الإمارات ودورها الرائد في اليمن
القوات الإماراتية كانت قد اضطلعت إلى جانب قوات التحالف بقيادة السعودية بأدوار حساسة ومهمة في اليمن.
وصلت صباح اليوم الدفعة الأولى من القوات المسلحة الإماراتية إلى أرض الإمارات، حيث تجمع المئات من ممثلي الجهات الرسمية والشعبية لاستقبالهم، وكانت الدفعة الثانية من القوات المسلحة الإماراتية قد تسلمت مهامها في اليمن، ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وذكرت القيادة العامة القوات المسلحة أن عملية تبديل القوات تمت بنجاح وفق استراتيجية ممنهجة وأدق المعايير العسكرية.
ويأتي استبدال القوة الإماراتية التي حققت انتصارات كبيرة في اليمن في إطار تكتيكي عسكري تتبعه كل جيوش العالم، بعد أن أسهمت في تحرير مناطق كثيرة في اليمن من أيدي الميليشيات الحوثية وقوات صالح.
وكانت القوات الإماراتية قد اضطلعت في اليمن إلى جانب قوات التحالف بقيادة السعودية بأدوار حساسة ومهمة، وإذا أردنا محاولة حصر ما حققته من أهداف سنجد أنفسنا أمام شبه المعجزة، ففي زمن قياسي استطاعت القوة الإماراتية العائدة، بسْط الأمن وإعادة الاستقرار إلى مناطق عدة من اليمن كانت إلى وقت قريب ترزح تحت سيطرة المليشيات الحوثية وقوات صالح، وكان السكان في تلك المناطق يعيشون تحت رحمة الميليشيات التي عاثت في الأرض فسادا وقتلت السكان ودمرت المنازل والمستشفيات.
ففي مأرب استطاعت القوات الإماراتية تحرير واسترجاع سد مأرب التاريخي، الذي يعتمد عليه سكان محافظة مأرب كمصدر للشرب وسقي المزارع والحقول. كما كان لها دور كبير في تحرير مدينة عدن وتأمين مطارها ومنشآتها الحيوية.
ولم يقتصر دورها على ذلك؛ فوقفت إلى جانب المقاومة الشعبية ودربت عناصرها وأمدتهم بالسلاح والعتاد، وكان لذلك دور كبير في تقدم المقاومة الشعبية في عدة جبهات، حيث تمكنت من دحر الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح في أكثر من نقطة وأكثر من مكان.
وفي تعليقهم على استبدال القوات الإماراتية في اليمن أثنى قادة عسكريون يمنيون على دور القوات المسلحة في اليمن، وقال القائد العسكري العميد الركن عثمان حيدرة: "إن القوات الإماراتية قدمت لنا ما لم تقدمه أي قوة في دول التحالف العربي، فهي شريك بطولي مع المقاومة الشعبية الجنوبية في تحرير عدن والمناطق الأخرى، وأثبتوا بجدارة أنهم أهل للثقة ونصرة المظلومين، وهذا لن ينساه أبناؤنا وسيخلد في ذاكرتهم إلى الأبد"، مبينا أن "العمليات العسكرية المشتركة مع القوات الإماراتية على خط واحد، سواء من ناحية الروح القتالية أو المعنويات، ونحن نؤكد أننا سنكون جاهزين لرد الجميل الذي قدمته الإمارات، ليس فقط في الجانب العسكري وتأهيل المقاومة والمشاركة في تحرير المدن في عدن وغيرها من المناطق، بل أيضاً ببصماتها في القطاعات والخدمات الأساسية التي رفعت المعاناة عنا".
وأضاف "نشكر القوات التي تم استبدالها في اليمن، نؤكد أننا سنكون إلى جانب الدفعة الجديدة التي ستكون مهمتها أكبر في مواصلة ما حققته القوات التي سبقتها من إنجازات خلال الفترة الماضية، ونتوجه برسالة إلى قيادة وحكومة وشعب الإمارات بالشكر والتقدير على كل ما قدمتموه من تضحيات لأبناء عدن والجنوب، وسنظل ننتظر الفرصة لرد هذا الجميل"، حسب ما أوردت صحيفة الاتحاد الإماراتية.
بدوره علق القيادي في المقاومة الشعبية في اليمن لطفي منير الذي شارك إلى جانب القوات الإماراتية في تحرير مدينة عدن لـ"الإمارات اليوم" أن بواسل الإمارات كانوا في مقدمة الصفوف، وضربوا أروع الأمثلة في العمل العسكري، عبر التخطيط والتوجيه والقيادة لعملية تحرير عدن، التي شكلت صدمة ومفاجأة للانقلابيين وقوات المخلوع صالح حينها.
