السبب عاطفي ولا علاقة لتنظيم داعش به
تفاوتت المعلومات الواردة حول ظروف الانفجار الذي وقع في قرية "عرسال البقاعية" يوم الخميس الماضي، والذي استهدف محكمة شرعية مخصصة للاجئين السوريين، الرواية الأولى أكدت بأن الانفجار استهدف تجمّعًا لهيئة "علماء القلمون" ورجال دين معظمهم من السوريين في محلة السبيل في "عرسال"، وذلك أثناء انعقاد اجتماع للهيئة للتفاوض في ملف العسكريين المخطوفين داخل محل تجاري تستخدمه الهيئة كمحكمة شرعية لحل المشاكل العائلية والزوجية والخلافات بين اللاجئين السوريين.
وأشارت المصادر الأمنية بأن التفجير ناجم عن حزام ناسف فجره انتحاري، وأن تنظيم داعش هو الذي يقف خلف هذا التفجير، بما أنه ضد الوساطة التي تقوم بها هيئة "علماء القلمون" مع "جبهة النصرة"، وتضيف المعلومات إلى أن عدد الضحايا وصل إلى خمسة قتلى بينهم المشايخ: "علي بكور" (أبو عائشة) و"فوزي علي العرابي" و"علي رشق" و"عمر عبد الله الحلبي"، وامرأة سورية، إضافة إلى عدد من الجرحى.
أما الرواية الثانية، فتشير إلى أن الانفجار استهدف مركز الاجتماع أثناء عقد قران اثنين من اللاجئين السوريين، نافية ما تردد عن أن الاجتماع مرتبط بملف العسكريين المختطفين.
وأكد مصدر في "عرسال" أن السبب الحقيقي وراء هذا التفجير هو عاطفي بامتياز، مشيرًا إلى علاقة عاطفية كانت تربط الانتحاري بفتاة سورية، والتي وجدت جثتها مشوهة، وبعد أن فضلت تلك الفتاة الزواج من شاب آخر غيره قرر الانتقام لحبه، وقرر الأخذ بالثأر وإفشال الزواج عن طريق تفجير نفسه وقتل الفتاة.
وكانت مصادر أمنية قد أشارت إلى أن الانفجار ناتج عن حزام ناسف، كان الانتحاري قد "زنر" نفسه به وهو يستقل دراجته النارية عند مدخل المحل الذي كان يعقد فيه القران، حيث وجد رأس الانتحاري مفصولًا عن جسده.
وكلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي "صقر صقر" الشرطة العسكرية ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني إجراء التحقيقات الأولية في الانفجار، وأعلنت لجنة أهالي العسكريين المخطوفين أن الانفجار "لم يستهدف أي وسيط في ملفنا".
وما عزز فرضية تورط داعش في التفجير هو أن معظم القتلى هم من مشايخ "جبهة القلمون" المقربين من "جبهة النصرة" وهم في معظمهم على خلاف مستحكم مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في "جرود عرسال" و"القلمون".
يُذكر أن هذه الهيئة تتكون من مشايخ لبنانيين وسوريين، وتجتمع بشكلٍ دوري في "عرسال" لمتابعة أزمة النازحين السوريين الذين وصل عددهم إلى 120 ألف لاجئ، إلى جانب ملف العسكريين المختطفين لدى جبهة النصرة وداعش، وكان لهذه الهيئة أيضًا دورها في استعادة جثامين أحد العسكريين اللبنانيين الذين ذبحوا على يد تنظيم داعش.
ويتوج هذا الانفجار 15 حادثة وقعت بعيدًا "عن الإعلام خلال التسعين يومًا" الأخيرة، وتتراوح بين سرقة واعتداء وخطف وقتل، وآخرها قتل السوري "صالح العبد" الذي وجد قبل أسبوع مكبلًا ومقتولا بالرصاص، ومحروقا في إحدى التلال المسكونة شرق "عرسال".
aXA6IDMuMjEuMjEuMjA5IA== جزيرة ام اند امز