بالحب والاستثمار.. أردنيان يرويان قصة السقوط في فخ الجرائم الإلكترونية
الجريمة الإليكترونية بالأردن في 2015: 681 ابتزاز، 219 انتحال شخصية، 96 سرقة بريد، 70 احتيال مالي، 56 اختراق مواقع، 16 سرقة بيانات.
الاحتيال والابتزاز وانتحال الشخصية وسرقة البريد الإلكتروني، وحالات كثيرة تقع تحت بند الجرائم الإلكترونية، وفق القانون الدولي والأردني، ولا يعرف الكثير من الناس أن هذه الحالات يعاقب فاعلها بما يقتضيه القانون، وضاعت حقوق الكثيرين بسبب عدم وعيهم بأهمية الشكوى وملاحقة الجاني.
فقد كشفت وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في إدارة البحث الجنائي الأردني أن الجرائم الإلكترونية آخذة بالتزايد، لتواجه الوحدة لهذا العام حوالي 1633 جريمة إلكترونية، أي بمعدل شهري يبلغ حوالي 182 جريمة إلكترونية في الشهر الواحد، وأكثر هذه الجرائم استخدمت فيها وسائل التكنولوجيا لإلحاق الضرر المعنوي أو الاقتصادي بالآخرين.
احتيال
لم تكن "هند" تعرف أن عملية التحايل، التي وقعت في شباكها يعاقب عليها القانون، وتقول: "تعرفت على فتاة مغربية في أحد المنتديات العربية، واقنعتني بأن لها استثمارات في الأردن ودول عديدة، وعندها مشروع سيحقق لنا المستحيل بحسب تعبيرها، لم تخبرني بالتفاصيل واقترحت علي الاشتراك به، إلا أنني لم أهتم، وبعد فترة رأيت عدد من الأصدقاء يعلقون لديها في المنتدى بأن مشروعها الجديد ناجح وأنهم استفادوا كثيرًا من شراء أسهم لديها، فأصبح عندي فضول أن أعرف ما هذا المشروع".
وتضيف "هند": "شرحت لي هذه الصديقة بأن فكرة المشروع تقوم على تبادل الأموال، فأنا كمشتركة أمنحها مبلغ من المال تعمل على تشغيله وتجلب لي الربح الذي حققته من تشغيل مبلغي، وبالمقابل هي تأخذ نسبة للجهد الذي بذلته، والضمان هو المعرفة والصداقة الشخصية، بالفعل شاركت في البداية بمبلغ صغير، وبعد فترة بعثت لي مبلغًا كبيرًا نتيجة الربح، وهكذا حتى اقتنعت تمامًا أنها صادقة، حتى أنني تقابلت معها بالأردن وتعرفت عليها، واقنعتني بعدها أن اجمع الأموال من أصدقائي مقابل أن تكون لي نسبة كبيرة، وجمعت بالفعل 10 آلاف دينار أردني (أي ما يزيد عن 14 ألف دولار)، وبعثتها لها، وبعد ذلك اختفت الفتاة ولم يعد هاتفها يجيب، ولا الأصدقاء في المنتدى ردوا على استفساراتي، لأقع في فخ الاحتيال بعدها، وأخذ الناس يطالبونني بأموالهم، واتهموني بالكذب والاحتيال".
ابتزاز
اما "مؤيد" فتورط مع فتاة في قصة حب، كانت نهايتها الابتزاز ومبلغ كبير لم يكن يتوقع أن يدفعه يومًا من الأيام، بسبب خوفه من الفضيحة وتشويه صورته لدى العائلة والمجتمع، ويقول: "تعرفت على فتاة أجنبية، وأصبحت علاقتنا وثيقة، واتفقنا على الزواج، ثم السفر إلى بلادها، لتقنعني بأهمية حصولي على جنسية بلادها كونها تعيش في دولة غربية قوية، وبالفعل أهملت زوجتي وطفلتي، وأصبحت أعيش بعالم آخر غير عالم عائلتي".
