"جوريا" يؤهل 1400 أردنية وسورية لتحسين أوضاعهن بـ"الصابون والتطريز"
"جوريا" مشروع يجري تنفيذه في الأردن لتدريب الأردنيات والسوريات على الاعتماد على أنفسهن، بمنحة من اليابان.. ماذا يجري؟ وما التفاصيل؟
"لا يوجد لديّ وظيفة وزوجي متقاعد، وهذا كله يزيد من أعباء العائلة، فلدي طفلان ومتطلبات مالية لا تنتهي، دوماً كنت أحلم أن أكون إنسانة منتجة ولدي شغف كبير بأن أشارك وأسهم في دخل الأسرة وإن كان هذا الدخل بسيطا، ولكنه يجسد فكرة التعاون ويوثق علاقتنا. تعلمت كيف أصنع الصابون الطبيعي، وأبيعه للجيران والأصدقاء.. وهكذا بدأت حكايتي".
وجدان القعاقعة البالغة من العمر 32 عاماً، هي سيدة من السيدات اللواتي انضممن لمشروع "جوريا" الذي ينفذ من قبل منظمة التعاون الدولي اليابانية "نيكود" في الأردن منذ عام 2014، تقول وجدان: "من الممكن أن تكون صناعة الصابون بالنسبة لنساء عديدات ليست بالأمر المجدي مالياً أو يستحق العناء، ولكنه بالنسبة لي جزء من ذاتي، عملت على تحقيقه والحمد لله وجدت دوماً الدعم النفسي من زوجي. لدي طفلان وأستطيع أن أنظم عملي بشكل لا يتعارض مع الاهتمام بهما. في هذا المشروع لم أتعلم فقط صناعة الصابون بل أصبحت مدربة، وأدرب الفتيات والسيدات اللواتي يرغبن بتعلم مثل هذه المهارات".
تضيف: "ومن خلال المشروع اختلطت مع فئات عمرية مختلفة، وأيضاً سيدات سوريات عملنا على تأهيلهن وإيجاد مصدر دخل لهن، فأنا أنتج ما يقارب 30 قطعة صابون أسبوعياً وأعمل على بيعها، ما يجعلني أحصل شهرياً على ما يقارب 100 دينار أردني، ويختلف هذا الدخل بحسب المبيعات. هذا الدخل الذي يعدا بسيطا بالنسبة لكثيرين، يمثل دخلا أساسيا لعائلتي ولا أستطيع التخلي عنه. فالناس تبحث عن كل ما هو طبيعي. فالصابون الذي يصنع في البيوت يعتمد على مواد طبيعية ويعالج الكثير من المشاكل كالجفاف وحبوب البشرة وغيره، بحسب نوع الأعشاب المستعمل".
مشروع "جوريا" لا يكتفي بتعليم السيدات مهارات صناعة الصابون، فهناك فنون كثيرة ومنها التطريز والكروشيه وغيره.
تبين حنان النجار، البالغة من العمر 42 عاماً، وهي مدرسة "الكروشيه" أن السوق بالرغم من أنه اعتمد بشكل أساسي على الماكينات والملابس الجاهزة، إلا أن فئة كبيرة من الناس ما زالت تبحث عن الملابس المطرزة المصنوعة يدويا، لأن لها طابعا مختلفا، وأنا أقوم بالتطريز والخياطة، وأسلم المنظمة إنتاجي من الحقائب إلى الشالات المطرزة، فتعمل على تسويقها لتمنحني دخلا جيدا لا يمكن نكرانه، فهذه القطع تستهوي السياح وتباع بسعر ليس بالبسيط كونها تستغرق وقتا ومشقة".
تردف حنان قائلة: "أعمل على تدريب الأردنيان والسوريات. ويبقى عليهن الجهد في المتابعة والتسويق الذاتي أحياناً. ومن الجيد أن يكون لدى المرأة مهارات تساعدها في الحياة الصعبة بدلا من انتظار مساعدة الآخرين لها ولعائلتها. فأنا عندي 5 أطفال وسعيدة بتعليم مهارات الكروشيه والتطريز، فهذا الفن قديم من أيام جداتنا ويجب المحافظة عليه، وبالطبع هناك مواسم للتطريز يزداد بها الطلبيات كوجود البازارات وأيضاً الأعياد، وبشكل عام يشكل الصيف نافذة اقتصادية جيدة، ومن ثم تمر مراحل هدوء تقل فيها الطلبيات، أحصل كمتوسط على 200 دينار وهذا الدخل متباين من شهر لآخر بحسب الطلبيات".
آمال الزيودي، المنسقة الإعلامية للمشروع، تؤكد أن الهدف من مشروع "جوريا" دمج الأردنيات والسوريات، وقد بدأ عام 2014 في محافظة الزرقاء. وأشارت إلى أن الجهة اليابانية المانحة هي "منتدى جابان بلات" وتساعد في توفير كل ما يلزم من متطلبات التدريب.
وأوضحت أن المشروع نجح حتى الآن في تدريب ما يقارب من 1400 امرأة كمتوسط منذ سنتين، ودعمهن إلى حين تمكنهن من الاعتماد على الذات.
وقالت إن المشروع لا يقتصر على التطريز والصابون فقط، فهناك مهارات متعددة يمكن تعلمها مثل الطهي الذي تتدرب عليه الآن 15 سيدة، ونسيج الصوف الذي تتدرب عليه 13 سيدة. وأضافت: "في كل دورة ينضم عدد محدد من السيدات لمدة شهر واحد، ولا توجد شروط محددة لقبولهن بالدروات، لكن المهم أن تكون هناك رغبة للتعلم وأيضاً حاجة ومن فئات عمرية مختلفة، فيتلقين التدريبات على يد مدربات لديهن خبرة عالية لمدة ساعتين أسبوعياً".
وتابعت: "حالياً نشارك بأسبوع عمان للتصميم لعرض منتجاتنا وفرصة للقاء كافة المصممين والتواصل وفتح علاقات مختلفة والاطلاع على التجارب الأخرى، وفي النهاية التعريف بالسيدات والحفاظ على هذه المهارات من الاندثار".
aXA6IDMuMTQ0LjIxLjIwNiA=
جزيرة ام اند امز