خلال الانتخابات الرئاسية عامي 2008 و2012 ،أجبر الناخبون الأميركيون على الاختيار بين ليبرالي، والجمهوريين الذين أصاب الوهن مؤسستهم
خلال الانتخابات الرئاسية عامي 2008 و2012 ،أجبر الناخبون الأميركيون على الاختيار بين ديمقراطي ليبرالي، والجمهوريين الذين أصاب الوهن مؤسستهم. وفي كلتا المرتين، فاز الديمقراطيون. وخلال انتخابات التجديد النصفي عامي 2010 و2014 ،كان السأم قد أصاب الناخبين من الأجندة اليسارية، وبعثوا برسالة لا تخطئها عين إلى واشنطن تحمل هذا المعنى. وعليه، سيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ، وحظوا بعدد من المقاعد داخل مجلس النواب يفوق أي وقت مضى منذ عام 1929 .ومع ذلك، لم يتغير شيء.
الآن عام 2016 ،نقف أمام خيارات واضحة. وتعد اللحظة التي نعايشها الآن تاريخية، لأن ترامب ليس مجرد شخص آخر ينتمي لمؤسسة الحزب الجمهوري.
لقد عايشنا قرابة ثماني سنوات من القيادة الواهنة في ظل رئيس، رغم أنه لم يوقع على ميثاق تأسيس تنظيم داعش، فإن سياساته تركت تأثيرات مقصودة وأخرى غير مقصودة بثت الحياة في التنظيم الإرهابي. بصورة محددة، فإن الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون أظهرا أمام قيادات «داعش» أنهما ليست لديهما نية جادة لمواجهتهم، أو حتى توجيه الاتهامات إلى التنظيم الإرهابي على نحو مباشر. بدلاً من ذلك، سحب أوباما وكلينتون قواتنا من العراق، ثم رسما وسرعان ما مسحا خًطا أحمر في سوريا، وحاولا إقناعنا بأن الضربات بطائرات دون طيار كفيلة بضمان الفوز لنا في مواجهة «داعش».
في الواقع، لقد تسببت سياسات أوباما وكلينتون في زعزعة استقرار العالم وخلق ساحة عالمية تشبه إلى حد كبير أواخر ثلاثينات القرن الماضي. وبذلك، فإننا ربما نكون على شفا صراع عالمي لم نشهد له مثيلاً من قبل منذ الحرب العالمية الثانية. والآن، يلعب أوباما وكلينتون دور نيفيل تشامبرلين عصرنا الحالي. في الحقيقة، يذكرني الاتفاق الذي يقضي بإتاحة 150 مليار دولار لإيران، الدولة الأولى في رعاية الإرهاب عالمًيا، باتفاق تشامبرلين مع هتلر عام 1938 ،عندما أعلن رئيس الوزراء البريطاني عن إقرار «السلام في عصرنا». داخلًيا، وصل حجم الدين إلى 19 تريليون دولار سيتعين على أبنائنا وأحفادنا سداده بطريقة ما. وحتى جهود فرض القانون النبيلة جرى تشويهها من قبل إدارة أوباما، وبدأت الفوضى تضرب مدننا.
لذا لا يسعنا سوى أن نحمد الله على أنه أصبحت لدينا الآن فرصة لانتخاب قائد قوي، لا يخاف دعوة العدو اسمه ونقل ميدان الحرب إلى أرض هذا العدو، إذا اقتضى الأمر.
إننا بحاجة إلى قيادة جديدة وجريئة، ذلك أن المضي في سياسات أوباما وكلينتون، خارجًيا وداخلًيا، سيعني الجنون المطبق، إنه تكرار لذات الأخطاء مراًرا وتكراًرا مع توقع حدوث نتيجة مختلفة. شخصًيا، اخترت تأييد دونالد ترامب في مساعيه للوصول إلى الرئاسة منذ فترة مبكرة لما يحمله بداخله من عشق للأميركيين العاديين، وما يتميز به من عطف وكرم وشخصية قيادية شجاعة. وما يمكنني قوله هنا إن الصورة العامة التي خلقها الإعلام بخصوص ترامب كاذبة.
والآن، نقف عند مفترق طرق، حيث يجب أن تتمثل أولويتنا الأولى في إنقاذ أمتنا. إننا بحاجة إلى قائد يملك خصالاً تشبه تلك التي توافرت لدى ونستون تشرشل، وأعتقد أن هذا القائد هو دونالد ترامب. مثلما فعل تشرشل، يملك ترامب العزيمة اللازمة لوضع بلاده أولاً، وألا يذعن لعالم معاٍد على نحو متزايد تجاه قيمنا. ورغم اختلافاتنا، فإن الأميركيين من شتى مناحي الحياة، يجب أن يتحدوا خلف ترامب وحاكم ولاية إنديانا مايك بنس، وإلا سُتمنى بلادنا بعواقب وخيمة. على سبيل المثال، إذا تولت كلينتون تعيين المجموعة التالية من القضاة بالمحكمة العليا، فإن هذا لن يعني فقدان حق حمل السلاح المنصوص عليه في التعديل الثاني فحسب، وإنما كذلك سيتولى قضاة نشطاء إعادة كتابة دستورنا على نحو يجرده تماًما من الروح التي بثها فيه الآباء المؤسسون.
كما أن بلادنا ستحظى بذلك برئيسة سبق أن عرضت أمننا الوطني للخطر، بإرسالها وتلقيها رسائل بريد إلكتروني سرية عبر حساب خاص، ثم إطلاق تصريحات غير دقيقة حول هذا الأمر، في الوقت الذي قبلت فيه المؤسسة التابعة لأسرتها ملايين الدولارات تبرعات من دول أجنبية، فهل سيكشف لنا الزمن عن المقابل الذي دفعت لأجله هذه الأموال؟
إن مستقبل وطننا على المحك. وعلى جمهوريين أمثال السيناتور سوزان كولينز (ولاية مين) التوقف عن التحسر والنحيب بخصوص ميل ترامب للانفعال، والشروع في التركيز بدلاً من ذلك على فساد كلينتون. إن التصويت لدونالد ترامب ومايك بنس يعني التصويت لصالح الحرية وقدر أقل من السيطرة الحكومية، التصويت من أجل الأمن الوطني وسياسات الهجرة المسؤولة، التصويت لوضع نهاية أخيًرا لإرهاب الإسلام الراديكالي. إنه تصويت لإعادة بناء هيبة أميركا بالخارج. هل تتذكرون عندما احتجزت إيران رهائن أميركيين طيلة 444 يوًما، فقط لتفرج عنهم يوم تنصيب رونالد ريغان؟ لكم أن تتوقعوا مثل هذه النتائج في ظل قيادة دونالد ترامب.