3 «خطوط حمراء» في جعبة نتنياهو خلال زيارة أمريكا.. ومخاوف من «مشهد زيلينسكي»
كشفت صحيفة إسرائيلية، الجمعة، عن أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحمل خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية الشهر الجاري 3 خطوط حمراء، ولكن من دون ضمان أن تقبلها واشنطن.
واعتبرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن "اجتماع مارالاغو (مقر ترامب في ولاية فلوريدا) سيُحدد ما إذا كانت إسرائيل ستتحكم بالسياسة في غزة أم ستصبح طرفاً ثانوياً".
وأشارت إلى أن "نتنياهو ينتظر اللقاء بترقب شديد".
وقالت: "يتشكل شعورٌ مقلق في إسرائيل: هذه المرة، لن ينتظره ترامب بعناق دافئ وصورة لحديقة غنّاء، بل بحزمة مطالب ضخمة".
وذكرت أن ترامب سيوجه لنتنياهو سؤالا واحدا "بأدبٍ حازم: هل أنت موافق، أم أنت المشكلة؟ هذا هو المعنى الحقيقي للخوف في دائرة نتنياهو من أن "ترامب يُخطط لجعله (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي": ليس التخلي عنه، بل تحويله إلى من يُعرقل "السلام الكبير" في غزة - إذا أصرّ على مطالبه".
وقالت: "في التاسع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول، سيجتمع الزعيمان وجهاً لوجه في منتجع مارالاغو. رسمياً، يتضمن جدول الأعمال: الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب لغزة - إنشاء قوة متعددة الجنسيات، ونزع سلاح حماس، وإعادة تأهيل المدنيين".
وأضافت: "عملياً، سيُحدد هذا الاجتماع ما إذا كانت إسرائيل لا تزال تُمسك بزمام سياستها، أم أنها أصبحت مجرد طرف آخر في عملية دولية تُدار من الدوحة وأنقرة وواشنطن".
وتابعت: "ما يُقلق إسرائيل بشدة هو أن الموقف الأمريكي خلال الشهرين الماضيين بشأن نقطتين أساسيتين - الوجود التركي في قوة الاستقرار وترتيب العمليات ضد حماس - قد انحرف عن الموقف الإسرائيلي".
وأردفت: "عندما اعتمد مجلس الأمن خطة ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني، كان التفاهم السائد في إسرائيل واضحاً: ستتمتع إسرائيل فعلياً بحق النقض (الفيتو) على تشكيل القوة متعددة الجنسيات. لا تريدون الأتراك؟ لن يكون هناك أتراك".
واستدركت: "أما الآن، فالأمريكيون يتحدثون بشكل مختلف. يُلمّح توم باراك، كبير مبعوثي الرئيس، علنًا إلى ضرورة انضمام تركيا، تحديدًا لما تمتلكه من قدرات عسكرية وقنوات اتصال في غزة".
وذكرت بهذا الشأن أنه "بعبارة أخرى، ما تعتبره إسرائيل تهديدًا يُقدّم في واشنطن على أنه ميزة. لم يعد الأمر مسألة تكتيكية، بل هو تآكل لمبدأ: من اعتبار تركيا خطًا أحمر إسرائيليًا إلى اعتبارها مزودًا شرعيًا للخدمات "في اليوم التالي".
وقالت: "الوضع مختلف، ولكنه مشابه، فيما يتعلق بنزع سلاح حماس. يُصرّح نتنياهو مرارًا وتكرارًا، علنًا وسرًا، بأن الانتقال الكامل إلى المرحلة الثانية يبدأ من نقطة واحدة فقط: تفكيك بنية حماس التحتية، كل شيء آخر، وخاصة إعادة الإعمار، يجب أن يأتي لاحقًا. فقط بعد أن تُلقي حماس أسلحتها - "بالطريقة الصحيحة أو الصعبة"، كما وصفها نتنياهو في خطاباته الأخيرة".