وقال: "كنت أحد الذين شاركوا إلى جانب قوات الإمارات والتحالف في عملية التحرير، وشاهدت بأم عيني ما يفعله أبطال الإمارات حينها، وكانوا السند الحقيقي في تطهير مدينة عدن ومدن الجنوب من تلك العصابة الدموية".
هذا غيض من فيض مما قدمه أبطال الإمارات من أجل إعادة الحق والشرعية إلى أصحابها واستجابة لنداء الوطن.
الإنسان أولا...
لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دورا مهماً في دعم اليمن والوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق لمواجهة ظروفه الراهنة ودعم استقراره ووحدته وشرعيته الدستورية عبر عدة خطوات أسهمت في دعم البنى التحتية لضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
عملت دولة الإمارات العربية المتحدة على تقديم الدعم الكامل لإعادة بناء مرافق الدولة، فكانت سبّاقة لتقديم العون اللازم لتخليص اليمن من فوضى الحوثيين.
فقامت بدعم الجانب الصحي والطبي عبر تقديم قرابة ألفين و"315" طناً من المساعدات الطبية لمدينة عدن، عن طريق الهلال الأحمر الإماراتي لتزويد المستشفيات والمراكز الصحية التي تأثرت بالحرب.
وأسهمت أيضا في إعادة تأهيل المستشفيات في عدن بعد الحصار الذي فُرض على المدينة فمنع وصول الدواء والمستلزمات الطبية إليها عبر تقديم 35 مليون درهم لدعم هذا القطاع والخروج من الأزمة الإنسانية.
وخلال الفترة الماضية أنجزت عددا من المشروعات لإعادة القطاع الصحي لسابق عهده بتكلفة إجمالية بلغت نحو 48 مليون و"500" ألف درهم، حققت إعادة تشغيل وإعمار مجموعة من المستشفيات، كمستشفى خليفة بن زايد ومستشفى الجمهورية الذي يعد من أكبر وأهم مستشفيات المدينة.
وكان لمؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية دور مهم في الدعم الإنساني فأسهمت بقرابة "300" طن من المساعدات الغذائية وتقديمها للهلال الأحمر اليمني لدعم الاستقرار في اليمن.
وفي القطاع المائي عملت الفرق الميدانية للهلال الأحمر الإماراتي في مدينة عدن على تأهيل عدد من الآبار عبر تأمين مستلزمات تشغيلها بمعدات بلغت قيمتها نحو 5 ملايين درهم. كما عملت على إتمام مشاريع خاصة بشبكة الصرف الصحي لإعادة تأهيلها بتكلفة 5 ملايين و"703" ألف درهم.
ولأهمية القطاع الكهربائي سارعت دولة الإمارات لإيجاد حلول لمعالجة مشاكل انقطاع الكهرباء وإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية في مدينة عدن عبر شراء مولدات جديدة بقيمة 217 مليونا و"317" ألف درهم لتسهم بذلك بإحياء المناطق المتضررة ودعم المدنيين فيها.
وأسهمت دولة الإمارات العربية المتحدة بتنمية ودعم القطاع التعليمي عبر عدد من المشروعات نفذتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بقيمة 81 مليونا و"300" ألف درهم تشمل تأهيل 154 مدرسة استكمل منها نحو 34 مدرسة جهزت لاستقبال الطلاب في عامهم الدراسي المقبل.
وبتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، تقوم هيئة الهلال الأحمر بتأهيل نحو 10 مدارس أسبوعيا وصيانة نحو 50 مدرسة ودعم الطلاب عبر تقديم احتياجاتهم من القرطاسية.
وقدمت دولة الإمارات دعماً كبيراً لإعادة تشغيل مطار عدن عبر تقديم عدد من الآليات والتجهيزات المتطورة لتأهيل المطار تمهيداً لعودة رحلات الطيران الدولية. واستقبلت دولة الإمارات عددا من موظفي المطار والموانئ في عدن بهدف تدريبهم مما أسهم في دعم التنمية وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وسيظل التاريخ يذكر دماء الجنود الإماراتيين الزكية التي قدمها الشهداء فداء لأهل اليمن، دفاعا عن نسائهم وأطفالهم ومستضعفيهم. كما لن ينسى اليمنيون للقوات الإماراتية ما قدمته من بذل وتضحية في سبيل عودة الأمن والأمان إلى ربوع اليمن، ووقوفهم جنبا إلى جنب مع المقاومة الشعبية وتدريبها وتقديم السلاح والعتاد لها ما مكّنها من تحقيق انتصارات كبيرة على الميليشيات الحوثية وإعادة الأمن والسلامة إلى مناطق واسعة من اليمن السعيد.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4yMjkg جزيرة ام اند امز