بمرور 33 عاما على إعلانه.. الفلسطينيون ما زالوا يأملون الاستقلال
"فإن المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
كانت تلك الكلمات التي صدح بها صوت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مثل هذا اليوم، الخامس عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1988، بالعاصمة الجزائرية الجزائر.
الوثيقة التي تلاها عرفات "أبو عمار" وكتبها الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش حملت اسم "إعلان الاستقلال".
وبعد 33 عاما من هذا الإعلان، ما زال الفلسطينيون يأملون أن يتجسد على الأرض بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ففي حينه، مثل هذا الإعلان قبولا رسميا فلسطينيا بقيام دولة على 22٪ من أرض فلسطين التاريخية الى جانب دولة إسرائيل.
وفعليا فتح هذا الإعلان لاحقا لمفاوضات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل والتي أفضت الى إعلان المبادئ عام 1993 الذي سمح بإقامة سلطة وطنية على الأرض الفلسطينية بالعام 1994.
كما فتح الإعلان الطريق لعشرات الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية وهو الاعتراف الذي ما زال قائما حتى اليوم.
ومثل قيام السلطة أملا كبيرا للكثير من الفلسطينيين بأن يمثل الخطوة الأولى نحو قيام الدولة المستقلة.
ولكن مع تفاقم التطورات على الأرض في السنوات الماضية فإن التوقعات بقرب قيام هذه الدولة بدأت تتلاشى ولكن الآمال ما زالت قائمة.
وقال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري لحركة فتح لـ"العين الإخبارية": "ساهم إعلان وثيقة الاستقلال في تدويل القضية الفلسطينية والدعم الدولي لقيام الدولة الفلسطينية وحل الدولتين".
وأضاف: "لقد فتح الاعلام المجال لعملية سياسية افضت الى عودة نصف مليون لاجيء فلسطيني الى الأرض الفلسطينية وقيام سلطة وطنية فلسطينية".
وأشار إلى أنه "رغم أنه لم تنتج عن اتفاق أوسلو دولة فلسطينية، وهو بحكم منتهي الصلاحية، ولكن الحقيقة هي أن سلطة وهناك مؤسسات، وإن كانت ضعيفة، الا انها تخدم شعبنا".
واعتبر دلياني أن مبعث تآكل التوقعات بقيام الدولة الفلسطينية "هو بفضل الاستيطان وهيمنة اليمين على الحكم في إسرائيل".
وقال: "صحيح أن التوقعات تتلاشى ولكن الآمال بقيام دولة فلسطينية ما زالت حية".
من جهته، قال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" إن "المطلوب اليوم مع حلول الذكرى 33 لهذا الإعلان حث الخطى وتكثيف العمل الدبلوماسي والسياسي والقانوني والإعلامي من أجل تمكين شعبنا من تجسيد حقه في إقامة دولته المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ".
وأضاف أن "الاعتراف الدولي الحاشد بمنظمة التحرير الفلسطينية ولاحقا بدولة فلسطين وتاليا بالسلطة الوطنية الفلسطينية وبعدها بعضوية الدولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة وبعضويتها في العديد من المنظمات والمؤسسات والاتفاقيات الدولية، أصبحت جميعا بمثابة حقائق لا يمكن لإسرائيل تجاوزها أو القفز عليها".
وتابع: "المطلوب الآن، وتحديدا من المجلس المركزي في اجتماعه المرتقب، اتخاذ جملة من القرارات تصب في خانة تهيئة الأجواء لإطلاق حوار وطني فلسطيني شامل من أجل التوافق على استراتيجية فلسطينية جديدة جوهرها إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية بما يدفع قدما في الكفاح الفلسطيني لتجسيد دولة فلسطين واقعا على الأرض".
وأحيا الفلسطينيون هذه الذكرى بمهرجانات وندوات وتجمعات في مختلف أنحاء الوطن الفلسطيني والشتات.
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMjkg جزيرة ام اند امز