"رالي داكار".. والتهديدات الإرهابية التي غيرت تاريخ السباق
تجذب سباقات السيارات الشهيرة والمعروفة باسم "رالي داكار" اهتمام محبي السيارات حول العالم
تجذب سباقات السيارات الشهيرة والمعروفة باسم "رالي داكار" اهتمام محبي السيارات حول العالم، وأيضًا في المنطقة العربية خاصة بعد الإنجازات التي حققها المتسابق القطري ناصر العطية أوائل، وآخرها الظفر بلقب أخر نسخة من السباق في يناير 2015.
هذا السباق خرج إلي النور عام 1978، تحت مسمى (سباق باريس/ داكار) حيث كان ينطلق من العاصمة الفرنسية "باريس" حتى "داكار" عاصمة السنغال، مع مسار مختلف سنويًّا، لكنه دائمًا ينتهي في العاصمة السنغالية.
العام 2008 كان نقطة تحول لهذا السباق؛ إذ أنه وبالنظر للتهديدات الإرهابية التي تلقاها مشاركون فيه خاصة في مسار موريتانيا نحو العاصمة "دكار"، اتخذ قرارًا بإلغائه بناءً على الأوضاع الأمنية، خاصة بعد مقتل عدد من السياح الفرنسيين في موريتانيا.
وبعد مناقشات طويلة بين المسؤولين عن المنافسات، تم الاستقرار على أن تنقل نسخة 2009 لتقام في أمريكا الجنوبية وبالتحديد في الأرجنتين وعاصمتها "بيونس ايرس".
وعلى الرغم من انتقال السباق من قارة إفريقيا، فإنه احتفظ بتسميته، رغم تكرار المطالبة بتغيير الاسم طالما أن مساره لم يعد ينتهي في السنغال، وذلك مثلما جاء على لسان يوسو ندور وزير الثقافة السنغالي، والذي قال في تصريح شهير عام 2013: "يجب أن يعود الرالي إلى إفريقيا، وإذا لم يتم ذلك، فعلى المنظمين أن يتخلوا عن اسم السباق.. المنظمون أحرار في أن يقيموه في أي مكان يريدون، بشرط ألا يحتفظوا بالتسمية ويحصلوا على أموال الدعاية".
يقام الرالي في طرق صحراوية وعرة للغاية تكون تضاريسها صعبة تتراوح ما بين الأراضي الطينية والجبال الصخرية والكثبان الرملية، وهو ما يجعل المنافسين يخوضون المنافسات بمعدات مجهزة خصيصًا لهذه الطرق.
ومع ذلك، فإن أغلب المتسابقين يكونون من الهواة بنسبة قد تصل غلي 80 %، بينما البقية ينتمون إلي فئة المحترفين، وهو ما يزيد من إثارة هذا السباق، لاسيما أن مدة السباق تصل إلى 14 يومًا، وتختلف مسافة كل يوم وقد تصل إلى 900 كيلومترًا في اليوم الواحد.
"رالي دكار" يتكون من أربعة أقسام، وهم قسم السيارات، والدراجات، والدراجات البخارية والشاحنات، وتحاول الشركات المشاركة بهذه الأقسام الاستفادة من هذا السباق بغرض عرض منتجاتهم، وتحسين بعض الأمور التي يظهر أنها تحتاج للتطوير بمعداتهم.
الدليل على أهمية "رالي دكار" هو اهتمام أكثر من 190 دولة بمتابعته يومًا بيوم من خلال تقرير مدته 26 دقيقة، يحرص منظمو السباق على إعداد طوال أيام السباق، للحديث عن تطوراته اليومية، ويستخدمون لتصويره أحدث وسائل النقل التليفزيوني، بالإضافة إلى 4 طائرات مروحية "هليكوبتر" مزودة بأقوى الكاميرات مختصة بنقل المنافسات.