زيارة الحوثيين لبغداد تكشف استمرار إيران في دعم الانقلابيين
الحوثيون يسعون إلى الحصول على دعم عراقي إيراني لمجلسهم السياسي المزعوم.
لا تزال تداعيات زيارة وفد الحوثيين إلى العراق مثار جدل لدى أوساط سياسية ومراقبين، في وقت لم تُشر وكالات الأنباء العراقية إلى اللقاءات خلال الأسبوع الماضي، إلا أن مصادر أكدتها.
وكانت الحكومة اليمنية قد طالبت، الأحد، السلطات العراقية بتوضيح موقفها الرسمي من استقبالها الحوثيين من خلال اعتراف مسؤولين في بغداد بـما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" المشكل من قبل الحوثيين، وحزب "المؤتمر الشعبي العام"، وهو جناح الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
يرى مراقبون أن زيادة التدخل الإيراني في شؤون العراق الداخلية والإقليمية مهّدت لزيارة الحوثيين، مستشهدين بتصريح لرئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي حذر فيه من الأزمة الطائفية في بلاده.
وانتقد علاوي زيارة الحوثيين واستقبالهم بشكل رسمي من قبل الحكومة العراقية، وأرجع ما يعانيه العراق الآن من أزمة إلى الطائفية السياسية، وقال إنها "خيّمت على الأجواء السياسية ومنها سياسات التهميش والإقصاء، والتكتلات".
ويؤكد محللون أن الزيارة لا أبعاد سياسية واضحة لها، بل هي محاولة للحصول على دعم إضافي من إيران وخاصة للاعتراف بمجلسهم المزعوم، حيث التقت قيادات حوثية مع مليشيات شيعية وفي مقدمتها كتائب "أبو عزرائيل"، ما يكشف دعم طهران الزائد للانقلابيين.
وتشعبت اللقاءات مع المتورطين في محاولة اغتيال السفير السعودي في العراق ثامر السبهان، الأمر الذي يزيد من علامات الاستفهام حول العلاقة بين الحوثيين وشبكات إرهابية في العراق تخطط لاغتيال دبلوماسيين سعوديين.
وجاءت زيارة الانقلابيين إلى بغداد بعد أيام من كشف تفاصيل محاولة اغتيال السفير السعودي في بغداد على يد مليشيات مدعومة من الحرس الثوري الإيراني.
فيما التقى الوفد مع السفير الإيراني في العراق كذلك، ما يثير شكوكاً حول الدور الذي تلعبه طهران في اليمن.
ولا تزال الزيارة تترك أسئلة كثيرة حول ما إذا كانت هناك أطراف سياسية ستلجأ إلى الحوثيين كورقة مساومة على قضايا أخرى، ودور شخصيات سياسية معروفة بالطائفية في استقبال الوفد الحوثي.
وكان الناطق باسم الحوثيين ورئيس وفدهم إلى مشاورات الكويت محمد عبد السلام قد قال إن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ورئيس الوزراء حيدر العبادي اعترفا بما يسمى "المجلس السياسي".
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMjIzIA== جزيرة ام اند امز