جرابلس لها أهمية إستراتيجية كونها تقع على الحدود السورية التركية ويتصارع عليها أطراف النزاع بشكل شرس.
تشكل مدينة جرابلس، شمال شرق سوريا، أهمية كبيرة لدى الأطراف المتصارعة في سوريا من جهة، وتركيا من جهة أخرى، التي تحاول مرارًا السيطرة عليها، في ظل رفض دمشق لتدخل أنقرة عسكريًا ومساعدتها فصائل معارضة في السيطرة عليها، الأربعاء.
وبحسب مسؤولين أتراك، شن الرئيس رجب طيب أردوغان حربًا على داعش لتطهير حدود بلاده من خطر التنظيم، فيما قالت وسائل إعلام تركية، إن الهدف يتمثل في إيقاف تدفق اللاجئين السوريين وإيصال المساعدات للمدنيين.
ولكن يؤكد محللون أكراد أن أردوغان يتحوف من إنشاء الأكراد كيانًا سياسيًا لهم يضم مناطق الجزيرة وعفرين وكوباني مرورًا بجرابلس بعد أن سيطروا على منبج، في الوقت الذي عبر أردوغان مرارًا عن مخاوفه من حزب الاتحاد الديمقراطي وكتائبه العسكرية على الحدود.
انخرطت المدينة التابعة لحلب، ثاني أكبر مدن سوريا، في الأزمة مبكرًا بتشكيل ما أسمته "المجلس الثوري بجرابلس" في 2012، ولكنها بقيت أسيرة بعد هذا التاريخ بقوى متطرفة كـ "جبهة النصرة" و"لواء أصحاب اليمين"، وغيرهما من الكتائب المتشددة التي دخلت في حرب مع عشائر المنطقة لاحقًا.
انتشر تنظيم داعش في المدينة بعد أن بايعت "النصرة" تنظيم داعش في أواخر 2013، وبعد تهجير عائلات كبيرة من جرابلس مثل عائلة "الجوادرة" بات داعش الحاكم الآمر الناهي في المدينة.
بدأت الحرب بين العشائر وداعش تتجه نحو نفق مظلم وطويل، ويتذكر أهالي المنطقة المجزرة التي نفذها التنظيم بحق 88 شخصًا ذبحًا في أبريل 2014.
بدأ التحالف الدولي بقصف جرابلس في أواخر 2014 بهدف طرد التنظيم من المدينة، لكنه أخفق كون الحرب بحاجة إلى عصابات وقتال شوارع، ما استدعى تدخل قوات سوريا الديمقراطية وكتائب مسلحة اعتمدت على تركيا في دعمها المسلح.
وتضرب تركيا، مدعومة من التحالف الدولي، جرابلس مستهدفة داعش والقوات الكردية التي تتمركز في جنوب المدينة.
وهذه المرة الأولى التي تقصف فيها طائرات حربية تركية أهدافًا في سوريا منذ نوفمبر، عندما أسقطت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي طائرة روسية قرب الحدود، كما أنها أول توغل كبير معلن للقوات الخاصة التركية منذ عملية قصيرة في شباط/فبراير 2015 لنقل ضريح سليمان شاه جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية، بحسب وكالات.
aXA6IDE4LjIxOS4yNS4yMjYg جزيرة ام اند امز