"حجاب" يُعرض في نيويورك.. فيلم يتخطى حدود الأفراد
عُرض الفيلم الإماراتي "حجاب"- الذي سبق لـ"العين" أن أجرت مقابلة مع نهلة الفهد المشاركة في إخراجه- في أمريكا، ونال إعجاب النقاد
عُرض الفيلم الوثائقي الإماراتي "حجاب" الذي سبق لـ"بوابة العين" أن نشرت مقابلة مع إحدى مخرجيه الثلاث، نهلة الفهد على هامش "مهرجان دبي السينمائي"، في دور سينما فيلاج في منهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية. ويتناول الفيلم في 78 دقيقة قضية غطاء الرأس للمرأة وأسباب الإقبال عليه ومبررات عدم ارتدائه.
الفيلم، الذي نال جائزة أفضل فيلم وثائقي في المهرجان السينمائي الدولي في جاكرتا في إندونيسيا، فكرة الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، شارك في إخراجه ثلاثة مخرجين، هم: السوري مازن الخيرات والإماراتية نهلة الفهد والبريطاني أوفيديو سالازار. ويعد الأخير من أشهر مخرجي الأفلام الوثائقية.
وقد حصد الفيلم اهتمام الإعلاميين والنقاد، وكتب العديد منهم عن الفيلم بعد عرضه في نيويورك، فرأت الناقدة السينمائية ميلاني فوتاو "من بين نقاط القوة التي يتميز بها هذا الفيلم أنه لا يفرض رأياً محدداً على المُشاهد، فجميع وجهات النظر مُرحَّب بها في أي وقت. وخلال أحداث الفيلم الوثائقي، الذي يأخذنا في رحلة إلى مجموعة متنوعة من الدول التي يسود فيها الدين الإسلامي، إضافة إلى أماكن أخرى يمثل فيها المسلمون قلة قليلة، تتحدث النساء عن حجاب الرأس بشكل فردي وجماعي. فبعض هؤلاء النساء وُلدن مسلمات وبعضهن الآخر اعتنقن الإسلام فيما بعد".
أما بن كينيغسبرغ الصحافي في جريدة "نيويورك تايمز" فذكر أن "الفيلم يتخطى حدود الأفراد لاستكشاف المفاهيم السائدة في المجتمع حول الحجاب. وقال "وفي الوقت الذي لا نلمس فيه أيَّ شكوكٍ تُغَيِّر التوقعات، تظهر إحدى السيدات اللائي يرتدين الحجاب وهي تمارس الفنون القتالية". وأضاف "بفضل موضوع النقاش الذي تدور حوله الأحداث يُعد فيلم "حجاب" مثيراً للاهتمام على نحوٍ يفوق كثيراً العديد من الأفلام الوثائقية الأخرى التي تتناول هذه القضية".
وكتبت الناقدة السينمائية جينفر ميرين "الفيلم يقتفي أثر تقليد ارتداء الحجاب منذ العصور القديمة حتى الوقت الحاضر في الثقافات المختلفة حول العالم. وأن الجانب التاريخي الذي يشتمل عليه الفيلم يعد مثيرا للاهتمام شأنه شأن التعليق الخاص بكيفية تأثير الحجاب في العلاقات بين النساء والرجال". وقالت "خلال مقابلاتٍ شخصيةٍ مصورةٍ بعدسة الكاميرا، يتحدث أكاديميون ورجال دين عن معنى الحجاب، موضحين أنه يُستخدم لإخفاء وحماية روح المرأة وعقلها وجسدها. وتتحدث مسلمات العصر الحديث اللاتي يعشن في الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية ولندن وباريس إضافة إلى مجموعة واسعة من الأماكن الأخرى عن الشعور بالراحة الذي يمنحه لهن ارتداء الحجاب، وعن أسباب ارتدائه وكيفية استجابة الأخريات لهذه الممارسة التي تقتضي تغطية الرأس".
وبرأي ميرين أنه "بالرغم من أن الفيلم يتناول المناظرات السياسية والثقافية الخاصة بارتداء الحجاب، مبيناً بوضوح شديد أن الحجاب قد أصبح مؤشراً يستهدف المرأة المسلمة ويُعَرِّضها للتمييز العنصري، إلا أنه في واقع الأمر لا يقدم آراء المسلمات والنساء الأخريات اللاتي يشعرن بأن الحجاب عبء ثقيل. يُعد "حجاب" فيلماً شديد الصلة بقضية الحجاب، وخاصة في خضم المناخ السياسي السائد اليوم وفي ظل تزايد الشعور بالخوف من الدين الإسلامي. وبينما يتناول الفيلم إحدى القضايا المثيرة للقلق على المستويين العملي والرمزي كان من الأفضل والأكثر قدرة على الإقناع فيما يتعلق بالنساء، أن يطرح الفيلم رأياً أكثر توازناً".
وتجدر الإشارة إلى أنه تم تصوير "حجاب" في تسع دول بثلاث قارات وهي: بريطانيا، فرنسا، هولندا، الدنمارك، تركيا، مصر، سوريا، المغرب، الإمارات. ويتضمن الفيلم مقابلات مع شخصيات عدة في أوروبا والشرق الأوسط، والتي تناقش أسبابها لاختيار ارتداء أو عدم ارتداء الحجاب.
كما يتضمن آراء العديد من العلماء والمختصين البارزين تحدثوا عن الحجاب من الجانب التاريخي والديني في الأديان السماوية الثلاثة وكذلك الجانب الثقافي، بالإضافة إلى طرح آراء السياسيين ووجهات نظرهم حول الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا الرمز المتعلق في مفهوم الناس بالمجتمع الإسلامي.