حولت سيدة أردنية منزلها إلى ملجأ لإيواء 200 قطة، وهي الهواية التي أنستها العمل والزواج، لأنها تشعر معها بسعادة كبيرة
غابت السيدة الأردنية "أم ميسون" عن المنزل فترة طويلة، بسبب مرضها وتواجدها في المستشفى، وفي أثناء هذا الغياب، شعرت ابنتها "ميسون" أن القطة الضريرة المتعلقة بأمها مرضت أيضاً ولم تعد تأكل الكميات المعتادة من الطعام، وعند عودة الأم للمنزل تبدل كل شىء واستقبلتها القطة، كما تستقبل الطفلة أمها، بالأحضان والترحيب.
لم تستطع ميسون نسيان هذا المشهد، الذي حول اهتماماتها نحو هواية غريبة، وهي إيواء القطط والاهتمام بها، حتى صارت تأوي في منزلها وحده 200 قطة.
وتقول ميسون لبوابة العين : "هذه الهواية أحرص عليها منذ ما يقارب الـ (20) عاماً ، بالرغم أن الأصدقاء والأقارب رفضوها بشكل قاطع، بحجة أن القطط تجلب الأمراض، وتحتاج إلى نظافة كثيرة، إلا أن هذه المبررات والأقاويل لم تمنعني من ممارستها".
وتبلغ "ميسون " من العمر (43) عاماً، ولا تعمل بأي وظيفة سوى الاعتناء بالقطط، بحسب وصفها، والغريب أنها لم تكن تحب القطط، ولكن مشهد استقبال القطة لوالدتها، إضافة إلى رؤيتها أحد الجيران، وهو يحاول التخلص من القطط، رميا من مكان مرتفع، كل ذلك خلق لديها رغبة في هذه الهواية.
وتضيف: "لا أستطيع أن أنسى مواء القطط في اللحظات الأخيرة قبل إلقائها، لقد استطعت معالجة قطتين وعاشوا لدي (19) عاماً".
من أين تجمع قططها؟
وتقوم ميسون يوميا بجولة في الطرقات السريعة لجمع القطط، وأصبحت معروفة في منطقتها، ومن يرد أن يتخلى عن قطة يرسلها لها، وهناك من يجلبون لها قطتهم أثناء سفرهم، ويدفعون خمسة دنانير يوميا.
ووفرت السيدة الأردنية مساحة مجهزة لأعداد القطط لديها، وتقول: "جهزت مساحة (200) متر للقطط ووضعت بها الحاضنات، والسجاد حتى لا تشعر القطط بالبرد، والكثير من اللعب حتى لا تمل".
وإلى جانب هذه المساحة ينام في غرفتها وحدها 23 قطة، وهي الحالات الخاصة التي تحتاج رعاية، كأن تكون مصابة بعمى أو بأمراض ناتجة عن الدهس وغيرها.
وتعترف "ميسون" بأن رعاية القطط مكلف كثيراً، فالطعام والادوية لا تتوفر بأسعار رمزية، وتقول: "بالرغم من ذلك، لن أتخلى عن هذه الهواية، فالعناية ب (200) قطة شهريا يكلف (2000) دينار، وحاولت مناشدة عدة جهات لمساعدتي إلا أنني لم أجد ردا حقيقيا".
وتنفق "ميسون" على القطط من خلال إعلانها بشكل دوري بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي عن تقديم خدمات لأي منزل به قطة، من حيث تنظيفها بالاستحمام، وفحص حالتها الصحية، وتوفير حاضنات خاصة للتزواج لمن يرغب بتزويج قطته مقابل (50) ديناراً، وهذا المبلغ يساعدها على شراء لقاحات التطعيم والطعام للقطط التي لديها.
سعادتي مع القطط
وفضلت "ميسون" البقاء مع القطط على الزواج والعمل بتخصصها (الجرافيك ديزاين)، وتقول عن ذلك : "التواجد مع قططي يمنحني السعادة، وبالرغم من أنني أستيقظ من الساعة السابعة صباحا لأحضر الطعام وأنظف التراب وأعقم المكان، وفي المساء أعود لوضع الطعام، إلا أن كل هذا المجهود بالنسبة لي ممتع".
وتوفر السيدة الأردنية خدمة التبني، بعد أن وجدت طلبا من البعض عليها، لكنها وضعت شروطا له، وتقول: "بعد أن اكتشفت أن بعض الأشخاص يأخذون القطة من عندي ويهملونها بسبب انشغالهم، وضعت شرط دفع (35) ديناراً للقاحات التطعيم، حتى تبقى صحة القطة جيدة".
ومثل علاقة الأم بأبنائها، تعشق ميسون كل قططها، لكن هناك قطة لها مكانة خاصة، وتقول عنها: "هي قطة ضريرة اسمها (زيزفونة)، تشعر بي عندما أكون سعيدة أو حزينة".
وتعيش هذه القطة مع ميسون منذ فترة طويلة، وتضيف: "القطط تعيش أعمارا طويلة إن وجدت رعاية خاصة، حتى إن بعضها يصل عمره إلى ما يقارب ربع القرن".
aXA6IDMuMTQxLjM1LjI3IA== جزيرة ام اند امز