زيارة محمد بن زايد نقلة استراتيجية على "طريق الحرير" بين الصين والإمارات
الزيارة هذه المرة ليست ممرا اقتصاديا فقط
طريق الحرير الذي تدشنه الزيارة هذه المرة ليس ممرًا اقتصاديًّا فقط، بل يشتمل على أبعاد أخرى، يفرضها المناخ الدولي والإقليمي المتوتر
تمثل الزيارة التي يقوم بها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى الصين بدعوة رسمية، نقلة استراتيجية على "طريق الحرير" بين بكين وأبوظبي، حسب متابعين للعلاقات الإماراتية الصينية.
طريق الحرير الذي تدشنه الزيارة هذه المرة ليس ممرًا اقتصاديًّا فقط، بل يشتمل على أبعاد أخرى، يفرضها المناخ الدولي والإقليمي المتوتر، بسبب التطرف العابر للقارات، والصراعات التي تجتاح المنطقة.
ويقول محللون: "إن الأوضاع التي تمر بها المنطقة، تجعل زيارة شخصية إماراتية بحجم الشيخ محمد بن زايد إلى الصين، في هذه الظرفية الدقيقة، وباعتباره نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، لها أكثر من مغزى؛ حيث تنبئ عن تحول في العلاقات بين الدولتين، وربما إخراجها من الحيز الاقتصادي إلى التعاون الفعال في المجالات العسكرية والأمنية، وعلى المستوى السياسي في المحافل الدولية".
ويرافق محمد بن زايد خلال الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام وفد رفيع المستوى، يتضمن عددًا من الشيوخ والوزراء، إضافة إلى شخصيات عسكرية كبيرة.
وتتحدث بعض المصادر عن إمكانية أن تفتح الزيارة صفحة جديدة في مجال التعاون العسكري بين البلدين؛ حيث يمكن أن يشكل السلاح الصيني رافدًا جديدًا للجيش الإماراتي.
فبعد أن كانت دولة الإمارات العربية المتحدة تعتمد بشكل أساسي على السلاح الأمريكي، والفرنسي بدرجة أقل، سيشكل السلاح الصيني مصدر قوة جديد، خاصة مع ما تتميز بها صناعة السلاح الصيني من فعالية ودقة.
وتقول المصادر: "إن ملف الإرهاب الذي اكتوى العالم بنيرانه سيكون حاضرًا على طاولة البحث بين قادة الصين والإمارات، التي تقف على الخطوط الأمامية لمحاربته".
ويشكل الجانب السياسي مجالاً خصبًا للتعاون بين الدولتين، بحكم العلاقات القوية التي تربطهما، والتصور المشترك لمعظم الملفات المطروحة على الساحة الدولية والإقليمية، وبحكم ما تتمتع به الصين من ثقل دولي، بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى التأثير القوي للإمارات في ملفات المنطقة، وحضورها المتميز في المحافل الدولية.
وتعتبر هذه الزيارة نقلة جديدة في مسار تعزيز العلاقات ذات البعد الاستراتيجي بين بكين وأبوظبي؛ حيث تعتبر الإمارات الشريك الأول للصين في المنطقة.
كما تأتي الزيارة في ظرفية زمنية مهمة، يتم الحديث فيها عن إرهاصات لإرساء نظام عالمي جديد، على أنقاض النظام القديم الذي انهار في تسعينيات القرن الماضي بانهيار جدار برلين، وسقوط نظام القطبين السوفياتي والأمريكي.
ويقول الخبراء إن تشكل أي نظام عالمي جديد على أسس صلبة قابل للاستمرار، لن يتم بعيدًا عن توقيت بيكين وعن بورصات شنغهاي أو مرافئ هونغ كونغ.
وتمتلك الإمارات من الإمكانات ما يؤهلها لأن تكون جسرًا للعلاقات بين الصين ودول المنطقة، لتعزيز الفهم المشترك للملفات الإقليمية والدولية، وتطوير العلاقات في كافة المجالات، لمواجهة التحديات العالمية برؤية مشتركة.
ويقول مراقبون: "إن التوجه الإماراتي نحو الصين في هذه الظرفية الحساسة يدل على بعد نظر وتفكير استراتيجي، مبني على قراءة جيدة للواقع الدولي، وما ينبئ عنه من تغييرات وتطورات، ستكون الصين طرفًا أساسيًّا في رسم ملامحها".
وتم تدشين العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية الصين الشعبية ثمانينيات القرن الماضي؛ حيث قام الرئيس الصيني يانغ شانغكو بزيارة إلى الإمارات سنة 1989 كما قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزيارة الصين 1990.
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg جزيرة ام اند امز