أكراد سوريا وأنقرة.. هل تفقد أمريكا بوصلتها بين دعم حليفين في جرابلس؟
القصف التركي لمدينة جرابلس السورية أثار جدلاً في موقف الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقف في منتصف المسافة بين حليفين.
لا تزال تداعيات القصف التركي لمدينة جرابلس السورية، بهدف طرد داعش والمسلحين الأكراد منها، تثير جدلاً في موقف الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقف في منتصف المسافة بين حليفين، هما حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبر جزءًا من التحالف الدولي ضد داعش، وتركيا الحليفة لأمريكا أيضًا.
ويرى مراقبون أن أكراد سوريا قد يشعلون نار الخلاف بين واشنطن وأنقرة، ولاسيما في دعم حزب العمال الكردستاني للوحدات الكردية في سوريا من جهة، الأمر الذي ينفيه الأكراد، والعلاقات القوية التي تربط أكراد المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا، في وقت لا تزال أمريكا تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، من جهة أخرى.
تتصارع عدة أطراف في شمال سوريا، فيما تبدو أمريكا "حائرة" بين حلفائها، كالجيش السوري الحر ببعض كتائبه التي سيطرت على جرابلس، أو قوات سوريا الديمقراطية التي تنحصر مهمتها في طرد داعش من سوريا، والقوات التركية، وغيرها.
وكان وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر قد دعا تركيا إلى التركيز على قتال داعش وعدم استهداف العناصر الكردية للمعارضة السورية، موضحًا أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد تحدث إلى نظيره التركي سابقًا بهذه المسألة.
قوات سوريا الديمقراطية الحليفة لواشنطن، يشكل الأكراد عمودها الفقري، انسحبت إلى شرقي نهر الفرات، بعد أن سلّمت منبج إلى المجلس العسكري للمدينة.
هذه المعطيات السابقة أدت إلى إحداث نوع من التجاذب السياسي بين تركيا وأمريكا من جهة التحالف والمصالح والدعم، فيما يبقى الأكراد الرقم الصعب الذي قد يحول بين المصالح الدولية والأطراف السياسية التي تتشكل منها قوات عسكرية تتصارع على كعكة جرابلس ومنبح وتل أبيض وغيرها من المعابر الحدودية المهمة لكل من سوريا وتركيا.
ويوضح مراقبون أن دعم أمريكا لأكراد سوريا أدى إلى نفاذ رصيدها لدى السياسيين الأتراك، الذين نوهوا إلى خطورة هذا الدعم وأثره على أكراد تركيا.
وبدورهم حذر أكراد تركيا أنقرة من بدء حرب جديدة معها تماثل حرب التسعينات، وخاصة بعد أن انهارت الهدنة بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي العام الماضي، في ظل عدم وجود نية لدى أنقرة للإفراج عن عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردي في فبراير 1999.
ويبدو أن القوات النظامية السورية ستبقى خارج المعادلات السياسية، بحسب مراقبين، ولاسيما أن لها وجود عسكري شبه معدوم في أغلبية المناطق التي تتصارع عليها سوريا الديمقراطية والجيش الحر وتركيا ضد داعش.