"الشروق" تعلن لأول مرة توافر الأعمال الكاملة لنجيب محفوظ إلكترونيًّا
في احتفالها بإطلاق "الأحلام الأخيرة" لأديب نوبل
احتفلت دار الشروق الأحد بإطلاق الأحلام الأخيرة لنجيب محفوظ بحضور حشد من كبار المثقفين والكتاب والإعلاميين المصريين
بحضور ومشاركة كوكبة من كبار الكتاب والمثقفين والإعلاميين المصريين، وبحضور ابنتي أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ، أعلن المهندس إبراهيم المعلم عن إطلاق النسخة الإلكترونية من أعمال نجيب محفوظ الكاملة، للمرة الأولى، بالتعاون مع شركة فودافون للاتصالات، وكذلك الاحتفال بإصدار طبعات ورقية جديدة من أعمال محفوظ، وبصدور كتاب «الأحلام الأخيرة»، الجزء الثاني من «أحلام فترة النقاهة»، وأيضًا الاتفاق على إنتاج مسلسلات درامية جديدة مأخوذة عن أعماله.
جاء هذا الإعلان خلال الاحتفالية التي نظمتها دار الشروق مساء أمس (الأحد)، بمكتبة القاهرة الكبرى، بحضور عدد كبير من الشخصيات العامة والأدباء والإعلاميين، كان على رأسهم الكاتب الكبير بهاء طاهر، والكاتبة سناء البيسي، والكاتب والروائي محمد المنسي قنديل، والإعلامي محمود سعد، والإعلامي يسري فودة، والكاتب علاء الأسواني، والروائي والسيناريست أحمد مراد، والناقد محمود عبد الشكور، والمذيعة دينا عبد الرحمن، والكاتب الصحفي عبد الله السناوي، والكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، والدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة، وعشرات آخرون من المثقفين المصريين.
استهل إبراهيم المعلم الاحتفالية بكلمة استعرض فيها ذكريات وتفاصيل مع نجيب محفوظ، حين عرضت عليه الشروق شراء حقوق نشر وطبع أعماله، وكشف المعلم للمرة الأولى أن نجيب محفوظ حين طلب منه نشر «أولاد حارتنا» بعد التأكد من عدم وجود شيء في صدر الأزهر تجاه الرواية، تحدث المعلم تليفونيًّا مع شيخ الأزهر وقتها، وعرض عليه الأمر، فما كان من شيخ الأزهر إلا أن قال: عليه إذن أن يقدم طلبًا ونبحث نحن الرد عليه! فما كان من المعلم إلا إعلان شيخ الأزهر بأن هذا لن يحدث وغير مقبول، فالأزهر ليست جهة اختصاص ولا منع في ما يخص النصوص الأدبية، وعليه فقد استقر الرأي على أن يكتب المقدمة الدكتور أحمد كمال أبو المجد والدكتور سليم العوا، وظهرت «أولاد حارتنا» لأول مرة في مصر منذ نشرها مسلسلة على صفحات جريدة الأهرام عام 1959، بين دفتي كتاب.
وعن ما أثير أخيرًا حول نصوص «الأحلام الأخيرة» التي نشرتها الشروق، وحملت 291 حلمًا جديدًا لم يسبق لها أن رأت النور، من حملات تشككت في نسبة هذه النصوص إلى محفوظ، والتدليل على ذلك بتفاوت مستواها الفني عن الأحلام الأولى، وكذلك الاستفهام عن سبب إسناد كتابة المقدمة للكاتبة الكبيرة سناء البيسي، رد المعلم برواية كل التفاصيل المتعلقة باكتشاف هذه النصوص منذ اللحظة الأولى التي حادثته فيها ابنتا نجيب محفوظ وحتى صدرت في كتاب، وقال، إن نجيب محفوظ قد قال له، إنه لن ينشر أحلام فترة النقاهة الأولى إلا إذا كتبت لها المقدمة سناء البيسي، وهي التي تولت نشرها في مجلة نصف الدنيا منتصف التسعينيات من القرن الماضي حينما كانت رئيسة لتحريرها.
