"نهاية عصر ميركل".. اليمين الألماني يصعد فوق رقاب اللاجئين
حركة البديل لألمانيا.. أكبر مهدد لمستقبل المستشارة الحديدية
بعد الهزيمة المريرة التي مني بها حزبها، أمس الأحد، أقرت رئيسة وزراء ألمانيا، المستشارة أنجيلا ميركل، بمسؤوليتها.
بعد الهزيمة المريرة التي مني بها حزبها الاتحاد الديموقراطي المسيحي، أمس الأحد، أقرت رئيسة وزراء ألمانيا المستشارة أنجيلا ميركل، بمسؤوليتها عن الخسارة في الانتخابات البرلمانية الجزئية التي جرت في مكلنبوررج-فوربومرن، المقاطعة الواقعة في ألمانيا الشيوعية سابقًا، والتي هي نفسها نائب عنها.
وخرج اليمين الشعبوي الذي تمثله حركة "البديل من أجل ألمانيا" منتصرًا في هذه الانتخابات المحلية؛ بسبب تركيز حملته على مهاجمة سياسة الانفتاح على اللاجئين التي تنتهجها المستشارة الألمانية الحديدية.
ومع تأكيدها مجددًا أن قرار فتح الأبواب أمام مليون طالب لجوء عام 2015 كان "جيدًا"، اعترفت ميركل بأنها "مسؤولة أيضًا" عن هزيمة حزبها.
وأضافت "يجب التفكير الآن حول ما يمكننا القيام به لاستعادة ثقة الألمان، وبطبيعة الحال، أولهم أنا"، مع اقتراب الانتخابات التشريعية التي ستجري في خريف العام 2017.
وتابعت، على هامش قمة العشرين في الصين، أن "مسالة اندماج اللاجئين وطرد الذين ليس مسموحًا لهم الإقامة سيلعبان دورًا مهمًا".
وحققت حركة "البديل من أجل ألمانيا" نتائج مدوية في هذه المقاطعة التي جددت برلمانها الإقليمي، مستفيدة من القلق حيال وصول مليون طالب لجوء والتعديات الجنسية العديدة خلال أعياد رأس السنة التي نسبت إلى مهاجرين، ووقوع اعتداءين في يوليو/ تموز أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنهما.
وكتبت "دير شبيجل" على موقعها: "كان الأمر أكثر من انتخابات إقليمية بسيطة كانت انتخابات حول ميركل: عاصفة احتجاجات في شمال شرق البلاد هبت بالاتحاد الديموقراطي المسيحي الذي وصل بعد حركة البديل لألمانيا، إنها هزيمة نكراء منيت بها المستشارة".
وتساءلت صحيفة "بيلد" الأكثر انتشارًا في ألمانيا: "كم صفعة يمكن لميركل بعد أن تتلقى".
وعززت حركة البديل لألمانيا موقعها؛ إذ باتت ممثلة في 9 من البرلمانات الإقليمية الـ16 بعد 3 سنوات على تأسيسها.
وقال الخبير في شؤون الحركة، سيباستيان فريدريك، إن "البديل من أجل ألمانيا "أصبح بصدد اكتساب تأثير مهم على المشهد السياسي ولم يعد بالإمكان فرض الائتلافات الحكومية وفقًا للطريقة السابقة".
وعلى المستوى الوطني، أظهر استطلاع أخير للرأي، أن الشعوبيين الألمان سجلوا 14% من نوايا الأصوات للاقتراع التشريعي أي أحرزوا تقدمًا بـ10 نقاط في الأشهر الـ12 التي أعقبت قرار ميركل فتح أبواب بلادها لطالبي اللجوء.
وإن لم تعلن ميركل بعد ترشحها لولاية رابعة، تهدف حركة البديل لألمانيا أن تهزم ميركل.
والإثنين، قالت بياتريكس فون شتورك، وهي من زعماء الحركة: "إنها بداية النهاية لميركل" معتبرة أن سياسة الحكومة "لا تتماشى مع تطلعات غالبية الألمان".
ومع ذلك، تبقى ميركل دون منافس جدي في حزبها، وبإمكانها الاتكال على ضعف الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يبدو ألا فرصة لديه للتقدم على حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي العام 2017.