واستدركت: "لكن في الرؤية الأمريكية المُحدّثة، لم يعد نزع السلاح شرطًا نهائيًا للانفتاح، بل هدفًا ضمن العملية. حيث أكد سفير الأمم المتحدة، مايك والز، الذي زار إسرائيل مؤخرًا، ضرورة رحيل حماس، وتحدث في الوقت نفسه عن إنشاء سلطة مدنية وقوة لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار".
وقالت: "في غضون ذلك، يتزايد الضغط على إسرائيل للمضي قدمًا في المراحل الأخرى، حتى في غياب جدول زمني واضح لتفكيك الجناح العسكري بالكامل. وهنا تحديدًا تبرز الدوحة. فقطر لا تخفي نيتها "دفع إسرائيل إلى المرحلة الثانية"، وتستفيد من التفويض الإقليمي الذي حصلت عليه ونفوذها الشخصي على ترامب".
وأضافت: "أما تركيا، فتسعى إلى ترسيخ مكانتها كطرف قادر على الحوار مع الجميع - الأمريكيين، وحماس، والمصريين - وبذلك تضمن لنفسها وجودًا في غزة. ترامب يستمع جيدًا لكلا الطرفين".
وأردفت: "إلى جانب ذلك، يعمل الأمريكيون على بناء آلية تُمكّنهم من الضغط على الزر حتى دون موافقة إسرائيلية كاملة: تعيين جنرال أمريكي برتبة لواء لقيادة القوة الدولية، وإنشاء "مجلس سلام" برئاسة ترامب لإدارة الأموال والمشاريع والإشراف".
وفسرت أن هذا يعني أنه "دون وجود جندي أمريكي واحد على الأرض، ولكن مع سيطرة أمريكية شبه كاملة على مسار إعادة الإعمار. بمجرد وضع هذا الإطار، سيكون السؤال الذي ستوجهه لنتنياهو في ميامي بسيطًا: هل تنضمون باختياركم، أم أنكم تُوصَمون بعرقلة التقدم؟".
وأشارت في هذا الصدد إلى أنه "يصل نتنياهو إلى هناك بثلاثة خطوط حمراء: لا وجود للأتراك في قوة الاستقرار، ولا إعادة إعمار قبل نزع سلاح حماس، ولا انسحاب إسرائيلي يسمح لحماس بإعادة بناء نفسها".
ولكنها قالت: "يريد الرئيس ترامب أن يغادر الاجتماع بشيء مختلف: جداول زمنية، وقائمة بالدول المشاركة - بما فيها تركيا إن أمكن - وصيغة أكثر مرونة لنزع السلاح، هدف ملزم ولكنه ليس عائقًا تلقائيًا".
وأضافت: "هناك فجوة متزايدة بين هاتين المجموعتين من التوقعات".
وتابعت: "في هذا الواقع، لا يعني "صنع بيبي زيلينسكي" تحويله إلى ضحية، بل دفعه إلى موقف يُصوَّر فيه كل رفضٍ منه على أنه رفضٌ غير مسؤول، ويُنظر إلى كل تحفظٍ مبدئي على أنه تأخيرٌ في "اتفاقٍ تاريخي".
وأردفت في وصف النهاية المتوقعة للقاء القادم: "صورةٌ مبتسمة على عشب مارالاغو، وتصريحٌ غامض حول "تقدمٍ ملحوظ في المرحلة الثانية"، وتلميحٌ إلى "شراكاتٍ إقليمية جديدة" - ونتنياهو صامتٌ، أو متلعثم، إلى جانب رئيس الولايات المتحدة الذي يُحدد للرأي العام الأمريكي والعالمي من هو المؤيد ومن هو المعارض".
وتابعت: "السؤال هو: هل سيكون رئيس الوزراء قائدا مستعدا لدفع ثمنٍ سياسي مقابل الرفض، أم كشخص يأمل في البقاء لفترةٍ أطول، حتى لو كان ذلك على حساب التخلي التدريجي عن السيطرة الإسرائيلية على القرارات المصيرية في غزة؟ هناك، وليس في أي صياغة رسمية لخطة ترامب، سيتم تحديد من المسؤول عن القصة - ومن يقوم فقط بشرح ما وافق عليه بأثر رجعي".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز