ما يدفعني لأن أكتب في المرأة الإماراتية اليوم، أنني يملؤني شعورُ الفخر بما وجّهت به قيادتنا الرشيدة من إعلاء لشان المرأة.
المرأة الإماراتية كانت منذ فجر التاريخ صاحبة دور موازٍ وشريك للرجل في جميع ميادين الحياة مجتمعياً وصناعياً وزراعياً وحتى عسكرياً، فالإمارات التي كانت ولا تزال جزءاً أساسياً من التراب العربي الإسلامي في الجزيرة العربية عرفت كما غيرها من البلاد العربية الإسلامية العادات الدينية والمجتمعية والصناعية والزراعية والعسكرية نفسها، فتخلقت المرأة الإماراتية بأخلاق المرأة العربية في السلم والحرب، فهي في الحرب خنساء شرق جزيرة العرب، الباكية أبناء الإمارات الذين استشهدوا قديماً في حربين: الأولى ضد الغزاة الطامعين بخيرات بلادنا وتجارتها، والثانية ضد أهوال البحر في الغوص والسفر والتجارة، وإن لم يكن لهم حظٌّ من التأريخ والرواية مما كان لغيرهم.
والمرأة الإماراتية ككل امرأة عربية مسلمة حاربت وتصدت بما أمكنها حمله ونقله، فشجعت على القتال وحملت الأثقال، واعتلت إلى جانب أخيها الرجل وعر الجبال في قتال كل معتدٍ آثم، وفي السلم عملت إلى جانب الرجل في الزراعة والحرث والرعي والري، وكانت لها صناعاتها التي تراعي طبيعتها الجسمية والبدنية، فبرعت في صناعات النسيج كالسدو والخوص والتلي وغيرها، وكان لها الدور الأهم كمربية وأم وزوجة كما كانت لها مشاركتها في البناء وتجميع مواده من الموارد البيئية المحيطة في الساحل والصحراء كما في الجبال.
وها نحن نشهد حاضراً متألقاً للمرأة الإماراتية في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، تتويجاً لمرحلة التمكين التي قادها سموّه وأشرف على ري غرسها حتى اكتمل اليوم نبتُها وصار شجراً وارفاً بالخير والأمن والأمان والرفاه لرجال الإمارات ونسائها، شيبها وشبابها، كبارها وصغارها.
نعم، باتت المرأة الإماراتية اليوم نموذجاً يحتذى في القيادة النسائية والريادة الإنسانية والسعادة والرفاه، فهي ابنة صالحة وأخت تسند وزوجة تضحي مستجيبة لمسؤوليات جمة ملقاة على عاتقها، وهي وزيرة ومديرة وقديرةٌ على كل مهمة مهما صعبت وعلت درجات الخطورة في أدائها، ولنا في مريم حسن سالم المنصوري قدوة حسنة، وهي أول إمارتية حملت رتبة رائد طيار في سلاح الطيران، وهي التي قصفت جحافل الظلام التكفيري المسمية نفسها زوراً بالدولة الإسلامية، لتثبت للعالم أجمع أن المرأة الإماراتية لم تعد الأرض مرمى طموحها بل باتت السماء مجالاً رحباً لقوتها وقدرتها ومهاراتها.
ما يدفعني لأن أكتب في المرأة الإماراتية اليوم، أنني يملؤني شعورُ الفخر بما وجّهت به قيادتنا الرشيدة من إعلاء لشان المرأة، ومن احتفال بيوم للمرأة الإماراتية، بل يملؤني ما هو أعمق من ذلك، وهو معايشتي الحية لشعور الاعتزاز والفرح في قلب كل امرأة حولي، من أمٍ إلى أخت وزوجة وابنة، وهنّ يعشن عصرهنّ الذهبي الذي انكتبت فيه أسماؤهنّ بماء الذهب على صفحات التاريخ ذكرى للتاريخ وصوراً للذاكرة.
ما يدفعني لأكتب اليوم للمرأة الإماراتية في يومها، أنني مُسيّرٌ بقوة للتعبير عن إيماني بقدراتها ومهاراتها، واعتناقي مبدأ ريادتها وقيادتها في كل ميدان، مقتدياً بمواقف شيوخنا الكرام، فها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يصف المرأة الإماراتية بـ "شريكة التنمية، وصانعة الأجيال، وأم الشهداء، وفخر الإمارات، وعديلة الروح"، وها هو سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يقول: "إن نهج الإمارات بتمكين المرأة نهج راسخ نقطف ثماره بمسيرة وطنية حافلة بالإنجازات والمكتسبات"، وإن "المرأة في وطننا مصدر فخرنا الدائم بما تمارسه من دور وتبذله من تضحيات، وأمهات الشهداء نماذج ملهمة لتلك التضحيات".
سلامٌ عليكنّ نساء الإمارات، بكنّ نكتمل ونفخر، بكنّ تصفّق الإمارات عالياً في سماء الأمجاد بجناحين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة