"إني أنا الشمس".. نصوص باتاي الفلسفية بالعربية

صدر عن دار "ألف ليلة وليلة" كتاب "إني أنا الشمس"، ويضم نصوصًا فلسفية لجورج باتاي، نقلها إلى العربية الشاعر محمد عيد إبراهيم.
أنا الفرحة قبل الموت.. في أعماق السماء، الفضاء الفقيد.. مطلع أحد أجمل نصوص الفرنسي جورج باتاي في كتابه "إني أنا الشمس" الذي صدر أخيرًا عن دار "ألف ليلة". ويضم الكتاب الذي ترجمه الشاعر محمد عيد إبراهيم، وصمم غلافه الفنان الجزائريّ زبير فارس، 23 مقالة مقسمة على 3 أجزاء؛ الأول: (رؤى متطرفة)، ويضم ترجمة (15) مقالة عن مراحله الفلسفية معبرة عن معظم أفكاره، وتجلياته عبر حياته، والثاني مقالة واحدة كتبها عن الماركيز دو ساد في كتابه (الأدب والشر)، أما الثالث فيضم (7) مقالات من كتابه (التجربة الداخلية)، وهي تأملات فلسفية عن الحب والحياة والضحك والذنب والشعر وعن نفسه أيضًا.
كما يضم الكتاب مقدمة طويلة عن حياته، وفلسفته، وكيف تطورت، كما يضم ترجمة لسيرته الذاتية كتبها بقلمه هو.
والمترجم المصري محمد عيد إبراهيم، هو شاعر له ثلاثة عشر ديوانًا من قبل، ويعد من أبرز رواد جيل السبعينيات الشعري في مصر، كما له منجز ثقافي كبير في مجال الترجمة؛ حيث أصدر قرابة سبعين كتابًا مترجمًا في كل مجالات المعرفة: شعرية ونقدية وروائية ومسرحية وغيرها...
جورج باتاي، فيلسوف فرنسي شهير، تأثر في كتاباته بنيتشه وبالنزعة السريالية، من أهم مؤلفاته "الشبقية" و"التجربة الباطنية"، وقد اهتم مترجم العمل بتحليل أعمال باتاي في أكثر من مناسبة قبل أن يقدم ترجمته تلك.
جورج باتاي(1897-1962) كاتب من العيار الثقيل الذي مر على مدارس عدة في الكتابة، منها الماركسية والسوريالية والعدمية والنيتشوية، وتفرد بعد ذلك بمدرسة تحمل سماته الخاصة؛ حيث تجد في كتاباته محطات في الفلسفة، والتاريخ، والأدب، والجماليات، والنقد، والاقتصاد، والسوسيولوجيا، وعلم النفس، والشعر، وحتى الصوفية، كاد أن يصبح كاهنًا في مطلع حياته ثمّ سرعان ما بدّل اختياره واتجه للكتابة، وكان صديقًا لأندريه بروتون وبول إليوار.
أما محمد عيد إبراهيم، فهو شاعر ومترجم مصري، ينتمي لجيل السبعينيات الشعريّ، أسس مع رفاقه الشعراء سلسلة "أصوات" الشعرية، ترجمت أشعاره إلى أكثر من لغة عالمية، وأنشأ سلسلة "آفاق الترجمة" في هيئة قصور الثقافة بمصر وعمل مديرًا لتحريرها ما يزيد على عامين أصدر فيها أربعة وخمسين عملًا فكريًا وإبداعيًا بترجمة نخبة من المصريين والعرب، كما عمل مديرًا تنفيذيًا على "المشروع القومي للترجمة" في المجلس الأعلى للثقافة، من دواوينه: فحم التماثيل، الملاك الأحمر، خضراء الله، السندباد الكافر، عيد النسّاج. من أبرز ترجماته الشعرية: قصائد حب "آن سكستون"، نهايات "ديريك والكوت"، الهايكو ورحلة حج بوذية يابانية، ديوان الشعر السويدي، جمهورية الوعي "مختارات شعرية"، النمر الآخر "أشعار بورخيس".
هنا نص مختار من الكتاب:
أنا الفرحة قبل الموت.
في أعماق السماء، الفضاء الفقيد
الفرحة قبل الموت:
كلّ شيء يتصدّع عميقًا.
أتصوّر الأرض دائخة بالسماء.
أتصوّر السماء تنسلّ وتضيع.
أستنفد نفسي من نفسي فأدمّرها
على الدوام، في حفل دمويّ كبير.
هذه لحظة موتي المتجمّدة.
تُعميني انفجارات بكلّ مكان.
فأضحك وأنا أرى عينيّ وراء
كلّ ما لم يدمّر نفسه بعد.