رحلة أرمسترونج حتى "قفزته الهائلة للجنس البشري"
اختار الأمريكي نيل أرمسترونج، أول إنسان يطأ سطح القمر، العيش في عزلة إعلامية لأكثر من 4 عقود، تعرف على قصته في ذكرى وفاته
اختار الأمريكي نيل أرمسترونج، أول إنسان يطأ سطح القمر، العيش في عزلة إعلامية لأكثر من أربعة عقود منذ الحدث التاريخي، قبل أن يقرر في 2012 الكلام، والذي نسترجعه بمناسبة ذكرى وفاته الرابعة.
والفضل في هذا السبق المشهود الذي كسر فيه رائد الفضاء الأمريكي حاجز الصمت، يعود، دون سائر الناس، إلى اليكس مالي، المدير التنفيذي في “رابطة المحاسبين الأستراليين”.
وفي اللقاء الأول من نوعه، الذي بثه موقع رابطة المحاسبين على الإنترنت، كشف أرمسترونج عن شعوره بخوفٍ اعتراه من أن فرص هبوطه بسلام مع رفيقيه على سطح القمر لا تتعدى الـ 50 في المائة. وأعرب أيضًا عن أسفه لأن حماسة الحكومة الأمريكية إزاء “وكالة الفضاء الأمريكية” (ناسا) ومهامها الفضائية في هذا القرن الحادي والعشرين تقلصت كثيرا بالمقارنة مع ما كان الحال عليه في ستينيات القرن الماضي. ووصف هذا الأمر بأنه “محزن” لأنه يجعل مهمة المضي على هذا الطريق صعبة بالنسبة للجيل اليافع وأيضًا للأجيال المقبلة.
وكان أقصى نجاح سجلته الولايات المتحدة قبل أرمسترونج في الستينيات هو إرسال الرائد آلان شيبارد 160 كيلومترًا ولفترة 20 دقيقة فوق سطح الأرض.
وقال آرمسترونج: “كان ما يطلبه الرئيس (الأمريكي جون) كينيدي وقتها يقع في خانة ما لا يصدقه العقل. فوصول شخص إلى 160 كيلومترا فوق سطح الأرض شيء والوصول إلى القمر نفسه، من الناحية التقنية - الفعلية، شيء آخر تمامًا”.
ويضيف قوله: “مهمة الهبوط على سطح القمر كانت تعني مواجهة المجهول الذي لم يخضع لأي تجربة أرضية. ولهذا فقد كان واردًا أن يجبرنا هذا المجهول على التخلي تمامًا عن هدفنا والعودة بمركبتنا إلى الأرض. وعلى هذا الأساس فقد كانت حساباتي هي أن فرص هبوطنا على سطح القمر نفسه 50 في المائة وأن الأرجح بنسبة 90 في المائة أننا سنعود إلى الأرض من دون إنجاز المهمة”.
ويقول أرمسترونج إن النزول إلى سطح القمر نفسه كان تحديًا آخر. فقد اختار الكمبيوتر على متن “أبوللو 11” له - ولرفيقه باز أولدرين - النزول بالعربة القمرية The Eagle (النسر) على سفح تلة شديدة الانحدار وتعجّ عن آخرها بالنتوءات الصخرية. فقرر أرمسترونج تواً أن يتولى قيادتها يدويًا وطار بها مثل هليكوبتر باتجاه الغرب إلى سطح مستو وخالٍ من الصخور الناتئة ثم هبط بها قبل أن ينفد خزان وقودها بعشرين ثانية فقط.
وما إن نزل من المركبة حتى نطق بعبارته الشهيرة: “خطوة صغيرة لرجل واحد... قفزة هائلة للجنس البشري”، لقد كانت لحظة مدعاة للوقوف والتأمل إلى ما لا نهاية.
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4yNDQg جزيرة ام اند امز