الكرملين بعد التقرير المصري: إسقاط الطائرة الروسية في سيناء عمل إرهابي
شركة عالمية لتقييم إجراءات الأمن بمطارات مصر
يعود الجدل بشأن طائرة روسيا التي سقطت بسيناء، حيث تمسَّك الكرملين بتأكيد العمل الإرهابي في سقوطها رغم تصريح مصري بأنه لم يتم إثبات ذلك.
عاد الجدل مرة أخرى بشأن الطائرة الروسية التي سقطت في شبه سيناء المصرية في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ ففي الوقت الذي استبعدت فيه لجنة التحقيق بالقاهرة فرضية العمل الإرهابي، تمسَّك الكرملين بما سبق وأعلنه بتأكيد العمل الإرهابي في سقوطها.
وأعلن دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، في وقت متأخر الإثنين، أنه لا يستطيع التعليق على تصريحات مصرية بشأن عدم العثور على إثباتات إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء بعمل إرهابي.
وقال بيسكوف بهذا الصدد للصحفيين: "أستطيع التذكير بالنتيجة التي توصَّل إليها خبراؤنا من الأجهزة المعنية الخاصة، إذ استنتجوا أن ذلك كان عملًا إرهابيًّا".
لكن رئيس لجنة التحقيق في القاهرة الطيار أيمن المقدم قال في بيان أصدرته وزارة الطيران المدني المصرية في وقت سابق الإثنين: إن "لجنة التحقيق الفني لم تتلقَّ حتى تاريخه ما يفيد وجود تدخل غير مشروع أو عمل إرهابي، وعليه فإن اللجنة مستمرة في عملها بشأن التحقيق الفني".
وأضاف المقدم أن اللجنة انتهت يوم الأحد من إعداد التقرير الأولي عن الحادث، وأرسلت التقرير إلى الممثلين المعتمدين للدول التي لها الحق في الاشتراك في التحقيق، وكذلك منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو).
وألحق حادث سقوط الطائرة ضررًا بالغًا بصناعة السياحة في مصر وهي ركيزة أساسية للاقتصاد. وسقطت الطائرة بعد قليل من إقلاعها من منتجع شرم الشيخ وهو مقصد سياحي رئيسي للروس والبريطانيين.
وأثار الحادث تساؤلات جادة حول أمن المطارات، وعلقت روسيا وبريطانيا الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ.
وقالت وزارة السياحة المصرية في بيان يوم الإثنين، إن مصر ستعيّن شركة أمن عالمية لتقييم الإجراءات الأمنية في مطاراتها قبل نهاية ديسمبر كانون الأول الجاري.
وأضافت أن الشركة ستتولى "التدقيق في أنظمة أمن الطيران المعتمدة في المطارات في مختلف أنحاء الجمهورية بما في ذلك تقييم إجراءات الأمن والسلامة والمعدات والتدريب".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن الشهر الماضي أن سقوط الطائرة هو من ضمن الأعمال الإرهابية الأكثر دموية في تاريخ روسي، وتوعد مدبري الحادث بانتقام لا مفر منه.
وقال مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف في وقت سابق الشهر الماضي، إن فحص الحقائب الخاصة بركاب طائرة وكذلك أجزاء الطائرة سمح بالعثور على آثار مواد متفجرة أجنبية الصنع، مؤكدًا أن انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع على متن الطائرة أدت إلى تحطمها في سيناء.
كما تبنى تنظيم داعش (ولاية سيناء) حادث تفجير الطائرة، وقال، إنها ردًّا على الغارات الروسية على مواقع التنظيم في سوريا.
وبدوره قال المحامي المصري أسعد هيكل لـ"العين"، إن العبرة في الاعتداد بسبب وقوع الحادث هو ما تعلنه لجنة التحقيق الدولية التي تم تشكيلها (في القاهرة) وفقًا لمعاهدة شيكاغو بشأن حوادث الطيران؛ لأنها اللجنة المنوط بها هذا التحقيق، وهي التي تقوم ببحث الأسباب الفنية، ومحتويات الصندوق الأسود، ودراسة كل ما أحاط بالحادث من ظروف ومسببات، وهي لجنة مُشكَّلة من خبراء دوليين، وبها ممثلين عن الدولة مالكة الطائرة، وبالتالي فإن ما يخرج عن تلك اللجنة هو الأكثر مصداقية، والتي يُعتد بها.
وأضاف هيكل أن كل ما يصدر عن غير هذه اللجنة لا يُعتد به، وتابع "هي لجنة واحدة التي تُشكَّل برئاسة الدولة التي وقع الحادث في أرضها، وهي اللجنة الوحيدة التي تملك -طبقًا للقانون الدولي- حق إعلان أسباب وقوع الحادث، وفقًا للتحقيقات والأدلة التي تصل إليها خلال تحقيقها في الحادث".
وأشار المحامي المصري إلى أنه إذا اختلف أطراف اللجنة حول نقطة بعينها خلال التحقيقات، أو لم يتوافقوا في شيء، يتم العودة إلى الاتفاقية المُنظِّمة لتشكيل اللجنة وعملها"، واستطرد: "ولكن هذا الأمر نادر الحدوث؛ لأن الأمور جميعها تكون محكومة بتحقيقات وأدلة ومستندات يطلع عليها جميع أطراف اللجنة، وتتم بعض الأمور بالتصويت، ما يحول دون حدوث أزمة". وقال هيكل: "نتفهَّم ما يصرح به الجانب الروسي، وندرك مقدار الضغوط الدولية التي تُمارس عليهم، لمواقفهم المؤيدة لمصر، ومواقفهم الدولية الأخرى التي تتفق مع الدولة المصرية".
aXA6IDEzLjU5LjEyNy42MyA= جزيرة ام اند امز