خطة كروية من أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية

بعض الظرفاء يقولون إن رابان وخطته الدفاعية ثقيلة الظل أحد الأسباب التي أدت لاندلاع الحرب العالمية الثانية

أغلب من يعرفون الخطة الدفاعية الأشهر في تاريخ كرة القدم التي يطلق عليها الكاتناتشيو يربطونها بمعلومتين خاطئتين؛ أحدهما أنها خطة إيطالية وهي لم تكن يومًا كذلك، وكل ما يربطها بالطليان أن فريق انتر ميلان الشهير أبرز من طبقها وجنى بفضلها إنجازات نادرة في تاريخه.

المعلومة الثانية أن هيلينو هيريرا -مدرب الانتر الشهير، أرجنتيني الجنسية- هو أول من طبقها، بينما الحقيقة أن هناك من سبقه للفكرة نفسها، وهي الدفاع الضاغط وخنق المساحات أمام مهاجمي الفريق المنافس، وكان ذلك الرجل هو النمساوي كارل رابان.

لجأ رابان إلى تطبيق الخطة التي أطلق عليها وقتها "فيرّو" عندما تولى تدريب فريق سيرفيت جنيف السويسري المتواضع عام 1931، ووجد أنه من المستحيل عليه مواجهة منافسيه الذين يمتلكون لاعبين أكثر كفاءة بالطرق الهجومية نفسها المعتادة، فلجأ إلى تكتيك جديد يعتمد فيه خطة نظرية (1-4-2-2-1) التي تعتمد على خط دفاعي من 4 لاعبين يلعبون بأسلوب الرقابة اللصيقة وخلفهم ظهير "ليبرو" أمام حارس المرمى مباشرة.

وفي المقدمة خط وسط مكون من لاعبين في القلب مع جناحين يتقدمان للأمام وفي الأمام مهاجم وحيد.

تتحول الخطة عند الهجوم إلى 4-1-2-2-1 بتقدم الليبرو أمام خط الدفاع ليقوم بدور صانع اللعب.

بعض الظرفاء يقولون إن رابان وخطته الدفاعية ثقيلة الظل أحد الأسباب التي أدت لاندلاع الحرب العالمية الثانية، فقد نجح المدرب النمساوي -الذي كانت بلاده في ذلك الوقت تعاني ويلات "البلطجة" الألمانية في أراضيها- في قيادة منتخب سويسرا الذي تولى تدريبه للفوز على منتخب ألمانيا النازية بنتيجة قاسية 4-2، وأقصاه من الدور الأول لمونديال 1938 الذي كان يقام بطريقة خروج المغلوب.

وتسببت الهزيمة في إشعال ثورة غضب الفوهرر هتلر، الذي كان يمني نفسه بتحقيق انتصار رياضي يحمل نكهة سياسية، بالطرق الشرعية أو غير الشرعية، لدرجة أنه قبل البطولة ألغى منتخب النمسا تمامًا وضم أفضل 6 لاعبين فيه للمنتخب الألماني.

عودة إلى تفاصيل خطة الفيرّو؛ حيث يحتاج التطبيق الناجح لها إلى عدة مستلزمات، أولها وجود ليبرو يمتلك مهارات كروية عالية ورؤية جيدة للملعب؛ لأن دوره محوري في نقل اللعب من الحالة الدفاعية للهجومية.

الجزء الثاني وجود جناحين يمتلكان سرعة كبيرة للتحول في وقت قياسي إلى نصف ملعب الفريق المنافس، واستقبال تمريرات الليبرو الطولية خلف المدافعين.