مدارس اليمن ثكنات عسكرية للحوثيين وسجون لمعارضيهم
إلغاء للامتحانات وتزوير وابتزاز وجبايات ورعب نفسي
الحرب تدمر كل شيء وتغيّر معالم البلاد ومؤسساتها التربوية والاجتماعية والاقتصادية.
الحرب تدمر كل شيء وتغيّر معالم البلاد ومؤسساتها التربوية والاجتماعية والاقتصادية. هنا في اليمن، مئات المدارس لم تعد تؤدي وظيفتها التربوية، بل كسبت صفات عسكرية جديدة بعد أن حوّلتها المليشيات الحوثية وأنصار الرئيس السابق إلى ثكنات عسكرية تستوطنها الدبابات والأسلحة الثقيلة أو مقار أمنية أو سجون لاحتجاز معارضيها..
وكشف تقرير صادر عن "مركز الدراسات والإعلام التربوي" عن "وجود قرابة ألف مدرسة بمحافظة تعز غير جاهزة لبداية عام دراسي جديد". وتشير مصادر تربوية إلى أن 70 بالمائة من إجمالي المدارس اليمنية أغلقت قبل نهاية العام الدراسي بسبب الأحداث باليمن. وأدت الفوضى التي تعيشها الوزارات والمؤسسات اليمنية إثر سيطرة مليشيات الحوثي، إلى تأخر بدء العام الدراسي شهرين إلى الآن. ذلك على الرغم أن بعض المدارس الحكومية فتحت أبوابها في العاصمة صنعاء، إلا أن الأهل لا يزالون متخوفين من إرسال أبنائهم للدراسة بسبب الوضع الأمني المنفلت والخوف من استهداف المدارس.
المدارس مأوى النازحين
وفي محافظة تعز يبدو أن قطاع التعليم أكثر تضرراً من المحافظات الأخرى، نظراً لما تعرضت له المدارس من تدمير ولاستمرار الحرب القائمة هناك والقصف العشوائي الذي تشنه مليشيات الحوثي على الأحياء السكنية.
ورأى "مركز الدراسات والإعلام التربوي" أن "أكثر من 160 مدرسة في تعز تعرضت للانتهاك بينها 60 مدرسة تعرضت للقصف المباشر وتضررت بشكل كلي أو جزئي، و62 مدرسة تستخدم مراكز لإيواء النازحين، و38 مدرسة تستخدم لأعمال عسكرية. وأشار إلى أن 92 من مدارس مدينة تعز لم تستكمل نتائج امتحانات طلاب النقل للعام الدراسي الماضي 2014- 2015م وتوصلها إلى الإدارات التعليمية في المديريات أو المحافظة".
وكانت وزارة التربية قد أجّلت الامتحانات الرسمية لطلبة الشهادتين المتوسطة والثانوية في سبع مديريات بمحافظة تعز ضمن المديريات، لعدم توفر الأجواء الآمنة وهي: شرعب السلام، مشرعة وحدنان، صبر الموادم، التعزية، المظفر، القاهرة وصالة. ويمثل طلاب هذه المديريات نسبة خمسين في المئة من إجمالي طلاب المحافظة المتقدمين للامتحانات ذاتها. وتشير أرقام المصادر التربوية إلى أن عدد الطلاب المتقدمين للامتحانات في مديريات المدينة الثلاث، القاهرة، المظفر وصالة لا يقل عن 23 ألف طالب وطالبة يمثلون 24% من إجمالي الطلاب المتقدمين بالمحافظة للامتحانات ذاتها، ونصفهم طالبات.
مراكز للجبايات الامتحانية
وقال مركز الدراسات والإعلام التربوي في تقريره الثاني حول امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية إن أعمال العنف والنزاعات المسلحة التي تشهدها بعض المحافظات اليمنية تسببت بحرمان أكثر من 150 ألف طالب وطالبة من أداء امتحاناتهم، نحو 50 ألف طالب منهم في تعز.
وحذر التقرير من النتائج غير الدقيقة للامتحانات التي تُجرى في ظل غياب تام للجان الأمنية وضعف في أعداد وكفاءة المراقبين وعدم توحد نماذج الامتحانات. وسهّل كل هذا وقوع مخالفات جسيمة وصلت إلى 4732 انتهاكاً منها 1861 في امتحانات الشهادة الأساسية، وقد تنوعت الانتهاكات بين ممارسة غش جماعي وانتحال شخصية وغش فردي واقتحام مراكز بالسلاح والجمهرة.
وأكد التقرير تراجع مستوى شفافية الوزارة ممثلة باللجنة العليا للامتحانات ولجانها الفرعية وامتنعت عن اطلاع الرأي العام على المخالفات والانتهاكات التي تصاحب عملية الامتحانات. وكشف التقرير عن تعرض بعض الطلبة لعملية ابتزاز وجبايات مالية من قبل رؤساء اللجان الامتحانية مقابل تسليمهم أرقام إثبات الشخصية (أرقام الجلوس)، وقد تراوحت المبالغ المفروضة على الطلبة في بعض مراكز محافظة تعز ما بين 1500-3000 ريال على الطالب الواحد، وهو أمر مخالف للوائح وتشريعات وتعميمات الوزارة.
وأوضح التقرير أن الأوضاع الأمنية وما صاحب عملية الامتحانات من قصف عنيف للطيران على العاصمة صنعاء عرّض الطلبة لحالة هلع ورعب وجعلهم يغادرون قاعات الامتحانات في الدقائق الأولى، فضلاً عن عدم قدرة بعض الطلبة من الوصول إلى مراكزهم جراء القصف العنيف، حيث بلغت نسبة الغياب في أحد مراكز العاصمة صنعاء إلى 20%، كما أدت الأوضاع الأمنية إلى توقف مراكز عن الامتحانات منها مركزان في مديرية المخا بتعز.
تعيش اليمن كل هذه المآسي التربوية التي تهدد مستقبلها ومستقبل أولادها وتراجع مستواهم التعليمي ونوعيتها، إذ تشير المعلومات أيضاً إلى أن الحوثيين استبدلوا المنهج الدارسي المعتمد، بمنهج دراسي جديد يروّج لأفكارهم المتطرفة ويحرض على الدول العربية والخليجية ويروج لقصص قادتهم الذين سقطوا في السنوات الخمس الماضية مثل حسين الحوثي شقيق زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.
كذلك أكدت تقارير محلية أن المليشيات أجبرت الطلاب القاصرين على مغادرة صفوف الدراسة والالتحاق بجبهات القتال. أما "جائزة" هؤلاء، فهي شهادة تعليمية يتلقونها من دون امتحانات تقيمية، بل كـ"تقدير" لمشاركتهم في القتال.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4yNTAg جزيرة ام اند امز