيا، يقول رئيس المجلس المركزي للمسلمين أيمن مزيك إنه لا توجد أي امرأة تقريبا ترتديه في البلاد، بينما وجدت دراسة للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في 2009 أن أكثر من ثلثي المسلمات في ألمانيا لم يرتدين حتى الحجاب.
وفي فيينا قال وزير الخارجية والاندماج سيباستيان كورس المنتمي لحزب "الشعب"، الذي يخطط لسن قانون جديد للاندماج العام المقبل إن الرموز الدينية كالنقاب قضية تحتاج لنقاش.
وأضاف في تصريحات لمحطة "أو.آر.إف " أن النقاب الذي يغطي الجسم بالكامل يعيق الاندماج" معتبرًا أن البرقع "ليس رمزًا دينيًّا بل هو رمز لمجتمع مغاير".
وقال رئيس حزب الحرية اليميني هانز كريستيان شتارخه في مؤتمر صحفي: "نريد أن نكون قادرين على النظر في أوجه الناس في مجتمعنا".
وقال وزير الداخلية فولفجانج سوبوتكا، الذي يوصف مثل زميله في الحزب سيباستيان كورس بالتشدد تجاه المهاجرين إنه يتوقع أن يواجه الحظر الكامل مشكلات تتعلق بالدستور، لكنه يتصور حظرًا جزئيًّا يخص قيادة السيارات والمشاركة في المظاهرات وعبور الحدود.
وطبقًا لبيانات الجمعية الدينية الإسلامية يعد الإسلام ثاني أكبر ديانة في النمسا، ويمثل أتباعه 7% من السكان أو نحو 600 ألف شخص.
وكانت فرنسا التي تضم أكبر جالية مسلمة في أوروبا يقدر عددها بنحو 5 ملايين نسمة فرضت في 2010 حظرًا على ارتداء أغطية الوجه وتشمل النقاب والبرقع في الأماكن العامة.
ووصفت جماعات إسلامية الحظر الأخير الذي فرض في فرنسا بأنه غير دستوري ومثير للانقسام، ويرتبط بظاهرة الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا).