واشنطن تسابق الزمن لتسريع المرحلة الثانية في غزة.. وفجوات تهدد الاتفاق
تسعى واشنطن إلى دفع خطة وقف إطلاق النار في غزة إلى المرحلة الثانية، وسط تمسك إسرائيل بموقفها وتعقيدات تتعلق بتفكيك سلاح حماس.
وفي هذا الصدد، قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن الرئيس دونالد ترامب يستعد لتحريك المرحلة التالية من خطة وقف إطلاق النار.
ومع ذلك، لا تزال نقاط حاسمة في الاتفاق الذي تم التواصل له في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، غير محددة، في ظل تشديد إسرائيل قبضتها العسكرية على القطاع المنكوب.
ومع عودة جميع الرهائن القتلى باستثناء واحد، الذين كانوا محتجزين في غزة، وتساؤلات حول قدرة حماس على تحديد مكان الرفات المتبقية، تقترب المرحلة الأولى من الخطة المكونة من 20 بندا من الاكتمال.
ووسط مخاوف دولية من انهيار وقف إطلاق النار الذي مضى عليه شهران، يعتزم ترامب الانتقال إلى المرحلة الثانية الأكثر تعقيدا من الاتفاق، والتي تشمل: نزع سلاح حماس، وبدء إعادة الإعمار، وإرساء حكم ما بعد الحرب في غزة، عبر إنشاء “مجلس السلام” بقيادته وبمشاركة قادة عالميين.
وقال ترامب في البيت الأبيض يوم الأربعاء: "سيكون هذا المجلس من أروع المجالس على الإطلاق. الجميع يتمنى الانضمام إليه".
فجوات كبيرة
ورغم تأييد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العلني للاتفاق، لا تزال هناك فجوات كبيرة بين واشنطن وتل أبيب، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في شبكة "سي إن إن".
ولفتت الشبكة إلى أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة للانتقال سريعا إلى المرحلة التالية، لكن إسرائيل تشترط عودة رفات الرهينة الأخير لإتمام أي خطوات جوهرية.
كما أن إسرائيل تقاوم الجهود الأمريكية لحل الأزمة مع مجموعة من مسلحي حماس العالقين في أنفاق داخل الخط الخط الأصفر جنوبي قطاع غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي لـ"سي إن إن": "جزء كبير من المرحلة الثانية لا يزال مفتوحا للتأويل، وهو أمر يُعد في الشرق الأوسط إيجابيا وسلبيا في آن واحد".
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، حذر رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى جانب مصر والنرويج، من أن وقف إطلاق النار يمر بـ"لحظة حرجة"، في ظل سعي الوسطاء لإحراز تقدم.
وقال آل ثاني في منتدى الدوحة يوم السبت: "لم نصل إلى اتفاق بعد، لذا ما فعلناه هو مجرد وقف مؤقت".
وبينما تستعد إدارة ترامب لبدء إعادة تأهيل وإعادة إعمار القطاع، لا تزال إسرائيل تركز على نزع سلاح حماس وتجريد غزة من السلاح، وهو عنصر أساسي في الاتفاق، لكنه يفتقر إلى مسار واضح للمضي قدما.
وفي هذا الصدد، أوضح مسؤول إسرائيلي للشبكة الأمريكية أن "السؤال هو ما إذا كانت حماس ستبقى هناك في هذه الأثناء، وهذا كل ما في الأمر، وسنعتاد على ذلك ونقبله".
وأضاف المسؤول أن ترامب يريد أن يرى تقدما قبل زيارة نتنياهو إلى مارالاغو، مقر إقامته الخاص في فلوريدا، نهاية الشهر الجاري.
اللمسات الأخيرة
من جهته، كشف مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة لا تزال تعمل على وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل رئيسية قبل الإعلان المحتمل عن المرحلة الثانية، بما في ذلك تشكيل قوة الأمن الدولية المنصوص عليها في الخطة، ومجلس السلام الذي سيشرف على إدارة غزة.
وبعد شهرين من بدء سريان وقف إطلاق النار، تعرضت الهدنة للاختبار مرارا وتكرارا، حيث تبادلت حماس وإسرائيل الاتهامات بانتهاك الاتفاق.
هدنة هشة واتهامات متبادلة
ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، قُتل نحو 400 فلسطيني على يد الجيش الإسرائيلي منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في أكتوبر/تشرين الأول.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة من جنوده قُتلوا على يد عناصر حماس خلال الفترة نفسها.
واتهمت منظمات حقوق الإنسان إسرائيل بعدم الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بتدفق المساعدات الإنسانية ومنع وصول الإمدادات الأساسية، كالخيام، إلى القطاع.
ويوم الأحد، صرّح رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، بأن قواته ستبقى على "الخط الأصفر" داخل غزة، الذي انسحبت إليه بموجب الهدنة، واصفا الحدود بأنها "خط حدودي جديد، بمثابة خط دفاعي متقدم لمجتمعاتنا وخط للعمليات".
ويحتل الجيش الإسرائيلي أكثر من نصف قطاع غزة، لكنه مُلزم بالانسحاب الكامل في المراحل اللاحقة من الاتفاق.
وبموجب الاتفاق، يُحظر على إسرائيل احتلال القطاع أو ضمه بشكل دائم.
وفي الوقت نفسه، ضغطت الولايات المتحدة على إسرائيل لفتح معبر رفح بين غزة ومصر، الذي كان من المفترض أن يُستأنف العمل به بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز