لقاء السيسي وبن سلمان .. تقارب بشأن سوريا وتعزيز المشاركة بالتحالف الإسلامي

نتائج اجتماع الرئيس المصري وولي ولي العهد السعودي أسفرت عن تثمين جهود المملكة لتوحيد المعارضة السورية.

 أسفر الاجتماع التنسيقي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تزامن مع انضمام القاهرة إلى "التحالف الإسلامي العسكري" الذي أعلنته الرياض أمس الأول، عن نتائج تعكس مواقفهما في عدد من القضايا المُشتركة في مقدمتها الأزمة السورية واليمنية، وذلك بحسب ما قال مسؤولون سعوديون ومصريون سابقون لـ"بواية العين".

المستشار السابق للمملكة العربية السعودية، ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية بمدينة جدة، أنور عشقي، يقول في تصريحات لـ"بوابة العين"، إن هذا اللقاء تطرق بشكل رئيسي إلى القضية السورية والأزمة اليمنية لتوحيد المواقف بين كلا البلدين تجاه كلتا القضيتين.

وأضاف أن النتائج النهائية للاجتماع المغلق أسفرت عن دعم مصر للموقف السعودي في الأزمة السورية، وتثمين جهودها لتوحيد المعارضة السورية المعتدلة، والاتفاق على جميع نتائج مرحلة المفاوضات بين وفدي المعارضة السورية ونظام بشار الأسد برعاية السعودية.

وأكد عشقي، الذي شغل مستشار الأمن القومي السعودي لرئيس المخابرات السابق الأمير بندر بن سلطان، والمُقرب من دوائر الحكم السعودية، كذلك أن السيسي تعهد لـ"بن سلمان" على دعم السعودية في حربها المفتوحة أمام الحوثيين باليمن، وتعزيز المُشاركة العسكرية المصرية في التحالف العسكري الإسلامي الذي تقوده الرياض، ودعم القوات العربية في المواجهات في اليمن.

وكشف عشقي أن "بن سلمان" سعى في هذا اللقاء لتقريب وجهات النظر بين تركيا ومصر حيال عدد من القضايا المُشتركة وتذويب الخلافات القائمة بينهما.

حديث "عشقي" عن تطابق بين وجهتي النظر المصرية والسعودية حيال الأزمة السورية كنتائج للاجتماع المُشترك، أكدته كذلك مصادر رئاسية مصرية لـ"بوابة العين"، والتي ذكرت أن السيسي صدق لـ"بن سلمان" على النتائج النهائية لمرحلة المفاوضات بين وفدي المعارضة والحكومة السورية تحت رعاية سعودية، وكذلك دعم القوات العربية في الحرب المفتوحة أمام المتمردين الحوثيين في اليمن بتعزيزات عسكرية مصرية.

وأضاف "عشقي" أن السيسي نقل لولي ولي العهد مخاطر الجماعات الجهادية على وحدة الدول العربية ضاربًا المثل بتنظيم الإخوان المسلمين، كأحد أبرز هذه التنظيمات التي سعت خلال فترة وجودها في الحكم إلى تمزيق صفوف المصريين، وضرورة مواجهة هذه التنظيمات.

وذكر "عشقي" أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز نقل رسالة دعم مع نجله للسيسي تتمثل في تعهد السعودية تقديم مساعدات بقيمة مليار و500 مليون دولار، وودائع دولارية بنفس المبلغ، وحصول مصر على ودائع دولارية بقيمة مليار و500 مليون دولار.

وكان العاهل السعودي قد أصدر توجيهات، بزيادة استثمارات المملكة في مصر لتتجاوز 30 مليار ريال (8 مليارات دولار)، بجانب تزويد مصر باحتياجاتها من المنتجات النفطية لمدة خمس سنوات، تبدأ من يناير 2016.

حسب البيانات الصادرة عن الجمعية السعودية المصرية لرجال الأعمال أغسطس الماضي، فإن الاستثمارات السعودية في مصر تقدر بنحو 5.3 مليار دولار.

من جانبه، أكد فتحي الشاذلي، سفير مصر السابق لدى السعودية، لـ"بوابة العين" أن اللقاء المُشترك بين السيسي و بن سلمان هو بداية لرسم خريطة الشرق الأوسط من جديد في شكل التحالفات بين البلدين وتوحيد المواقف في القضايا السياسية الكبرى، موضحًا أن هذا اللقاء دليل على أن علاقة الدولتين "تكافل استراتيجي" ولا يستطيع أي منهما الاستغناء عن الآخر.

وتوقَّع الشاذلي أن يُترجم هذا الدعم الاقتصادي من السعودية لمصر إلى مرحلة من التفاهمات والتسويات في القضايا السياسية المُشتركة بين البلدين خصوصًا في الأزمة السورية، وبلورة دور واضح لمصر في التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده السعودية.

هاني جنينة، رئيس قسم البحوث بشركة فاروس القابضة للاستثمارات المالية في مصر، يوضح في تصريحات لـ"بوابة العين" أثر هذه المنح السعودية في الاحتياطي النقدي الأجنبي لمصر.

وقال إن استعداد السعودية للشراء المباشر من سوق السندات والأذون المحلية بالعملة المحلية، سيجعل السعودية تستبدل الريال السعودي بالجنيه المصري من البنك المركزي لتوفير القدرة الشرائية لها لشراء سندات وأذون محلية من الحكومة المصرية، بسعر فائدة يصل إلى 13%، ما سيؤدي لزيادة الاحتياط النقدي الأجنبي المصري، ومحاولة إنقاذه من حالة التراجع الكبير له.

وأضاف جنينة أن قرار السعودية بتوفير احتياجات مصر من البترول خلال الـ5 سنوات المقبلة تعني أن حال عجز مصر عن توفير العملة الصعبة لاستيراد منتجات الوقود، ستغطي المملكة هذا العجز، وتتولى توفير هذه المنتجات مقابل تسهيل ائتماني على الهيئة العامة للبترول؛ أي قروض غير مُباشرة.