ويضيف: "تعرفت على الفتاة خلال تواجدها في الأردن مع حملات الإغاثة الدولية، وبعدها سافرت، وأصبح التواصل بيننا بواسطة الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي، وأعترف أنها سيطرت على عقلي من باب العاطفة، وعملت على تصويري من خلال كاميرا الكمبيوتر، وأنا في اوضاع مخلة للأخلاق، وبعدها بدأت في ابتزازي، وتهديدي بنشر هذه الصور عند صفحات الأصدقاء والمعارف إذا لم أرسل لها المبلغ الذي حددته، وخوفًا على سمعتي وسمعة عائلتي، ومعرفة زوجتي بالقصة خاصة أن علاقتنا كانت مضطربة في الفترة الأخيرة، بعثت لها المبلغ".
الجرائم الإلكترونية في تزايد
وأوجد الأردن وحدة مختصة في مكافحة الجرائم الإلكترونية تابعة للبحث الجنائي، لمتابعة ورصد هذا النوع من الجرائم، وبحسب الدستور الأردني فإن الجريمة الإلكترونية هي كل فعل أو امتناع من شأنه الاعتداء على الأموال المادية أو المعنوية يكون ناتجًا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن تدخل التقنية المعلوماتية".
وفي هذا الشأن، يبين المختص الاجتماعي، الدكتور حسين الخزاعي، أن شبكة الأنترنت وفرت وسائل متعددة للتواصل الاجتماعي تم استخدامها بشكل خاطئ، ويتم استغلال الأشخاص من خلال جهلهم ليقعوا ضحية من حيث لا يعلمون، والجرائم الإلكترونية آخذة بالتزايد، فيوجد في العالم ما يقارب 4 مليار مستخدم لشبكة الإنترنت، وفي الأردن وحده يوجد ما يقارب 6 ملايين مستخدم بحسب أخر الإحصائيات.
ويضيف الخزاعي: "تكمن خطورة الجريمة الإلكترونية في أنها لا تحتاج إلا لكمبيوتر وشبكة إنترنت، ومهارات تقنية، وتتنوع ما بين ابتزاز وتهديد، واحتيال، سرقة الحسابات البنكية، واستخدام أسماء مستعارة وغيرها من هذه الجرائم".
يقول الخزاعي: "بحسب الدراسات الأخيرة فإن عدد الاختراقات الأمنية العالمية مليون ونصف بشكل يومي، وفي الأردن فإن عدد الجرائم الإلكترونية لعام 2015 حتى شهر سبتمبر تبلغ 1633 جريمة، بحسب وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية، موزعة بين التالي: 681 جريمة تهديد وابتزاز إلكتروني، 491 تطبيقات اتصالات، 219 جريمة انتحال شخصية، 96 سرقة بريد إلكتروني، 70 جريمة احتيال مالي إلكتروني، 56 جريمة اختراق مواقع إلكترونية، 16 جريمة سرقة بيانات إلكترونية، 4 جرائم إساءة للأطفال عبر الإنترنت".
نصائح
وتنصح وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في توعيتها المستمرة لمستخدمي الإنترنت بعدم تزويد المستخدم بياناته المالية أو الشخصية لجهات غير موثوقة، والتعامل مع تطبيقات محددة، مع ضرورة الانتباه إلى التعليمات والمحددات والشروط التي تضعها هذه التطبيقات كمعايير لاستخدامها، كما نصح المستخدمين بتحديث أجهزتهم وتزويدها ببرمجيات حماية من الفيروسات باستمرار، وتغيير كلمات المرور والكلمات المفتاحية لحساباتهم على مختلف تطبيقات وشبكات التواصل بشكل دوري حفاظًا على سرية وأمان معلوماتهم، وتجنبًا لوقوعهم ضحية لمجرمي الإنترنت.