"واشنطن بوست": عصابات الشوارع والمحتالين .. جيل جديد لـ"داعش"
يبني جيشًا من الموالين من أوروبا
حذَّرت صحيفة "واشنطن بوست" من وجود ارتباط وثيق بين الإرهاب والعصابات الإجرامية، بالنظر إلى أن بعض الإرهابيين لديهم سوابق إجرامية.
حذَّرت صحيفة "واشنطن بوست" من وجود ارتباط وثيق بين الإرهاب والعصابات الإجرامية، بالنظر إلى أن بعض الذين ينشطون في شبكات وخلايا إرهابية، لديهم سوابق إجرامية.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس، تسلط الضوء بشدة على صعود جيل جديد من الجهاديين، يزيل الخط الفاصل بين الجريمة المنظمة والتطرف، وذلك باستخدام مهارات صقلت في خرق القانون في خدمة التطرف العنيف.
وأوضحت أن التنظيم يبني جيشًا من الموالين من أوروبا، يضم عددًا متزايدًا من عصابات الشوارع والمحتالين السابقين، حيث تتطور طبيعة التطرف في عهد الخلافة التي أعلنها.
وأشارت إلى أنه بدلًا من التخلي عن حياة الجريمة، يستغل بعض الأتباع مواهبهم غير المشروعة لتمويل عصابات تجنيد، وتكاليف سفر للمقاتلين الأجانب، حتى أن خلفياتهم التي تتيح لهم الحصول بسهولة على النقود والأسلحة، تشكل نوعًا جديدًا من التحدي للسلطات الأوروبية.
وضربت مثلًا بالعقل المدبر لهجمات باريس الأخيرة، القيادي "عبد الحميد أباعود" (28 عامًا)، لافتة إلى أنه قبل أن يصبح زعيمًا للشبكة التي شنَّت الهجمات الإرهابية الشهر الماضي، كان مرتبطًا بتشكيل عصابي من اللصوص المتطرفين يقودهم رجل يلقب بـ"سانتا كلوز" (بابا نويل).
واستهدفت العصابة -التي تضم شبابًا يستعدون للسفر للقتال في سوريا والعراق- محطات قطارات، وسرقت أمتعة سياح ومتاجر، في عمليات تشكل جنحًا صغيرة في خدمة "داعش"، وفقًا لما تقوله السلطات.
وصرح مسؤولون بأن نشاط شبكة "أبا عود" الإرهابية، تختلف كليًّا عن جرائم النشل والقتل والسرقة التي يقوم بها في بروكسل، ولم تنفذ أية هجمات جماعية في أوروبا لكن بدلًا من ذلك، كانت تقوم بتجنيد المقاتلين وتمويل عبورهم إلى الشرق الأوسط.
ولفتت إلى أن العديد ممن شاركوا في هجمات باريس، لهم سجل إجرامي، أمثال إبراهيم عبد السلام، الذي فجَّر نفسه يوم 13 نوفمبر الماضي، وشقيقه صلاح عبد السلام، الذي لا تزال السلطات الأمنية تبحث عنه، حيث يديران مقهى في بروكسل، سبق أن قامت الشرطة بإغلاقه بتهمة "تهريب المخدرات".
وارتأت أن الصورة التي تظهر الآن لمؤامرات داعش في أوروبا، تختلف عن تطور تنظيم القاعدة، الذي اعتمد اعتمادًا كبيرًا في سنواته الأولى على مجندين أتقياء ظاهريًّا، ورعاة أجانب أثرياء.
وفي المقابل، بعض الموالين للدولة الإسلامية يستخدمون مواهبهم غير المشروعة لتمويل تجنيد عصابات والسفر إلى معاقل، مما يشكل نوعًا جديدًا من التحدي للسلطات.
على جانب آخر، كشف مصدر مسؤول فرنسي مطلع على التحقيقات في هجمات باريس، أنه تم العثور على آثار مخدر "كبتاجون"، وهو مزيج من المنشطات، أظهرتها تحاليل الحامض النووي لأشلاء منفذي هجمات باريس، رغم تحريم الإسلام تناول المخدرات والكحوليات.
ونقلت الصحيفة عن محمد محمود محمدو، نائب مدير مركز جنيف للسياسات الأمنية قوله: إن "هذا الارتباط بعالم الجريمة لم يكن أمرًا واردا مع جماعة أسامة بن لادن. كان هناك تمسك بأصول الدين داخل الإرهاب".
واختتمت الصحيفة بالقول: إن السجون الأوروبية شكَّلت مرتعًا خصبًا للمتطرفين طيلة سنوات، لا سيما في بلجيكا وفرنسا، إلا أنه في الآونة الأخيرة، أصبحت خيوط الإجرام والتطرف أكثر تداخلًا وتشابكًا، وكأنهما وجهان لعملة واحدة.
aXA6IDUyLjE0LjExMC4xNzEg جزيرة ام اند امز