رئيسا برلماني ليبيا يلتقيان للمرة الأولى منذ بدء النزاع
تأجيل مراسم توقيع الاتفاق بين الفرقاء الليبيين إلى غد الخميس
رئيس البرلمان الليبي المعترف به دوليًّا عقيلة صالح، التقى رئيس البرلمان الموازي غير المعترف به نوري أبو سهمين في مالطا.
التقى رئيس البرلمان الليبي المعترف به دوليًّا عقيلة صالح، ورئيس البرلمان الموازي غير المعترف به نوري أبو سهمين في مالطا، يوم الثلاثاء، في أول اجتماع معلن بينهما منذ انقسام السلطة السياسية في هذا البلد قبل عام ونصف العام.
وعمد المسؤولان في مؤتمر صحفي أعقب اللقاء في مقر الحكومة المالطية في فاليتا، إلى التقليل من أهمية قيام أعضاء من البرلمانين بالتوقيع يوم الخميس على اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة، إذ أكدا أن هؤلاء الأعضاء ليسوا منتدبين عن طرفي النزاع.
وبثت وسائل إعلام ليبية بينها قناة "النبأ" مشاهد لعقيلة صالح ونوري أبو سهمين وهما يتصافحان إلى جانب أعضاء في البرلمان المعترف به ومقره مدينة طبرق في شرق ليبيا، والمؤتمر الوطني العام، الهيئة التشريعية لسلطات طرابلس.
وقالت إن اللقاء المفاجئ استضافته فاليتا الثلاثاء.
وهذا أول لقاء معلن بين صالح وأبو سهمين منذ الاشتباكات التي شهدتها طرابلس صيف العام 2014 .
وقال أبو سهمين في المؤتمر الصحفي: "لا أحد يختلف مع الآخر داخل ليبيا على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع وأن كل ما يخالفها يُعَدُّ باطلًا، ولا أحد يتردد في معالجة التطرف والإرهاب والغلو، ولا أحد منا يتردد في مكافحة الهجرة غير الشرعية".
وأعلن أنه توصل مع صالح خلال اجتماع بينهما إلى "آلية سريعة لعقد اجتماعات من خلال لجان تبدأ من يوم غد (الأربعاء) لمعالجة أوجه الخلاف والاختلافات"، مشددًا على أنهما "حريصان على الإسراع والاستعجال في تشكيل حكومة توافق وطني بإرادة الليبيين".
ومن المفترض أن يوقع أعضاء في البرلمان المعترف به وأعضاء في المؤتمر الوطني العام، البرلمان الموازي في طرابلس، اتفاق سلام برعاية الامم المتحدة، الخميس، في الصخيرات في المغرب، علمًا بأن الموعد المحدد سابقًا كان الأربعاء.
لكن مصدرًا دبلوماسيًّا في الرباط قال، أمس الثلاثاء: إنه "تم الاتفاق عقب اجتماع مع السفراء العرب في وزارة الخارجية المغربية، على إقامة حفل التوقيع صباح الخميس، في حضور عدد من وزراء الخارجية".
وأوضح متحدث باسم البعثة الأممية من أجل الدعم في ليبيا (يونسميل) أن التأجيل حتى الخميس "مرتبط بأمور لوجيستية تتعلق بالنقل ووصول الوفود كلها" إلى الصخيرات.
وينص الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود مرحلة انتقالية تمتد لعامين وتنتهي بإجراء انتخابات تشريعية.
وكانت بعثة الأمم المتحدة قررت المضي بتوقيع الاتفاق رغم معارضة أبو سهمين وأعضاء آخرين في المؤتمر العام، إضافة إلى نواب قريبين من عقيلة صالح.
وفي هذا السياق، قال صالح في المؤتمر الصحفي: "لا يوجد شخص مخول بالتوقيع نيابة عن مجلس النواب وأيضًا عن المؤتمر الوطني العام حتى هذه اللحظة".
وأضاف: "نحن نطلب من بعثة الأمم المتحدة أن تؤجل النظر في أسماء الحكومة" التي اقترحتها البعثة السابقة "حتى يكون هناك توافق حقيقي بين أفراد الشعب الليبي وحتى أن تكون الحكومة نابعة من إرادة الشعب الليبي".
كما رأى أبو سهمين أن "الاستعجال بالإعلان عن حكومة وتحديد رئيسها دون مراعاتها التمثيل الصحيح والفاعل؛ يجعل من ذلك سببًا في تفاقم المشاكل".
ويدعو المعارضون لاتفاق الأمم المتحدة وعلى رأسهم صالح وأبو سهمين إلى اعتماد "إعلان مبادئ" بديل توصل إليه وفدان من البرلمانين في تونس قبل عشرة أيام، ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال أسبوعين من تاريخ اعتماده في البرلمانين بعد إخضاعه للتصويت.
لكن الأمم المتحدة ومعها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول عربية اجتمعت في روما، الأحد، تصر على أن الاتفاق الذي ترعاه المنظمة الأممية هو "السبيل الوحيد" لإنهاء النزاع في ليبيا.