خبراء لـ"العين": كلمة الملك سلمان بالشورى ترسم سياسة السعودية في 2016
قالوا إن المملكة تدعو إلى الأمن والاستقرار في العالم
خبراء سياسيون واقتصاديون قالوا إن كلمة الملك سلمان بافتتاح دورة مجلس الشورى ترسم سياسة السعودية الداخلية والخارجية والاقتصادية لـ 2016
قال خبراء سياسيون واقتصاديون سعوديون إن كلمة الملك سلمان بن عبد العزيز في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى بالرياض ترسم سياسة السعودية الداخلية والخارجية والاقتصادية خلال عام 2016.
وعبّر رئيس المجلس الدكتور عبدالله آل الشيخ باسمه ونيابة عن أعضاء المجلس في كلمةٍ له عن سعادتهم بتشريف خادم الحرمين الشريفين لمجلس الشورى، وإلقاء الخطاب الملكي السنوي، مؤكدًا أن البلاد تعيش صورة نادرة من التلاحم بين القيادة والشعب أثمرت أمناً واستقراراً ورخاءً ونماءً.
وأشاد بالقرارات السياسية الإصلاحية والتنموية والإدارية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين منذ توليه مقاليد الحكم، والتي كان من بينها تكوين تحالف يضم 34 دولة إسلامية لمكافحة الإرهاب، ورسوم الأراضي البيضاء والتي ستسهم في تقليل تكلفة الحصول على المسكن الملائم خاصة لذوي الدخل الحدود، ومشروع النظام تمت دراسته في المجلس وإنجازه خلال ثلاثين يوماً حسب التوجيه الكريم.
وقال آل الشيخ في تصريحات صحفية، لا تزال القضية الفلسطينية تحتل محوراً مهماً في سياسة المملكة، مؤكدا مواصلة المملكة قيادة وشعبا في نصرة قضايا الأمة وإخراج الشعب السوري من أزمته.
وتابع: عاصفة الحزم بقيادة المملكة جاءت لنصرة الحكومة الشرعية في اليمن الشقيق، مقدما تحية تقدير للجنود المرابطين الذين يخوضون غمار المعارك نصرة للحق والعدل، وأوضح خلال كلمته أن المجلس عقد خلال السنة الشورية الماضية (٧١) جلسة أصدر خلالها (١٢٦) قراراً.
من جهته قال د. زهير الحارثي عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى لبوابة "العين" الإخبارية: إن كلمة خادم الحرمين طرحت رؤية لحل السياسة الداخلية والخارجية للمملكة، وكان يدور محورها الأساسي الإنسان تنميته.
وأضاف الحارثي: خطاب الملك يؤكد أن المسيرة التنموية للمواطن ستستمر وما يحتاج إليه هو الهدف الأساسي للحكومة، وبهذا يتضح للجميع سياسة المملكة التي تدعو إلى تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد وفي العالم وتسعى لتوحيد الصفوف".
وتابع "مشروع التحالف العسكري الإسلامي يؤكد توجه المملكة في مواجهة ومكافحة الإرهاب وبالتالي فهي تؤكد موقفها كدولة لها ثقل عربي وعمق إسلامي ورسالة دينية روحانية، ويؤكد أن المملكة تسير على نهج المؤسس ومن بعده إخوانه الملوك الراحلين وأبنائه إلى عهد الملك سلمان، وبالتالي هذا يعزز معنى الأمن والاستقرار في البلاد".
وأضاف الحارثي "أن أهم الملامح السياسية للمملكة التي تتضح من هذا الخطاب أنها لا تتدخل في شؤون الآخرين ولكنها لا تسمح لأي أحد كان في التدخل في شؤونها الداخلية وهي مع الانفتاح والتسامح والتعايش مع دول العالم مع عدم الانعزال، ومع التواصل مع دول العالم".
من جانب آخر علق الخبير الاقتصادي عضو مجلس الشورى د. فهد جمعة لـ"العين"، بأن ما قاله الملك يعني أن هدف التنمية هو الإنسان السعودي بمعنى أن ما تبذله السعودية من جهود وأموال هو لخدمة المواطن السعودي، ومن خلال ذلك سوف تقوم الدولة دائما بتحقيق أهداف التنمية المتوازنة وتقديم جميع الدعم للقطاع الخاص لتكون مشاركته فاعلة في الاقتصاد السعودي، وبناء على ذلك سوف تستمر الدعوة في دعم التعليم والصحة والبنية التحتية.
وأشار إلى أن كل هذه الأوامر من الملك سلمان ستؤدي للتنمية المستدامة من أجل تعظيم رفاهية المواطن السعودي اقتصاديا واجتماعيا، كذلك نحن نعلم أن التنمية المتوازنة يجب أن تتوفر لها بيئة مستقرة وآمنة، وهذه متوفرة في البيئة السعودية والحكومة مستمرة في توفير واستتباب الأمن والاستقرار للمواطنين والوطن بأكمله.
وقال المستشار المالي والاقتصادي د. عمر زهير لـ"العين": خطاب الملك سلمان اليوم يرسم خطوطا عريضة جدا للسياسة الاقتصادية والاجتماعية في المملكة لكل الإدارات والوزارات المختصة بالشأن الخدماتي المقدم للمواطنين، ويبشر بتنمية مستدامة تحقق مصالح الوطن والمواطن.
وتطرق الملك سلمان في كلمته اليوم إلى عدة ملفات خارجية أبرزها اليمن وسوريا التي حمّل نظام الحالي مسؤولية انتشار الإرهاب في بلاده، وأسباب تشكيل التحالف الإسلامي العسكري، وعرج إلى قضايا الاقتصاد والتي أكد خلالها حرص المملكة على تنويع مصادر الدخل بدلا من الاعتماد على النفط وذلك من خلال خلق مناخ جاذب للمستثمرين.
وقال الملك سلمان "نحن عاقدون العزم بحول الله وقوته على دعم وتعزيز قدرات أجهزتنا الأمنية بكل الوسائل والأجهزة الحديثة التي تمكنهم من أداء مهامهم ومسؤولياتهم على أكمل وجه وهي مصدر فخرنا واعتزازنا".
وتابع "لا يخفى أن محاربة الإرهاب والتصدي له واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه مسؤولية دولية مشتركة، فخطره محدق بالجميع، ومن هذا المنطلق جاء تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة، وتأسيس مركز عمليات مشتركة بمدينة الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب".