الطائفة اللاتينية تشكل إحدى طوائف الأقليات التي تتوزع على لبنان ضمن أطيافه الدينية المتنوعة والتي تتجسد في 19 طائفة مسيحية ومسلمة.
تشكل الطائفة اللاتينية إحدى طوائف الأقليات التي تتوزع على لبنان ضمن أطيافه الدينية المتنوعة، والتي تتجسد في 19 طائفة مسيحية ومسلمة.
ويعتبر اللاتين أنفسهم مضطهدين ولم ينالوا حقهم في التمثيل السياسي في لبنان شأنهم شأن كافة الأقليات المسيحية، رغم أنهم قدموا الكثير للبنان والعالم العربي من الناحية الثقافية والتربوية، ومسيرتهم مع الطب والتربية بدأت منذ مئات السنين.
واللاتين طائفة كاثوليكية تتبع بابا الفاتيكان، ويعود تأسيسها في المنطقة العربية إلى فترة الحروب الصليبية، فالصليبيون الذين قدموا إلى العالم الإسلامي من أوروبا بدءاً من عام 489هـ (1095م) وحتى عام 690هـ (1291م) وضعوا البذرة لهذه الطائفة ورعوها، وخاصة في فلسطين، التي رزحت تحت حكم الصليبيين سنوات طويلة.
ويقع مقر هذه الطائفة في مدينة القدس، وتمثلها "كنيسة القدس للاّتين" التي تشرف على فلسطين والأردن وقبرص، وهي واحدة من 13 كنيسة مسيحية في القـدس منفصلة بعضها عن بعض، وتتبع المذاهب الكاثوليكيـة والأرثوذكسـية والبروتسـتانتية.
وجاء اللاتين إلى لبنان عام 1336 عندما تمركزوا في حاريصا في دير مار أنطونيوس، وكانت لهم غاية مزدوجة وهي من جهة الاهتمام بالتجار الأوروبيين المقيمين في المرافئ اللبنانية، ومن جهة ثانية العمل مع الموارنة في قرى الجبل.
وأسسوا مراكز لهم في إهدن وصيدا وصور وحلب ودمشق وغيرها.
وعلى عتبة الحرب العالمية الأولى وصل عدد المؤسسات الرهبانية اللاتينية العاملة على الأراضي اللبنانية إلى سبع للرجال ( بلغوا 14 عام 1981) وإحدى عشرة للراهبات ( بلغوا 31 عام 1981).
وخلال القرن التاسع عشر، تكونت الطائفة اللاتينية في لبنان، وتنظمت في عدد من الرعايا أدارها الكبوشيون والفرنسيسكان في طرابلس وصيدا وصور، ومعظم أبناء هذه الرعية من الأجانب الغربيين.
المزيج اللاتيني
اللاتين في لبنان هم مزيج من:
- عائلات فلسطينية هجرت من الأراضي المقدسة واستقرت في لبنان بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، حصل البعض منهم على الجنسية اللبنانية ، أما البعض الآخر فلا تزال جنسيته قيد الدرس.
- عائلات غربية استقرت في لبنان بعد الحرب العالمية الأولى ، وازداد عددها إبان الانتداب الفرنسي وحتى الاستقلال.
- عائلات أتت من سورية ومنها من أصل أرمني أيضا.
- المغتربون الآسيويون والإفريقيون الذين بدؤوا بالتوافد إلى لبنان كيد عاملة منذ ما يقارب الأربعين عاما أو أكثر.
- عائلات مارونية أصبحت لاتينية منذ عام 1892.
خدماتهم الطبية
عمل اللاتين على الحرف اليدوية لتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي حيث دربوا عام 1879 خمسين عاملا في حرف النجارة والحدادة والطباعة والتجليد.
وفي مكتبتهم عدد من كتب الطب والصيدلة إضافة إلى المؤلفات اللاهوتية، وقدم الرهبان خدماتهم الطبية لمختلف المواطنين داخل الأديرة ، وكثيرا ما كان علماء الدين الإسلامي يطلبون العلاج على يد الرهبان الأطباء.
وتمكن أحد الرهبان من تركيب دواء لعلاج الجروح والتقرحات، والدواء مكون من أربعين مادة، وقد ذكره أحد الكتب على أنه من الأدوية الفريدة والناجعة، كذلك ظهرت خدمات الرهبان الطبية أثناء انتشار الطاعون في فلسطين.