المعلم أضاف "إذا كان نجيب محفوظ قد اشترط أن تكتب البيسي كتابة مقدمة الأحلام الأولى، فكيف لا أطلب منها كتابة مقدمة للأحلام التالية، وقد أوصى محفوظ نفسه بذلك"، ثم اختتم المعلم كشفه المفصل عن الظروف والملابسات التي أحاطت بنشر الأحلام الأخيرة بالإعلان عن أن الناقد والأكاديمي الكبير الدكتور حسين حمودة قد كتب بيانًا حول هذا الأمر، وأنه كان من المفترض أن يلقيه بنفسه على حضور الاحتفالية، لولا أن حالت ظروف مرضه دون ذلك، ولهذا فهناك من سيقوم بإلقاء كلمته نيابة عنه.
وألقى كاتب هذه السطور كلمة الناقد والأكاديمي الكبير الدكتور حسين حمودة التي كتبها خصيصًا حول «الأحلام الأخيرة»، وهي الجزء الثاني من «أحلام فترة النقاهة» ردًّا على ما أثاره البعض حول نصوص الأحلام والتشكيك في نسبتها إلى محفوظ، قال حمودة: "أحلام فترة النقاهة التي نشرتها دار الشروق أخيرًا تحت عنوان الأحلام الأخيرة كتبها نجيب محفوظ بالفعل، هذه الأحلام، كما يعرف المقربون من الأستاذ نجيب، كان قد انتهى من كتابتها جميعًا، ولكنه كان يحرص على أن يدفع بالنشر بحلمين فقط كل أسبوعين، ربما كي يظل عنده رصيد مما لم ينشره بعد، بما يجعله يشعر بأنه لا يزال يعمل، أو لا يزال لديه ما ينشره، ولكنه توفي قبل أن ينشرها كلها".
وكشف حمودة في كلمته، لأول مرة أن نجيب محفوظ قد أملى عليه هو شخصيًّا اثني عشر حلمًا من أحلام فترة النقاهة، في غياب الحاج صبري الذي كان محفوظ يملي عليه كتاباته..
يقول حمودة: "هذه الأحلام أملاها الأستاذ على الحاج صبري الذي كان يقرأ له في السنوات الأخيرة من حياته، بعد أن تراجع بصره تراجعًا كبيرًا، وقد وافق الأستاذ بعد محاولات كثيرة منا على أن يملي ما يكتبه على الحاج صبري، وبالمناسبة، في وقت من الأوقات، مرض الحاج صبري فأملى الأستاذ عليّ، بعد إلحاح من الأصدقاء ومني؛ لأنه لم يكن يريد أن يثقل على أحد، اثني عشر حلمًا من الأحلام القديمة دفعة واحدة، وكان قد حفظها في ذاكرته طيلة أيام عدة".
واختتم حمودة كلمته، بالتأكيد على أن هذه الأحلام يقينًا لنجيب محفوظ، ولا مجال للشك في نسبتها إليه، وأنها لا تقل فنيًّا عن مثيلاتها التي صدرت في الجزء الأول بعنوان «أحلام فترة النقاهة».. "عندي من التفاصيل ما يجعلني متأكدًا من أن هذه الأحلام الأخيرة قد كتبها الأستاذ نجيب، بالإضافة إلى أنني قد قرأتها قبل طباعتها، وهي لا تقل قيمة على المستوى الفني، كما يرى البعض، عن أحلام فترة النقاهة التي نشرت من قبل متفرقة، ثم جمعت بكتاب، في حياة الأستاذ، وسوف يحكم القراء بأنفسهم عليها من هذه الناحية".
واختتم إبراهيم المعلم الاحتفالية، بتوجيه الشكر إلى ابنتي نجيب محفوظ، أم كلثوم وفاطمة، على حرصهما ورعايتهما لتراث أبيهما العظيم، وقال، إن محفوظ كان طيلة عمره، ورغم كل ما حققه من مجد وشهرة، مثالًا مجسدًا للتواضع والنبل ورفعة الأخلاق والإخلاص الشديد لأدبه وإبداعه، وأنه كان حريصًا حتى اللحظات الأخيرة في حياته على أن يواصل الكتابة، وأن يكون له دائمًا ما يبقيه على تواصل حميم مع قارئه وجمهوره.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTI0IA==
جزيرة ام اند امز