لاعبون انتشلتهم كرة القدم من الفقر المدقع إلى النجومية الطاغية
وحدها كرة القدم كانت السبب وراء تحولات غير عادية في حياة الكثير من البشر وثمة لاعبون الأفضل في العالم حاليًا عاشوا في صغرهم حياة بائسة
لم يكن يخطر في بال أحدهم أن يقلب القدر مصيره، ويغير من حياته إلى الأبد، وأن تكون الموهبة التي منحها الله لهم بمثابة تذكرة العبور إلى جنة الحياة، وهبة من الخالق تحولهم إلى الحياة الرغيدة، التي ستنسيهم آهاتٍ كثيرة، لطالما تلوعوا بها، واكتووا بنارها.
من فقر مدقع إلى غنىً فاحش، من بؤس وشقاء، إلى رفاهية ورغد عيش، ومن مصير مجهول ومستقبل ضائع، إلى دائرة ضخمة من الأضواء اللامعة والشهرة الواسعة، سبب كل هذا التغيير كانت فقط كرة القدم، التي انتشلت هؤلاء الأشخاص المعدومين وعائلاتهم، من ضنك البحث عن مجرد لقمة مستساغة، إلى بهو أكثر الفنادق بذخًا في العالم.
"بوابة العين" ترصد في هذا التقرير أبرز نجوم الكرة العالمية، الذين انتشلتهم الساحرة من الفقر المدقع إلى الأضواء والشهرة.
ماسح سيارات.. يتحول إلى أيقونة
أليكسس سانشيز
تحول بفضل موهبته من مجرد ماسح لزجاج السيارات، إلى نجم يعتبر من الأفضل في العالم حالياً، إنه أحد اللاعبين الأكثر شهرة وموهبة، والشخصية الأبرز في بلاده تشيلي، بعد أن انضم لفريق برشلونة الإسباني، محققاً معه عدة بطولات، كانت أكبر أحلامه مجرد متابعتها على التلفاز.
أصبح سانشيز الذي نشأ في أسرة فقيرة جدًّا من أصحاب الملايين، وبطلاً قوميًّا في بلاده بعدما قاد منتخب "لاروخا" للتتويج ببطولة "كوبا أمريكا" قبل عدة أشهر.
نشأ سانشيز وسط عائلة تقبع في غياهب الفقر، فاضطر إلى العمل كماسح للسيارات، بعد أن أجبره والده على الابتعاد عن العائلة والمنزل بحثًا عن الرزق، ليعمل في أحد مناجم الفحم، وكان الخجل يدب في أوصاله، ويحاول الاختباء حينما كان يشاهد أمه وهي تعمل كمنظفة في إحدى المدارس المحلية.
سانشيز قال: إنه عندما كان صغيرًا اجتهد في عمله كماسح لزجاج السيارات من أجل توفير ثمن حذاء لممارسة معشوقته كرة القدم، مؤكدًا أنه أصر على النجاح والانتصار من أجل مساعدة عائلته، وتعويضها عن حياة البؤس التي كانت تعيشها.
بدأ سانشيز حياته الرياضية مع نادي كوبوريلولا المحلي عام (2006)، وبرز معه بشكل لافت محرزاً (12) هدفاً في موسم واحد، ليصطاده أحد الكشافة، الذي نقله إلى أودينيزي الإيطالي، الذي أعاره لفترتين، ليعود معه للتألق مجدداً، مساهماً في صعوده للدوري الأوروبي، للمرة الأولى في تاريخ النادي.
بعد ذلك انتقل إلى برشلونة مقابل (26) مليون يورو، ليشارك نجوم برشلونة وعلى رأسهم ميسي في إحراز الأهداف مع الفريق الكتالوني، لينتقل بعدها إلى آرسنال الإنجليزي في رحلة بحث جديدة عن مزيد من الانجازات.
من سوق السمك إلى هداف برشلونة
صامويل إيتو
لم يتوقع أحد أن يصبح مجرد طفل بائع للسمك هدافاً لنادي برشلونة الإسباني، إنه صامويل إيتو الذي ولد في الكاميرون، التي تعد من أفقر البلدان الأفريقية، بعد الحياة البائسة في بلاده أضحى إيتو أحد أبرز اللاعبين في تاريخ أفريقيا، ووصل إلى أن يكون صاحب الراتب الشهري الأعلى في العالم.
بدأ إيتو حياته في أسرة فقيرة جدًّا، ولكن كشافي المواهب الأوروبيين -الذين يعتبرون تلك القارة الفقيرة منجمًا للاعبين- منحوه بطاقة ذهبية بعد أن أعجبوا بموهبته، التي تابعوها في ناديه المحلي يونيون دوالا، وتحصلوا له على فرصة للاختبار في نادي ريال مدريد الإسباني.
ورغم أن إيتو لم يبدأ كما يتمنى مع الريال أكثر أندية العالم قوة، وتنقل بين أندية إسبانيول، وليجانيس من دوري الدرجة الثانية، إلا أنه نجح بشكل باهر مع "برشلونة" الغريم التقليدي لمدريد، وبعد تألقه اللافت مع مايوركا؛ بات الهداف الأبرز للفريق الكتالوني، وتوج معه بالعديد من البطولات المحلية والأوروبية، كما تقلد شارة قيادة منتخب بلاده في كأس العالم، أكثر البطولات متابعة على وجه الأرض.