ويتحدث رفيق بازرجي -رئيس الرابطة اللاتينية في لبنان- عن وضع أبناء الطائفة في لبنان والذين يبلغ عددهم أكثر من 17 ألف نسمة، ويتوزعون في كافة المناطق اللبنانية وخصوصا في بعبدات وبيروت وحريصا وصور وقرية ديرميماس الجنوبية.
وأبرز العائلات في هذه الطائفة: آل كفتاغو، إسكندر، سعد، منصور، كتانة، بوشي، موريتي، سبيللا، غنطوس، سيستو، الداية، فتيشيتي، وريشا.
ويعمل اللاتين في كافة القطاعات فمنهم المصرفيون ومنهم رجال الأعمال وأصحاب الشركات.
وتعد الطائفة اللاتينية ثاني أكبر طائفة في الأقليات.
ويقول بازرجي: "يريدون أن يسموننا أقليات، ولكننا مشرقيون ولسنا أقليات، مع العلم أن عدد الأقليات أصبح 100 ألف نسمة، فأكبر طائفة في الأقليات هم السريان، وأعتقد أن عددهم ناهز الـ 23 ألف نسمة وهم من الكاثوليك والأرثوذكس، في حين أن اللاتين هم كاثوليك فقط".
وتمتلك الطائفة اللاتينية عددا "من المراكز الثقافية والتربوية والصحية أبرزها مدارس الفرير، المون لاسال، الجمهور، الناصرة، الكرمليين وعينطورة، إضافة إلى مستشفى دير الصليب وأوتيل ديو، ويقول بازرجي: اللاتين كانوا من أكثر الجماعات التي أسست مراكز للتعليم في لبنان، وهي لا تزال حتى الآن وتشكل النخبة بين المدارس.
اضطهاد وتفجيرات
تأسست الرابطة اللاتينية عام 1967 وهي جمعية خيرية، ولكن بعد الحرب الأهلية توقفت نشاطاتها وتحولت بعدها من جمعية خيرية إلى رابطة تقوم بنشاطات متنوعة.
وتجدر الإشارة إلى أنه مر على لبنان سفراء من دول أجنبية ينتمون إلى الطائفة اللاتينية، أمثال فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.
وفيما يتعلق بالنشاطات التي جرى العمل عليها مؤخرا، يقول بازرجي: "عملنا على تأسيس مستوصف صحي، لأن همنا يتمحور حول كل مسيحيي المشرق وليس لبنان فقط، فنحن نشهد على ما يتعرض له المسيحيون في البلدان العربية من اضطهاد وتفجير للكنائس، لذا نأمل أن ننهض في لبنان ونكون يدا واحدة حتى يستعيد المسيحي دوره في لبنان، لأن الأزمات السياسية التي مر بها لبنان من المفترض أن توحد الجميع في صف واحد.
ويضيف: "حقوقنا مهدورة كطائفة لاتينية، والدليل على ذلك أن أحد أبناء الطائفة حول مذهب ابنه إلى أرثوذكس لأنه يريد أن يدخل في السلك العسكري ليصبح ضابطا" ، لأنه غير مسموح للأقليات إلا بضابط واحد، مدير الجمارك كان من الطائفة وكلنا عندنا سفراء وموظفون درجة أولى ، ولكن تدريجيا" سلب حقنا لأنه مثلما يقول المثل اللبناني الشائع "الولد اللي ما بيبكي إمو ما بتطعميه".
وعن التمثيل السياسي للطائفة، يقول: "النائب نبيل دو فريج يمثلنا ولكن يفترض أن يكون هناك ممثلا في مجلس النواب لكل طائفة من الأقليات ليكون مرجعا" لها.
وأبرز الشخصيات الفنية من الطائفة اللاتينية هي الفنانة سميرة توفيق، ولكن هذه المعلومات ليست دقيقة.
يشار إلى أن العادات والتقاليد لدى اللاتين تشبه تلك التي تمارسها الطائفة المارونية.
ويستخدم اللاتين اللغة اللاتينية ويستخدمونها أحيانا في قداديسهم التي تتميز باستخدام موسيقى الجاز.
وتتوزع الكنائس اللاتينية السبعة على ستة أقضية:
- كنيستان في قضاء بيروت
- كنيسة في قضاء البقاع
- كنيسة في قضاء طرابلس
- كنيستان في قضاء المتن
- كنيسة في قضاء مرجعيون