نظّف شوارع أوروغواي لتُفرَش له بالورود
لويس سواريز
نشأ لويس سواريز وسط أسرة فقيرة في الأوروغواي، وعاش مع أمه و(6) من إخوته، بعد انفصال والدهم عن العائلة، والذي تركهم يواجهون مصاعب الحياة الجمة لوحدهم.
عمل "سوبر ماريو" في تنظيف الشوارع، قبل أن ينضم لفريق ناسيونال المحلي وعمره (14) عامًا فقط، ثم توج معه بلقب بطولة الدوري بعد إحرازه لعشرة أهداف، ليبدأ كشافو الأندية بمراقبته، ليتعاقد معه نادي غرونينغن الهولندي، ثم انتقل إلى أياكس أمستردام الذي أبدع معه، وبعدها أصبح لاعباً في الدوري الإنجليزي مع ليفربول، ليصل الآن لقمة عطائه وتوهجه مع أقوى أندية العالم برشلونة، كما تألق مع منتخب بلاده في كأس العالم، ليفرش له محبو الأوروغواي الورود في الشوارع التي كان ينظفها!.
أمه كانت ستجهضه بسبب الفقر
كريستيانو رونالدو
كادت أمه أن تحرم العالم من التمتع بمهاراته الفائقة، بعد أن حاولت إجهاضه لسوء الأحوال المالية التي كانت تمر بها عائلتها، ولكن مشيئة الله كانت هي النافذة، بأن يولد هذا اللاعب الذي وصل برفقة عائلته لأكثر الأماكن رقيًّا في العالم.
إنه قائد البرتغال ونجم ريال مدريد الوحيد كريستيانو رونالدو، الذي نشأ في نادي والده المفضل ماريتسيو، ومن ثم إلى ناسيونال المحلي، الذي ظهر معه بشكل لافت.
انضم إلى سبورتينغ لشبونة مقابل (30) ألف يورو فقط، والأغرب في الأمر أنها كانت كتخليص وسداد دين من ناديه السابق ناسيونال ماديرا.
إبداعه الكبير مع سبورتينغ جعله محط إعجاب السير أليكس فيرغسون، الذي كان وقتها مدربًا لمانشستر يونايتد، وكانت نظرة الرجل العجوز ثاقبة، فكان التميز الكبير في الدوري الإنجليزي.
أصبح "الدون" معشوق الملايين من المحبين والعاشقين، خاصة بعد أن انضم للفريق الملكي ريال مدريد، وتوج معه ببطولات عدة، كما حمل الحذاء الذهبي، وتوج بلقب أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات.
انضم لبرشلونة مقابل علاجه فقط!
ليونيل ميسي
هو الأسطورة، وأحد أفضل من أنجبتهم الملاعب في التاريخ، بل والأفضل على الإطلاق كما يرى كثيرون، انضم لنادي برشلونة الإسباني مقابل تحمل نفقات وتكاليف علاجه فقط، وتسول والده قبل ذلك محاولاً علاجه من نقص هرمون النمو، الذي أصابه في سن الـ(11)، والأب الذي كان عاملاً في أحد المصانع، ومتزوجاً من عاملة نظافة، لم يتمكنا من إنقاذه.
انتشله برشلونة من روزاريو سنترال الذي كان عاجزاً عن علاجه، مقابل أن يتكفل النادي الكتالوني بكافة تكاليف علاجه، حتى أصبح الآن اللاعب الأول في العالم، وتتهافت الأندية الكبيرة لكسب وده رغم ملايين برشلونة.
كان سيعتزل لعدم امتلاكه ثمن تذكرة الحافلة
مارسيلو دا سيلفا
نجم البرازيل وريال مدريد مارسيلو دا سيلفا، كان سيعتزل كرة القدم لعدم مقدرته على توفير ثمن المواصلات التي يحتاجها، لينتقل من مكان سكنه إلى مكان تدرب فريق فلومينزي الذي نشأ معه.
معاملة ناديه المحلي له كجوهرة جعلته يتمسك بحلمه بالوصول إلى العالمية، لينضم إلى منتخب البرازيل للشباب، ومن ثم إلى الفريق الملكي الذي غير حياته، وجعله من مشاهير النادي العظماء.
خسر أسنانه بسبب سوء التغذية
ريفالدو البرازيلي
اضطر للعمل صباحًا على شواطئ البحر القريبة من منزله كبائع للهدايا التذكارية، وكان يلعب كرة القدم مع أصدقائه ليلاً على ذات الشواطئ.
ريفالدو الذي نشأ وسط أسرة برازيلية فقيرة؛ بدأ حياته الكروية مع نادي كورنثيانز، ثم انتقل إلى بالميراس، وبعدها إلى ساوباولو، وتلقى عرضًا للعب في إسبانيا مع ديبورتيفو لاكورونيا، الذي كان بوابته إلى العالمية.
شهرته الواسعة اكتسبها من خلال تألقه المبهر مع برشلونة الإسباني، ومنتخب بلاده "السامبا"، وبات من أكثر اللاعبين البرازيليين الذين حفروا أسماءهم بأحرف من ذهب.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4xNjYg جزيرة ام اند امز